شاهد عيان يروي لحظات غرق المحامي ماهر برية في طولكرم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
مراد ياسين - عثرت طواقم الانقاذ ومتطوعون من اهالي الشعراوية والكفريات صباح امس على جثة المحامي ماهر برية من بلدة عتيل بعد ان علقت سيارته على طريق جبارة طولكرم في منطقة وادي التين جنوب مدينة طولكرم، خلال الاحوال الجوية العاصفة التي شهدتها المحافظة أمس الاول.
وقال المواطن محمد شاكر بدير انه تم العثور على جثة المحامي على بعد 700 متر من مكان سيارته ، بعد ان سحبته السيول باتجاه احدى عبارات المياه المتواجدة في المنطقة ، وتم نقل جثته بواسطة اسعاف الهلال الاحمر الى ثلاجة مستشفى د. ثابت الحكومي حيث كانت عائلته والمئات من محامي المحافظة .
وقدم محافظ طولكرم التعازي لعائلة الفقيد الذي استمر البحث عن جثمانه يومين.
وقال رئيس بلدية عتيل د. شوقي صبحة ان بلدية عتيل تولت مسؤولية البحث عن المحامي ماهر برية من خلال توفير آليات ومتطوعين للبحث عن المفقود ، مشيدا بجهود محافظة طولكرم وطواقم الدفاع المدني وكل الاجهزة الامنية ومتطوعي بلدة عنبتا الذين ساهموا في العثور على الجثة ، ناقلا تعازيه الحارة لعائلة الضحية وعموم اهالي عنبتا.
وكان شاهد عيان روى التفاصيل الكاملة للحظات سحب السيول للمحامي ماهر برية بعد ان غادر مركبته على الفور، وقال ابو الفوارس الـ"الحياة الجديدة " انه كان خلف سيارة المحامي ماهر برية لحظة وصول السيول الى الشارع الرئيس لطريق جبارة في المنطقة المسماة وادي التين ، واكد انه التقى المحامي قبل لحظات من وقوع الحادث ونصحه بعدم المجازفة والمرور في هذا الشارع الذي بدأت المياه تغمره تدريجيا الا انه اخبره ان سيارته جديدة ولا تتأثر بالمياه، واضاف الشاهد: وبعد لحظات اجتاحت السيول الشارع ودفعت بسيارتي عدة امتار لتتجاوز سيارة المحامي، وعلى الفور صعدنا الى اسطح مركباتنا وطلبت منه عدم مغادرة السيارة والاحتماء على سطحها ، وبدأت بالاتصال مع الدفاع المدني الذين اخبروني انه سيصلون خلال خمس او عشر دقائق الى المكان ، الا انهم لم يتمكنوا من الدخول بآلياتهم نظرا لعدم قدرتهم على اجتياز المياه التي غمرت الشوارع المحيطة بنا بالكامل ، وبعد سلسلة اتصالات مع كافة فرق الانقاذ في المحافظة نصحوني بالانتظار او السباحة في المياه والخروج من المكان، وقال نصحت جميع اصحاب السيارات القريبة منا والذين اعتلو اسطح مركباتهم بعدم مغادرتها حيث ان المغادرة تعني الموت فورا نظرا لشدة التيارات المائية التي كانت تجرف أي شيء أمامها من أشجار وحجارة ، الا ان المحامي فضل مغادرة سيارته وخلال لحظات جرفته السيول واختفى عن الانظار .
وكان المرحوم ماهر اتصل برب عمله المحامي محمد شديد في تمام الساعة الرابعة مساء وهو يطلب مساعدته في ارسال فرقة انقاذ الى مكان سيارته التي علقت في منطقة وادي التين على طريق جبارة، وقال شديد: اتصلت بالدفاع المدني والجهات ذات الاختصاص بغرض الوصول اليه وإنقاذه ، ثم اتصل مرة اخرى ان المياه غمرت نصف المركبة فطلب منه التمسك بالسيارة وعدم مغادرتها، وبعد دقائق اتصل مرة ثالثة وقال له الوضع كارثي ومخيف بعدها قام شديد باستدعاء قريبه راشد شديد كونه يملك رافعة بغرض الوصول الى منطقته الا ان السيول كانت قد غمرت المنطقة بالكامل. وقال شديد ان برية كان عائدا من محكمة قلقيلية باتجاه طولكرم ثم زار خطيبته لوقت قصير في كفر صور قبل ان يقرر العودة الى مدينة طولكرم وهنالك اختفت اثاره.
وقال رياض ياسين أحد الاشخاص الذين خاطروا بحياتهم لأجل انقاذ السيارات التي علقت على طريق جبارة انه تلقى نداءات استغاثة من قبل المواطنين في هذه المنطقة ، على الفور قدت سيارة المنوف التابعة لبلدية الكفريات وتحركت في تمام الساعة الرابعة مساء باتجاه المنطقة، وهنالك كانت دورية عسكرية وقام احد جنود الاحتلال بمرافقتي عبر المركبة بغرض المساعدة ، وبعد وصولنا الى المكان كان ارتفاع المياه انذاك (1,70) متر ووجدت اربع سيارات من ضمنها سيارة المرحوم ماهر برية ، وتمكنت من انقاذ ستة مواطنين كانوا عالقين في ثلاث سيارات اما المحامي فقد اختفت اثاره اثناء محاولته اجتياز السيول .
وكان تلفزيون الفجر الشديد نشر فيديو عن لحظة جرف السيول للمحامي ماهر برية قبل يومين.