المهرجان المركزي لجنوب الضفة للإحتفال بالذكرى الـ 48 لإنطلاقة حركة فتح في ساحة المهد القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
احتفلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في أقاليم محافظتي الخليل وبيت لحم ، اليوم الإثنين، بذكرى انطلاقتها الـ48 في مهرجان مركزي بساحة المهد وسط بيت لحم.
وحضر المهرجان، أعضاء من اللجنة المركزية لفتح، واللجنة التنفيذية والمجلس الثوري، ومحافظا الخليل وبيت لحم، ووزراء، وقادة الأجهزة الأمنية والدوائر الرسمية، وقساوسة ومطارنة، ورؤساء بلديات ومجالس محلية وحشد كبير من المواطنين.
وبعد افتتاح المهرجان بآيات من القرآن الكريم وبالسلام الوطني، ألقى أمين سر إقليم جنوب الخليل ياسر دودين كلمة الأقاليم في المحافظتين، مؤكدا أن هذا الحشد استفتاء شعبي لفتح مفجرة الثورة الفلسطينية.
وتحدث دودين عن الانجازات التي تحققت، واصفا عام 2012 بعام الإنجازات السياسية والانتصارات الدبلوماسية، خاصة حصول فلسطين على عضو مراقب في الأمم المتحدة، ووجه التحية للرئيس محمود عباس، قائلا: "نحن معك ولن نخذلك مهما اشتد الحصار"، مؤكدا أن العام 2013 سيكون عام "فتح"، وتعزيز المقاومة الشعبية وعزل إسرائيل وإرغامها على الانصياع إلى الشرعية الدولية.
ودعا إلى إنهاء الانقسام، قائلا: إننا محبطون من حماس، وبتنا نشعر أن خطاباتهم وتصريحاتهم حول المصالحة هي للاستهلاك الإعلامي فقط، وإن مرجعياتهم ليست وطنية فلسطينية.
وأكد على الثوابت التي تناضل من أجلها "فتح": عودة اللاجئين، والدولة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإطلاق سراح جميع الأسرى، ورفع الحصار عن شعبنا، والذي تحاول إسرائيل من خلاله تركيع شعبنا وقيادته.
وأضاف: إن القدس ومفاتيحها ستبقى عربية فلسطينية، وستنتقل من قائد إلى آخر حتى تحريرها، ونقول لنتنياهو وليبرمان خسئتما والاحتلال إلى زوال.
من جهته قال المطران عطا الله حنا، "نلتقي اليوم في رحاب كنيسة المهد في هذه الأيام المباركة في مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا، لنقول مسيحيون ومسلمون إننا معا من أجل الحرية والكرامة وحق العودة والأسرى ودولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
وأضاف: إن من صوّت مع فلسطين في الأمم المتحدة، صوّت مع القيم الإنسانية والأخلاقية، والذي لم يصوّت تنافى ذلك مع القيم وحقوق الإنسان، فعودوا إلى ضمائركم.
وحيا حنا الأسرى الفلسطينيين والعرب، وخاصة أولئك الذين يخوضون الإضراب عن الطعام، كما حيا الرئيس محمود عباس، وروح الشهيد القائد أبو عمار الذي رحل بجسده، وترك لفلسطين إرثا نضاليا وتاريخيا، قائلا: "ها هو حلمك يا أبا عمار بدأ يتحقق".
وأضاف: "إننا أصحاب قضية عادلة وسننتصر، وإن الربيع العربي لن يكتمل إلا بتحرير فلسطين والقدس، وقد قالوا إن فلسطين قضيتهم فليتفضلوا، فهي بحاجة إليهم وإلى دعمهم".
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لـ م. ت. ف قيس عبد الكريم، "نحتشد في هذه البقعة الطاهرة من وطننا اليوم، ليس فقط للاحتفال بانطلاقة "فتح"، بل للاحتفال بانطلاقة ثورتنا المعاصرة التي كان لفتح شرف إطلاقها".
وأكد وحدة منظمة التحرير الفلسطينية وتمثيلها لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، معتبرا المنظمة أكبر إنجاز لشعبنا وقياداته، ومشيرا إلى الانجازات في العام 2012، من نجاح في صد العدوان وإفشال أهدافه على شعبنا في قطاع غزة والنجاح في إبرام تهدئة، والاعتراف بدولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة، دولة على حدود عام 67 والقدس عاصمتها.
وطالب عبد الكريم، المجتمع الدولي بممارسة مسؤولياته وتطبيق قرارات الأمم المتحدة، ودعم دولة فلسطين ووقف وإزالة الاستيطان، داعيا إلى صون هذه الإنجازات، ليتحوّل الاعتراف إلى تجسيد على أرض الواقع، ومساءلة الاحتلال عن جرائمه بحق شعبنا وأرض دولته.
ودعا إلى إنهاء الانقسام الذي عانت منه قضيتنا الوطنية، وذلك بتطبيق اتفاقيتي القاهرة والدوحة، والاستجابة إلى نداءات الشعب لإنهائه.
وألقى عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" صائب عريقات الكلمة المركزية في المهرجان، مؤكدا أن "فتح" تحيي انطلاقتها على بعد أمتار بين كنيسة المهد ومسجد عمر بن الخطاب، لأننا نؤمن بأن مسيحيي شعبنا العربي الفلسطيني ليسو طائفة، بل جزء من شعبنا الأصيل.
وبعد أن وجه التحية للشهداء والأسرى والجرحى، قال: ولدنا في هذا البلد، الذي فيه كنيسة مهد هي وحيدة في العالم، وبحر ميت وحيد أيضا، وللسماء بوابة واحدة قام منها المسيح وعرج منها النبي محمد هي القدس الشريف، وسنبقى فيه.
وخاطب حماس قائلا: لقد واجهنا آلة الحرب الإجرامية على غزة كفلسطينيين، وذهبنا إلى الأمم المتحدة كفلسطينيين وانتصرنا في الحالتين، داعيا حماس إلى المصالحة وإنهاء الانقسام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة، لأنه بوحدتنا نقوى على مواجهة الاحتلال، الذي ينظر إلى جميع الفصائل بعين واحدة، وإعادة فلسطين إلى الخارطة الجغرافية.
وعبر عريقات عن أمله أن يكون عام 2013 عام الوحدة الوطنية، داعيا العرب إلى الاستثمار في فلسطين، فقدرنا وهو شرف لنا أن نكون خدمة للمهد بيت لحم والمسجد الأقصى وهذه الأرض المقدسة.
وأشار إلى الضغوطات الأميركية التي تعرض لها الرئيس محمود عباس، مؤكدا الإصرار بالسير قدما، رغم كل المعيقات والظروف ومواجهة التحديات والعقبات، مؤكدا أن "فتح" وطوال 48 عاما من النضال، لم تثنيها عن مواصلة النضال، وتحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها وهي تحرير فلسطين.
وأوضح عريقات أن الرئيس محمود عباس لم يهدد بحل السلطة، ولم يتحدث عن تسليم مفاتيح السلطة لإسرائيل"، وأن الرئيس قال "نحن نريد أن نخلق فرصة لعملية سياسية ذات مغزى بعد قرار الأمم المتحدة الأخير الذي أصبحت فيه فلسطين دولة غير عضو في المنظمة الدولية، وعليه فنحن نريد إطلاق عملية سياسية تقوم على أساس التزامات الجانبين، فمن جانبنا نلتزم بما علينا في كل المجالات ومن جانب إسرائيل عليها التزامان، وقف الاستيطان وإطلاق سراح المعتقلين وخاصة الذين اعتقلوا قبل أوسلو، وهذه ليست شروط هذه التزامات، ونحن معنيون بالتعاون مع العرب والاتحاد الأوربي ومع أميركا والصين واليابان وكل دول آسيا وإفريقيا الهند والبرازيل واللجنة الرباعية الدولية، أن نخلق فرصة نحدد سقفا زمنيا فيها على أساس عملية سياسية حقيقية.
وأضاف: في حال الفشل في خلق فرصة حقيقة لإطلاق عملية سياسية جدية لإنهاء الاحتلال والوصول لسلام، قال عريقات "الرئيس قال في حال رفضت إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن المعتقلين وأصرت على الاستيطان فالسلطة لن تعد قادرة على الاستمرار، وأن الرئيس عباس أكد أنه لا يستطيع الاستمرار كرئيس لسلطة بدون سلطة أفرغتها إسرائيل من مضمونها ، وان يبقى الاحتلال بلا تكلفة.
وأوضح عريقات بأن الرئيس أكد لوفد حزب ميرتس الإسرائيلي الذي التقاه الخميس في رام الله، بأن "استمرار السلطة بلا سلطة وإفراغها من مضمونها وولايتها من قبل إسرائيل سيؤدي لانهيارها".
ودعا إلى الصمود الفلسطيني على الأرض وحق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه في كل المحافل الدولية، وملاحقة إسرائيل أمام محكمة الجرائم الدولية، وغيرها من المنظمات الدولية خلال عام 2013، فالمجرم هو الذي يخاف المحاكم الدولية.
وشاركت في إحياء المهرجان فرقة عاصفة للفن الشعبي، وزينت الساحة بمجسمات للشهيد أبو عمار، والرئيس أبو مازن، واليافطات والشعارات الوطنية ورفع أعلام فلسطين ورايات "فتح".