مشاهد الحرب تطغيان على نقاشات و رسومات الأطفال في خان يونس
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
خانيونس – عطية شعت
طغت مشاهد الحرب المختلفة على رسومات وكتابات ونقاشات أطفال خانيونس جنوب القطاع ، مسجلين عبر رسوماتهم وحكاياتهم مشاهد القتل التي لحقت بأقرانهم ولحظات الخوف والفزع التي انتابتهم أثناء العدوان، وذيلوها بتساؤلات مؤلمة :" أين حقوق الأطفال ، ولما تسحق الطفولة في غزة ؟ وما هو مستقبلنا ؟ ولما يصمت العالم، حين يرتفع صوتنا بالصراخ ؟؟، قابلتها رسومات عبرت عن أحلامهم البسيطة في العيش بسلام برسمهم أطفال يلعبون ويلهون في فضاءات خضراء وملاعب وملاهي يفتقدونها .
الطفل هيثم زعرب بدا أنه لا يزال يحمل ملامح المحرقة الأخيرة في مخيلته وهو ما عكسه عبر لوحته التي عبرت عن استهداف الأطفال راسما منزل أطفال الدلو ،فيما عكست لوحة زميلته الطفلة ياسمين لقان افتخارها بالمقاومة برسم صواريخ تضرب مدننا المحتلة مذيلها بأغنية اضرب اضرب تل أبيب .
أما زميلتها إسراء حسنين فقد رسمت لوحة حلمت خلالها ببيئة نظيفة مليئة بالأشجار الخضراء ، كما عكس الطفلة آية أبو ستة في لوحتها عن حلمها باللعب بالملاهى وعلى المراجيح .
جاء ذلك خلال المعرض الفني الذي نظمه أطفال مركز نوار التربوي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر على هامش برنامج وهيج الحوار الذي ناقش خلاله الأطفال آثار الحرب النفسية والاجتماعية عليهم مع مختصين وبحضور جمهور واسع من المجتمع المحلى والاهالى والمدرسين والمرشدين .
برنامج وهيج الحوار الذي يحاكى برامج التلفزيون التفاعلية ، يناقش أطفال المركز خلال حلقاته الشهرية قضاياهم الاجتماعية والتربوية الملحة من خلال استضافتهم لمختصين يجيبون على تساؤلاتهم .
وخصص البرنامج في حلقته لهذا الشهر الذي قدمته الطفلتان ملك المصري وملاك بريكة ، الآثار النفسية والاجتماعية للعدوان الأخير على الأطفال واليات الدعم اللازمة للأطفال لتجاوز حدتها من خلال استضافتهم كلا من والأستاذ محمود البرغوتى الاخصائى النفسي ، والأستاذ أشرف عرام ..أستاذ علم النفس الإكلينيكي ،والاستاذة سميرة موسى ... مشرفة التوجيه والإرشاد في مدارس وكالة الغوث ... بمنطقة خانيونس التعليمية . والذين أجابوا على تساؤلات الأطفال والجمهور ،وارشدوا اولياء الامور لبعض الطرق المناسبة للتعامل مع الأزمات واليات التي يجب أتباعها لحماية أطفالهم من الإخطار المترتبة علي الأزمة .
وقالت نجوى الفرا مدير مركز نوار التربوي :" أن البرنامج يعطي الأطفال مساحة واسعة للتعبير عن آرائهم فيما يختص مجموعة قضاياهم الحياتية المختلفة ، وهو جزء من الدعم النفسي للأطفال من خلال إجابته على الأسئلة المحيرة التي تدور بذهنهم ، ووصولهم من خلال حوار مفتوح مع المختصين يشارك الجمهور من الاهالى في جزء منه ، لبعض الإجابات والحلول" .
وأضافت الفرا أن المعرض الفني جاء ليكمل الصورة في القضية التي طرحها البرنامج ،عبر عن تطلعات وأحلام وأراء الأطفال ومدى تأثير العدوان الأخير عليم من خلال ما خطته أناملهم الصغيرة ،مؤكدة انه أيضا جزء من الدعم النفسي والاجتماعي الذي يقوم به المركز من خلال أنشطة ممنهجة تشتمل على العاب ترفيهية ورسم وتلوين وتعبير ومسرح ودراما ورحلات تركز علي تنمية وتطوير قدرات الأطفال في المجالات الحياتية والاجتماعية والنفسية وتعمل علي تخفيف الضغوطات التي واجهوها أثناء العدوان
واثنت الفرا على المشرف على البرنامج الأستاذ عصام الشوربجى والذي بذل مجهودا مع الأطفال ليخرج بهذه الصورة المرضية ،وعلى منشطة قسم الفن التشكيلي داليا صافى التي أشرفت على المعرض .