بعد عملية عامود السحاب..غزيون يصارعون البرد في العراء
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يلتحف المسن الفلسطيني مصطفى ريان دفء نيران أشعلها في موقد حديدي فوق أطلال منزله الذي دمّرته إسرائيل في الهجوم الذي شنّته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على قطاع غزة، باسم عملية "عمود السحاب".
ويجتمع ريان – الذي يقترب من العقد السادس من عمره - مع أبنائه وإخوته يوميًّا منذ ساعات الشروق الأولى حول موقد يشعلون فيه النار بما تبقى من أخشاب أثاثهم المدمّر، وقبل منتصف الليل بقليل يلجأون إلى خيمة قريبة من ركام منزلهم يحاولون اختطاف سويعات من النوم فيها في ظل برد شديد وأمطار غزيرة.
وشنّت إسرائيل هجومًا على قطاع غزة أطلقت عليه اسم "عمود السحاب" بدأته في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 واستمر ثمانية أيام قتلت خلالها 190 فلسطينيًّا وأصابت 1500 آخرين، ودمرت 1500 منشأة بينها 92 منزلاً مدنيًّا بشكل كامل.
ويقول الشيخ ريان، بينما كان يعد أربعة أكواب من الشاي لوكالة "الأناضول" للأنباء، "أعيش تجربة مريرة منذ قصفت إسرائيل منزلي لم أعشها طوال 57 عامًا قضيتها من عمري.. فلم أجد أصعب من رؤية الإنسان لمنزله يدمر بعد أن بناه حجرًا فوق حجر، وأن يعيش بعد ذلك في خيمة بغطاء لا يقي بردًا شديدًا ولا مطرًا غزيرًا".
ويضيف ريان "أذكر تفاصيل ما حدث تمامًا كان ذلك يوم الأحد في تاريخ 18 نوفمبر من العام الماضي عندما سقط صاروخ من طائرة استطلاع على منزلنا فهرع جميع من في المنطقة خارج منازلهم خشية تعرّضهم للإصابة".
دقائق من الصمت سبقت زفرة حزن يقول بعدها "بعد دقائق من خروجنا من المنزل سمعنا صوت انفجار هائل ورأينا نيرانًا شديدة تشتعل في المنطقة وحين وصلنا وجدنا كل شيء قد انتهى فقد قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المنزل بصاروخ يزن طنًا - حسب تقديرات خبراء المتفجرات - ما أدى لتدميره بالكامل واحتراق المنزل المجاور له وتضرر عدد من المنازل المحيطة بشكل كبير".
واستخدمت إسرائيل في حربها الأخيرة على قطاع غزة أسلوب قصف بعض المنازل المدنية بصواريخ من طائرات استطلاع – تحدث فتحة صغيرة في السقف - لتحذير ساكنيه ليغادروه قبل قصفه بصاروخ من طائرة حربية يؤدي إلى تدميره بالكامل.
ولدى الشيخ ريان – الذي يكنى أبا أنس - أسرة مكونة من 8 أفراد أكبرهم سنًا في الثامنة عشرة من عمره، ومجموع من كان يعيش في المنزل المكون من 7 وحدات سكنية من إخوته وأبناء إخوته 35 فردًا بينهم 26 طفلاً أقل من 16 عامًا.
ولم يتعرض أي من أفراد العائلة للإصابة فقد تم إخلاء المنزل بالكامل قبل 7 دقائق من القصف الإسرائيلي له.
ومنذ قصف المنزل لم يجد أفراد عائلة ريان مأوى لهم سوى تلك الخيمة التي نصبت على مقربة منزلهم ولا تتوفر فيها سبل الحياة الكريمة فلم ينجوا من ركام المنزل أغطية كافية للتدفئة من برد الشتاء ولا حتى ملابس للأطفال والنساء.
ويقول الفلسطيني المسن "حصلنا على مبلغ من المال من إحدى الجهات الخيرية اشترينا به أغطية وملابس للأطفال والنساء لكنها غير كافية بتاتًا ولا تعوّض شيئًا مما فقدناه جراء قصف منزلنا. لم نعد نشعر بالاستقرار وحياتنا شديدة القسوة".
وتلقت العائلات الفلسطينية المدمرة منازلهم في الحرب الأخيرة وعودًا من الحكومة في قطاع غزة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لإعادة إعمارها لكن لم تظهر أي بوادر لذلك حتى الآن.
وبعد منعه دمعة كادت تفر من عينيه يتابع ريان حديثه "لا أريد شيئًا من هذه الدنيا سوى أن ينعم أطفالي وأبناء إخوتي بعيش كريم فنحن مضى بنا العمر ورأينا ما هو جميل وقبيح في هذه الدنيا ونتمنى أن يحي أطفالنا بكرامة".
وتعيش أكثر من 150 عائلة فلسطينية في قطاع غزة دمّرت منازلها خلال الهجوم الأخير نفس ظروف عائلة ريان وأفضلها حالاً يعيش في منزل صغير خالٍ من الأثاث تمامًا استأجره بالمال القليل الذي تبرعت به بعض الجهات الخيرية.
zaيلتحف المسن الفلسطيني مصطفى ريان دفء نيران أشعلها في موقد حديدي فوق أطلال منزله الذي دمّرته إسرائيل في الهجوم الذي شنّته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على قطاع غزة، باسم عملية "عمود السحاب".
ويجتمع ريان – الذي يقترب من العقد السادس من عمره - مع أبنائه وإخوته يوميًّا منذ ساعات الشروق الأولى حول موقد يشعلون فيه النار بما تبقى من أخشاب أثاثهم المدمّر، وقبل منتصف الليل بقليل يلجأون إلى خيمة قريبة من ركام منزلهم يحاولون اختطاف سويعات من النوم فيها في ظل برد شديد وأمطار غزيرة.
وشنّت إسرائيل هجومًا على قطاع غزة أطلقت عليه اسم "عمود السحاب" بدأته في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 واستمر ثمانية أيام قتلت خلالها 190 فلسطينيًّا وأصابت 1500 آخرين، ودمرت 1500 منشأة بينها 92 منزلاً مدنيًّا بشكل كامل.
ويقول الشيخ ريان، بينما كان يعد أربعة أكواب من الشاي لوكالة "الأناضول" للأنباء، "أعيش تجربة مريرة منذ قصفت إسرائيل منزلي لم أعشها طوال 57 عامًا قضيتها من عمري.. فلم أجد أصعب من رؤية الإنسان لمنزله يدمر بعد أن بناه حجرًا فوق حجر، وأن يعيش بعد ذلك في خيمة بغطاء لا يقي بردًا شديدًا ولا مطرًا غزيرًا".
ويضيف ريان "أذكر تفاصيل ما حدث تمامًا كان ذلك يوم الأحد في تاريخ 18 نوفمبر من العام الماضي عندما سقط صاروخ من طائرة استطلاع على منزلنا فهرع جميع من في المنطقة خارج منازلهم خشية تعرّضهم للإصابة".
دقائق من الصمت سبقت زفرة حزن يقول بعدها "بعد دقائق من خروجنا من المنزل سمعنا صوت انفجار هائل ورأينا نيرانًا شديدة تشتعل في المنطقة وحين وصلنا وجدنا كل شيء قد انتهى فقد قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المنزل بصاروخ يزن طنًا - حسب تقديرات خبراء المتفجرات - ما أدى لتدميره بالكامل واحتراق المنزل المجاور له وتضرر عدد من المنازل المحيطة بشكل كبير".
واستخدمت إسرائيل في حربها الأخيرة على قطاع غزة أسلوب قصف بعض المنازل المدنية بصواريخ من طائرات استطلاع – تحدث فتحة صغيرة في السقف - لتحذير ساكنيه ليغادروه قبل قصفه بصاروخ من طائرة حربية يؤدي إلى تدميره بالكامل.
ولدى الشيخ ريان – الذي يكنى أبا أنس - أسرة مكونة من 8 أفراد أكبرهم سنًا في الثامنة عشرة من عمره، ومجموع من كان يعيش في المنزل المكون من 7 وحدات سكنية من إخوته وأبناء إخوته 35 فردًا بينهم 26 طفلاً أقل من 16 عامًا.
ولم يتعرض أي من أفراد العائلة للإصابة فقد تم إخلاء المنزل بالكامل قبل 7 دقائق من القصف الإسرائيلي له.
ومنذ قصف المنزل لم يجد أفراد عائلة ريان مأوى لهم سوى تلك الخيمة التي نصبت على مقربة منزلهم ولا تتوفر فيها سبل الحياة الكريمة فلم ينجوا من ركام المنزل أغطية كافية للتدفئة من برد الشتاء ولا حتى ملابس للأطفال والنساء.
ويقول الفلسطيني المسن "حصلنا على مبلغ من المال من إحدى الجهات الخيرية اشترينا به أغطية وملابس للأطفال والنساء لكنها غير كافية بتاتًا ولا تعوّض شيئًا مما فقدناه جراء قصف منزلنا. لم نعد نشعر بالاستقرار وحياتنا شديدة القسوة".
وتلقت العائلات الفلسطينية المدمرة منازلهم في الحرب الأخيرة وعودًا من الحكومة في قطاع غزة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لإعادة إعمارها لكن لم تظهر أي بوادر لذلك حتى الآن.
وبعد منعه دمعة كادت تفر من عينيه يتابع ريان حديثه "لا أريد شيئًا من هذه الدنيا سوى أن ينعم أطفالي وأبناء إخوتي بعيش كريم فنحن مضى بنا العمر ورأينا ما هو جميل وقبيح في هذه الدنيا ونتمنى أن يحي أطفالنا بكرامة".
وتعيش أكثر من 150 عائلة فلسطينية في قطاع غزة دمّرت منازلها خلال الهجوم الأخير نفس ظروف عائلة ريان وأفضلها حالاً يعيش في منزل صغير خالٍ من الأثاث تمامًا استأجره بالمال القليل الذي تبرعت به بعض الجهات الخيرية.