باب الشمس ... ستنبت صبرة هناك
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
shضحى سعيد_الطرد والتهجير قدر الفلسطيني أينما حل. وقدر "باب الشمس" لا يختلف كثيرا عن ذلك فما أن نصبت القرية خيامها حتى أعلن عنها منطقة عسكرية مغلقة وصدرت أوامر الغاصب بإزالتها عن الوجود.
"باب الشمس" القرية الفلسطينية الوليدة والتي حلم مواطنوها بالعيش فيها آمنين، بعد نصب خيامهم وانتخاب مجلس قروي لهم، وإقامة مركز صحي وآخر شرطي، وافتتاح مقهى صغير، تم إيقاد النيران قرب الخيام والالتفاف حولها في مشهد عكس سيرة حياة شعب كامل كان يعيش في قراه قبل أن تدوسها أقدام الاحتلال وتقتل وتهجر قاطنيها...
يعرف مواطنو القرية أنهم مشروع شهادة، فما أن حطت أقدامهم قريتهم الجديدة في الأراضي المهددة بالمصادرة والاستيطان ضمن ما يعرف بمخطط "أي 1" قرب العيسوية حتى باغتهم الاحتلال في حلكة الليل بأكثر من 1000 من جنوده وحاصر قريتهم الصغيرة وعاث فيها خرابا وهجر أهلها من جديد. وأكثر أهاليها أصبح مهجرا للمرة الثانية وربما الثالثة.
في القرية تفاصيل حياة كثيرة، فالحاج عمر درويش العيساوي من أصحاب الأرض جلس بالقرب من خيمته بعد أن منعه الاحتلال مرارا وتكرارا من الوصول إليها قال، "استطعت الوصول ومشاركة سكان القرية حلما وأملا باستعادة أرضنا والاستقرار فيها حتى نقيم باب شمس أخرى هناك في القدس".
القرية الجديدة مثلت تحولا نوعيا في فكر المقاومة الشعبية عبر الانتقال من ردة الفعل إلى الفعل، ومثلت مفاجأة كبيرة للاحتلال.. مجموعات شبابية من مختلف أطر المقاومة الشعبية قررت بناء القرية.. قصة طويلة وعمل سري خشية من أن يعرف الاحتلال بالقرية قبل بنائها، قال عبد الله أبو رحمة منسق الحملة الشعبية في بلعين.
وأوضح أبو رحمة، "في العاشر من الشهر الجاري، وبقصد التمويه، أعلن عن مخيم شتوي للمقاومة الشعبية في أريحا والأغوار عبر الفيسبوك، وتم التنسيق مع كافة الجهات الشعبية هناك، وفي هذا الوقت كانت خيامنا وعدتنا تتجه نحو الأرض بعد أن تم دراسة وتحديد الموقع حتى يمكننا الإعلان وحشد المتضامنين إضافة إلى القيام بكافة الإجراءات القانونية" .
وأضاف، "مع ساعات الفجر الأولى ورغم برودة الجو الشديدة كون المنطقة جبلية، تحركنا وبدأنا البناء، أكثر من 300 شخص عملنا بجهد كبير، أردنا للقرية أن تحيا لإيصال رسالة قوية بأحقيتنا بأرضنا، وبأن مخطط "اي 1" سيدمر دولتنا الفلسطينية".
ويرى أبو رحمة أن باب الشمس عبرت عن معاناة وجود لشعب على أرضه، مؤكدا أن باب الشمس، باب للحرية وستكون حيث نكون.
أهالي القرية وفي سياق إضافة نوع من الحياة الطبيعية لها كانوا انتخبوا جميل البرغوثي رئيسا لمجلسها القروي، والذي أكد دوره أن قريته تمثل مبادرة وفكرة أصيلة خلقت بجهود كافة مكونات شعبنا بهدف مواجهة السياسة الإسرائيلية والقرارات المتكررة والمتطرفة بحق شعبنا ومصادرة أرضه وطرده كما أنها نوع من التأكيد على أن في هذه الأرض شعب حي وعلى العالم أن يعرف ذلك.
تامر الأطرش أحد سكان القرية وهو ناطق باسم تجمع شباب ضد الاستيطان، شدد على حق شعبنا باسترجاع أراضيه بشكل سلمي "نحن أصحاب الأرض الأصليون، ومن الصعب على المستوطنين استغلال المزيد من المساحة التي تقدمها حكومتهم بعد سرقة أراضينا الأمر الذي لن نقبل به فالشمس ستشرق مجددا".
بدوره قال أمين سر الشبيبة الفتحاوية في محافظة القدس ثائر أنيس، وهو من سكان باب الشمس، "القرية جاءت بقرار للدفاع عن أرض كنا نراها من بعيد، واليوم أقمنا خيامنا عليها في رسالة واضحة للمجتمع الدولي والإسرائيلي، بأننا مرتبطون بالأرض ومؤمنون بها"