في الذكرى الـ17 لإستشهاده: أهم المحطات في حياة المهندس يحيى عياش
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يصادف اليوم الذكرى الـ 17 لإستشهاد منفذ العمليات يحيى عياش، ففي صباح يوم الجمعة 5 يناير 1996، أستشهد يحيى عياش في إنفجار عبوة ناسفة تزن 50 جراما في الهاتف المحمول الذي كان يستخدمه.
ولد يحيى عبد اللطيف عياش يوم 6 مايو 1966 في قرية رافات جنوب غرب نابلس، درس في قريته وأنهى دراسته الجامعة من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في جامعة بير زيت عام 1988، حاول الحصول على تصريح لإكمال دراسته العليا بالأردن ولكن تم رفضه من قبل السلطات الإسرائيلية.
فيما بعد تزوج من أحد قريباته وأنجب البراء ويحيى.
في الإنتفاضة الأولى عام 1987 كانت بدايته، حيث بعث برسالة الى كتائب عز الدين القسام يوضح فيها خطة لمهاجمة إسرائيل عبر العمليات الفدائية، حيث كانت إحدى عمليات المقاومة الجديدة التي لم تكن معروفة سابقا، وأصبحت بعد ذلك مهمته إعداد السيارات المفخخة والعبوات شديدة الإنفجار، وبعد ذلك وضع إسمه على طاولة المطلوبين لدى إسرائيل.
المطلوب رقم واحد لدى إسرائيل
في 25 إبريل 1993 وبعد عملية " ميهولا" التي نفذت بتاريخ 16 إبريل 1993 وهو أول هجوم بسيارة مفخخة يخطط له المهندس يحيى عياش، حيث إستهدف التفجير مفرق ميهولا شمال شرق الضفة الغربية قرب قرية بردلا، حيث تم تفجير باص مفخخ من نوع "فلوكس فاجن" مما أدى إلى مقل إسرائيليين وإصابة 9 آخرين.
بعدها قامت المخابرات الإسرائيلية بمراقبته للقبض عليه حيث وصفته أجهزة الأمن الإسرائيلية المطلوب رقم واحد.
محاولات فاشلة لإغتياله
في عام 1994 قامت مروحية عسكرية بقصف منزل بحي القصبة بنابلس بالصواريخ وورد أن عياش كان هناك، مما أدى إلى إستشهاد إثنين من عناصر القسام، وإصابة 25 آخرين، حيث تبين أن عياش كان قدر غادر منزله قبل 30 دقيقة من وقوع القصف.
وفي العام 1995 نجا عياش من محاولة إغتيال إسرائيلية، حيث غادر منزل في حي الشيخ رضوان بغزة، كان مجتمع فيه مع كمال كحيل أحد أبرز قادة حماس قبل 15 دقيقة من إنفجار لغما يزن 78 كيلو، مما أدى إلى إستشهاد كحيل إلى جانب إستشهاد 5 مواطنين آخرين.
عملياته أدت إلى قتل 74 إسرائيليا
كانت عمليات يحيى عياش تنفذ في قلب المناطق الآمنة التي تدعي إسرائيل أن أجهزتها الأمنية تسيطر عليها، وكان من أهم تلك العمليات: تفجير سيارة مفخخة قرب حافلة إسرائيلية في العفولة مما أدى إلى مقتل 8 إسرائيليين وجرح ما لا يقل عن 30 آخرين، وكانت هذه العملية ردا على مذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994 الذي نفذها المتطرف باروخ جولدشتاين ما أدى لإستشهاد 29 مصليًا وجرح 150 آخرون.
وفي 6 إبريل 1994 قام الشهيد عمار عارنة بتفجير شحنة ثبتها على جسمه داخل حافلة إسرائيلية في مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر، مما أدى إلى مقتل 5 إسرائيليين وجرح العشرات.
وفي العام نفسه قام الشهيد صالح نزال وهو من كتائب كتائب الشهيد عز الدين القسام، بتفجير نفسه داخل حافلة ركاب إسرائيلية في شارع "ديزنجوف" في مدينة تل أبيب، مما أدى إلى مقتل 22 إسرائيليا، وجرح ما لا يقل عن 40 آخرين.
وقام في 25 ديسمبر من العام نفسه الشهيد أسامة راضي وهو شرطي وعضو سري في مجموعات القسام بتفجير نفسه قرب حافلة تقل جنودًا في سلاح الجو الإسرائيلي في القدس، ليجرح 13 جنديًّا.
وفي العام 1995 قام فلسطينييان بتفجير نفسيهما في محطة للعسكريين الإسرائيلية منطقة بيت ليد قرب نتانيا، مما أدى إلى مقتل 23 جنديًا إسرائيليا، وجرح أربعين آخرين في هجوم وصف أنه الأقوى من نوعه، وقالت المصادر العسكرية الإسرائيلية وقتها أن التحقيقات تشير إلى وجود بصمات المهندس عياش في تركيب العبوات الناسفة.
وفي 9 إبريل من العام 1995 نفذت حركتا حماس والجهاد الإسلامي هجومين استشهاديين ضد مواطنين يهود في قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 7 مستوطنين ردًّا على جريمة الإستخبارات الإسرائيلية في تفجير منزل في حي الشيخ رضوان في غزة، أدى إلى استشهاد نحو خمسة فلسطينيين، وبينهم الشهيد "كمال كحيل" أحد قادة مجموعات القسام ومساعد له.
وفي 24 يوليو من العام نفسه، قام مقاتل استشهادي من مجموعات تلاميذ المهندس "يحيى عياش" التابعة لكتائب الشهيد "عز الدين القسام" بتفجير شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة ركاب إسرائيلية في "رامات غان" بالقرب من تل أبيب، مما أدى إلى مصرع 6 إسرائيليين وجرح 33 آخرين.
وفي 21 أغسطس 1995 نفذ هجوم استشهادي آخر استهدف حافلة إسرائيلية للركاب في حي رامات أشكول في مدينة القدس، مما أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، وقد أعلن تلاميذ المهندس يحيى عياش وقتها مسؤوليتهم عن الهجوم.
ليصبح مجموع مجموع ما قُتل من الإسرائيليين بيد "المهندس" وتلاميذه ستة وسبعون إسرائيليًّا، وجرح ما يزيد على 400 آخرين.
إنتقاله الى غزة.. وإستشهاده هناك
بعد نجاحه في التسلل إلى غزة، تمكن جهاز " الشباك" من الحصول على معلومات عن الشهيد عياش، حيث تمكن الشاباك من تتبع مكالمة تليفونية أجراها الشيخ عبد اللطيف مع ابنه، ومن خلال تلك المكالمة، اتضح للجنرال جيلون بأن والد المهندس سيتصل بابنه على الهاتف العادي بمنزل أسامة حماد (وهو قيادي في حماس وصديق الشهيد عياش)، في الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة الموافق 5/1/1996م.
فقام الجنرال جيلون ومساعدوه بوضع خطة تفصيلية لاغتيال المهندس، بعد أن انتقل إلى موقع متقدم في مغتصبة نيسانيت القريبة من بيت لاهيا للإشراف بشكلٍ مباشرٍ على عمليةِ التنفيذ، حيث أُقيمت غرفة قيادة أمنية ذات تجهيزات فنية عالية، وفي ذلك الموقع، استعان رئيس جهاز الشاباك بخبراء وفنيين قاموا بتركيب بطارية خاصة صنعها القسم الفني بالموساد في جهاز التليفون الخلوي الذي استعاده كمال حماد (وهو خال أسامه حماد وكان عميلا للـ" شاباك"، ابن أخته في أواخر ديسمبر 1995م، والبطارية الجديدة كانت في الحقيقة بنصف حجمها العادي حيث وضعت المتفجرات التي يتراوح وزنها بين 40 و50 جرامًا في النصف الآخر.
انتقل المهندس إلى منزل أسامة حماد في نحو الساعة (4.30) من فجر يوم الجمعة الموافق 5/1/1996 وقام بتأدية صلاة الفجر ثم ذهب للنوم، وحسب القصة التي يرويها أسامة حماد، فإنه كان من المفترض أن يتصل والد المهندس على تليفون المنزل في نحو الساعة الثامنة غير أن اتصالاً غريبا جرى في ذلك الوقت حين اتصل كمال حماد في الساعة الثامنة طالبا من ابن أخته فتح جهاز التليفون الخلوي لأن شخصًا يريد الاتصال به ثم قطع الخط الهاتفي، ولم يكن في خط الهاتف البيت حرارة بعد هذا الاتصال.
وفي نحو الساعة التاسعة، اتصل والد المهندس مستخدما الهاتف الخلوي حيث رفعت زوجة أسامة السماعة وسلمتها لزوجها الذي كان نائما مع يحيى في نفس الغرفة، فأيقظ أسامة المهندس ثم أعطاه السماعة، وبعد (15) ثانية تقريبًا، وفيما كان أسامة يهم بالخروج من باب الغرفة تاركا المهندس ليحدث والده، سمع دوي انفجار، فالتفت على الفور فرأي يد الشهيد القائد تهوي إلى أسفل، وغطى الغرفة دخان كثيف، ليتبين بعد ذلك أن المهندس قد استشهد.
" أخشى أن يكون عياش جالسا بيننا في الكنيست"
قال أحد كبار العسكريين الإسرائيليين "شمعون رومح" عن الشهيد يحيى عياش:" إنه لمن داوعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للإعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى القدرة للبقاء وتجديد النشاط دون إنقطاع".
ولقبته وسائل الإعلام العبرية بـ " الثعلب"، و"الرجل ذو الألف وجه" و"العبقري".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين عنه:" أخشى أن يكون عياش جالسا بيننا في الكنيست"، وقال أيضا:"لا أشك أن المهندس يحيى عياش يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن إستمرار وجوده طليقا يشكل خطرا على أمن إسرائيل وإستقرارها".
عن بي ان ان