كتب عضو مركزية فتح الاخ المناضل محمود العالول ابو جهاد في ذكرى الانطلاقة
الاصدقاء والأحبة،
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية، ميلاد السيد المسيح، والذكرى ال 48 لانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة.
هي ذكرى مسيرة نضالية حوّلت الشعب الفلسطيني من شعب من اللاجئين المستكينين، الى شعبٍ مناضلٍ يصنع الثورة، يتحمل مسؤولياته، يكرّس هويته النضالية، يحقق انتصارات، ويفرض قضيته على رأس أولويات العالم بكل محافله...!
صنع ذلك مجموعة من الروّاد القادة، كانوا فتيةً رفضوا كلّ ما هو سائد واختاروا التحدي... لم يستسلموا للخلل في ميزان القوى، لم يترددوا ولو للحظة...
قادوا المسيرة عبر كل المحطات بانسجام كبير بينهم أساسه اتحادهم على الفكرة وسموّها، وايمانهم بشعبهم وقدراته، وتحديدهم لهدفهم وتناقضهم الأساسي مع المحتل لوطنهم...
رفضوا كل محاولات التدجين والاستيعاب والتبعية، وكرّسوا استقلالية القرار الوطني ودافعوا عنه بالدّم...
في ذكرى المسيرة التي بُذِل بها كمٌّ كبير من التضحيات، شهداء وجرحى واسرى ومعاناة... عهدنا للجميع انه بمقابل ذلك لا يمكن ان نقبل ثمناً غير الحريّة والاستقلال وحقوق شعبنا كاملة غير منقوصة...
في العام الجديد ونحن نغادر عاماً ميّزه صمودٌ رائع للأسرى في سجون الاحتلال، تمثل باضرابات غير مسبوقة من حيث مدّتها وتضامن الشعب بأكمله مع مناضليه الأسرى...
وعامٌ تحقّق به صمودٌ كبير في مواجهة حرب ضدّ الشعب في قطاع غزة، رافقه تفاعلٌ رائعٌ في الضفة وكل بقاع الأرض...
عامٌ حققنا به انتصارٌ كبيرٌ في الأمم المتحدة باستخراج شهادة ميلاد دولة فلسطين...
عامٌ نواجه به صعوبات واستمرار للألم والحصار...!
وكلّ ذلك لن يدفعنا إلّا إلى الاستمرار والاقتراب أكثر من طموحات وأحلام الشهداء...
"لأن لسان حال هذا الشعب يقول : "إنّ الحياة وقفة عزّ فقط ...!!"