112 شجرة بأسماء قرى مدمرة ..... زيتون العودة في وجه العصابات الصهيونية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
في أربعينات القرن الماضي هجمت العصابات الصهيونية على الفلسطينيين الآمنين في بلادهم وقتلت النساء والأطفال والشيوخ وحرقت المنازل والزيتون، وتشرد الفلسطينيون في كل واد.
وفي 2013 عاد أحفاد اللاجئين ليزرعوا زيتون العودة بداية لطريق العودة لقراهم التي دمرتها العصابات الصهيونية.
نشطاء المقاومة الشعبية سعوا لتثبيت أسماء القرى والبلدات الفلسطينية التي دمرتها عصابات "إسرائيل" عام 1948 في ذاكرة الأجيال عبر إطلاق حملة لغرس أشجار زيتون تحمل أسماءها.
وينشط القائمين على الحملة في بلدة الطويل جنوب شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة كونها نموذجًا لقرى وبلدات فلسطينية مهددة بالاستيطان، وبدأوا الأحد بغرس 112 شجرة زيتون تحمل أحلامهم بحق العودة إلى بلادهم وديارهم التي هجروا منها، وتأكيدا على رفضهم لكافة محاولات طردهم.
نائب رئيس بلدية عقربا التي تتبع بلدة الطويل لها بلال عبد الهادي يقول إن القرية والأراضي المحيطة بها تعاني من الاستيطان منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة عام 1967، مبينا أنها تعرضت للهدم عدة مرات.
ويوضح عبد الهادي في تصريح ل "صفا" أن القرية تعرضت لاعتداءات كبيرة منها اعتقالات واقتحامات وهدم منازل وإخطارات ومصادرة ممتلكات، لافتا إلى أن القرية شهدت خلال عام 2012 نحو 250 اعتداء.
ويشير إلى أن قوات الاحتلال صادرت نحو 80% من أراضي القرية، منوها إلى أن خطوة زراعة الأشجار تأتي في إطار التضامن مع الأهالي وشد أزرهم للبقاء في أراضيهم.
ويبين عبد الهادي أن الاحتلال يخطر كافة المنازل التي يسكن فيها نحو 250 مواطنًا وإضافة إلى المسجد الوحيد وشبكة الكهرباء بالهدم.
رسالة للاحتلال
الناشط في المقاومة الشعبية خالد منصور ينبه إلى أن الحملة توجه رسالة للاحتلال أن شعبنا لن ينسى أرضه وقراه المدمرة، ويزرع الشجر تخليدًا لذكرها وتمسكا بالعودة إليها.
الحملة بدأت بغرس 112 شتلة
ويؤكد منصور تمسكه بأرضه وقريته وحقه في العودة إليها، وإن زراعته اليوم لشجرة باسم قريته أم الزيات دليل واضح على حقه التاريخي فيها والعودة إليها هو أو أبنائه واحفاده.
وفي زاوية أخرى، يحمل الشاب إبراهيم بني فضل فأسه على كتفه والعرق يتصبب من وجهه، ليقول ل"صفا" إنا "أعيش مع أسرتي المكونة من عشرة أفراد في بيت من الصفيح، هدمته الجرافات الإسرائيلية عدة مرات بحجة البناء بدون ترخيص في أراضي مصنفة ج حسب اتفاق أوسلو".
ويضيف "لن نخرج من أرضنا، وسأبقى هنا فقد ولدت بها وسأدفن بها، وأغرس في أبنائي حبهم للقرية التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة".
حق العودة
وتقول سيدة من القرية إن الجيش الإسرائيلي يعكر صفوة حياتهم في القرية، ويقتحم سكونهم بالليل ويدمر القرية ويعتقل ويصادر الممتلكات.
إحدى المتضامنات الأجنبيات تتحدث لوكالة "صفا" عن الوضع في القرية "لا نعلم ما تمثله هذه البيوت البسيطة التي تعيش ظروف حياتية صعبة من تهديد لإسرائيل، فهي لا تحمل في طياتها سوى العيش البسيط بالاعتماد على المراعي والحيوانات".
أما الناشط الشبابي خالد الخندقجي يقول إن: "المقاومة الشعبية باتت تبتكر كل يوم الجديد، وتعمل على دعم صمود المواطن الفلسطيني ورفع معنوياته".
ويبين الخندقجي الذي زرع شجرة باسم قريته عين كارم أن "الاحتلال لن يستطيع أن يمحي من ذاكرة المواطن الفلسطيني أراضيه وقراه المدمرة، وحتما سنعود"، فيما ترى آية عبد الجبار في زراعة الأشجار بأنها خطوة لتعزيز الصمود للمواطنين.
وتبلغ مساحة قرية الطويل نحو 10 آلاف دونم صادرت "إسرائيل" ما يقارب 80% منها، وتقع على مشارف غور الأردن.
وكان عشرات من نشطاء المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان احتشدوا الجمعة في المنطقة المستهدفة بالاستيطان شرقي القدس، ونصبوا 30 خيمة، تعبيرًا عن رفضهم للمشروع الاستيطاني الذي يفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، ويوصل القدس غربا بمستوطنة معاليه أدوميم شرقا.
وقررت حكومة الاحتلال مؤخرا بناء 4000 وحدة استيطانية على هذه الأراضي كجزء من مشروع أطلق عليه اسم مشروع "E1" ويهدف للربط بين التجمعات الاستيطانية في القدس والتجمع الاستيطاني "معاليه أدوميم" شرقي المدينة، وفصل القدس عن الضفة الغربية وفصل شمال الضفة عن جنوبها.
عن صفا