"باب الشمس" : وُئدت القرية وعاشت الفكرة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد أبو الريش- رغم أن المحكمة الإسرائيلية العليا أصدرت قرارا بعدم إخلائها، الا أن سلطات الاحتلال، وبقرار من أعلى المستويات لم تمهل "باب الشمس" الفرصة القصيرة (6 ايام) التي منحتها إياها المحكمة، وسارعت لوأد القرية، في محاولة لحجب الفكرة.
ولم يكن إخلاء القرية غائبا عن حسابات أحد من النشطاء في "باب الشمس"، لأن "وجود القرية يتعارض مع مخططات الاحتلال" كما يقول محمد حسن مطر احد المنظمين للفكرة.
ويضيف مطر في حديث لـ" القدس" دوت كوم، تعقيبا على إخلاء القرية "باب الشمس ليست الموقع (المكان) الذي اقيمت عليه، بقدر ما تمثله الفكرة، فكرة مقاومة الاستيطان، ومنع مخطط (إي -1) تحديداً".
ويقول: "المقاومة الشعبية ستستمر، وسنعطل مخططات الاحتلال ونمنع تنفيذها، واذا كانوا متطرفين فنحن متمسكون بحقنا، وباب الشمس ستقام في كل المواقع المهددة بالاستيطان".
ويرى المحلل السياسي احمد رفيق عوض ان "قرار الإخلاء، جاء وقد أدرك الاحتلال أن القرية كفكرة من الممكن ان تصبح نهجا في مقاومة الاحتلال، على مستوى متقدم وواسع"
ويقول "اسرائيل أيقنت ماذا تعني "باب الشمس" وانها اذا بقيت (هذه القرية) فانها ستتحول لعنوان ونموذج في مواجهة الاستيطان"، مشيرا الى ان مثل هذا الامر "سيحرج إسرائيل امام العالم، لان الفلسطينيين أشهروا سلاح المقاومة الشعبية السلمية لتثبيت حقهم، ونجاح الفكرة يعني احباط المخطط الاستيطاني".
وقال الكاتب اللبناني، الياس خوري، الذي استمدت القرية اسمها من اسم روايته وفكرة المقاومة التي تجسدها "هذه هي فلسطين التي حلم بها يونس (احد ابطال الرواية)، كان ليونس حلم من كلمات، فصارت الكلمات جروحا تنزف بها الأرض، وصرتم أنتم يا أهالي باب الشمس كلمات تكتب الحلم بالحرية، وتعيد فلسطين إلى فلسطين".
وفي الوقت الذي أثارت فيه قرية "باب الشمس" استفزاز الاحتلال، لاقت فكرة القرية استحسان القيادة الفلسطينية بوصفها "تطورا في نهج المقاومة السلمية".
فخلال الجولة التي قام بها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول في القرية قبل هدمها قال "هذه القرية يجب أن تثبت على الارض، ويجب أن يصلها كل ما تحتاجه لتصبح امرا واقعًا في وجه مخططات الاحتلال".
ودعا رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري "إلى ضرورة الدعم العربي والإسلامي والدولي لكافة التحركات المناهضة للاستيطان والجدار، وحماية الأرض الفلسطينية من السرقة والنهب" موضحا أن "الاقتحام الذي جاء قراره من أعلى المستويات الإسرائيلية يؤكد الخشية من الحراك الفلسطيني ضد الاستيطان والجدار".
وأضاف "هذا التعامل الهمجي مع الفلسطينيين والمتضامنين ونشطاء المقاومة الشعبية، لن يثنيهم عن مواصلة العمل لنيل حقوقهم المشروعة، وطرد الاحتلال عن أرضهم"