الاحتلال يفرج عن الدفعة الثانية من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    "ثوري فتح": نشارك أبناء شعبنا وعائلات الأسرى المفرج عنهم فرحتهم    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي  

"التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي

الآن

لأول مرة ... التضخم السكاني يفجر زواجا عرفيا في غزة

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
في هذه الحياة لا يعلم الإنسان أن يذهب به قدره بخيره وشره، وحسنه وسوئه، حتى مخيلة البشر لا ترتقي لتعلم ما يخبئ لها طي السنين القادمة، خاصة عندما تكون في وطن لا يعرف ما ماذا يقدم لأهله في حلكة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ضراوة.
القصة من هنا.
في قطاع غزة تجد الظواهر تكثر وتزدحم فالحدث الأول اشد قوة وأكثر غرابة من غيرها وتستمر الحكايات، في واقع اجتماعي سيء وحصار إسرائيلي في آخر طريقه لا يجد أهل غزة مفرا من بعض التوايف التي تقصم ظهر السامع الكاتب والقارئ.
م.ن شابا بلغ الـ 25 ربيعاً حديثا لا يدري كيف مضت وفيما قضت أيام عمره، ولم يعرف أيضا لون ذا طعم أو رائحة بنكهة مقبولة، في لُب حياة كان يحلم أن يرتقي بنفسه لأبعد حدود النجاح، وان كانت ضئيلة.
عقدان ونصف من الزمان أتت عليه بكل حصره ومزيد من الضياع،وتضاف لها قسوة في الحصول على ابسط القليل،وبطموح لا يتعدى سماء يوم من الممكن أن تكون جميلة.
ذات البشرة القمحية لا يخفي حزنه وضجرة من فعله، ولكنه لم يجد بدا في غير ذلك، فيقول "كنت أعيش في حالة مزرية في المجتمع خريج جامعي ولا اعمل ولا اذهب ولا ارتع وليس لي سوى بسطة لبيع الخضار في احد الأسواق وشهادتي لصيقة الجدار لا انتفع به مطلقاً.
ويضيف "تعرفت على فتاة أحلامي في احد المرات وبذات أترصدها عندما تأتي إلى السوق وكانت تبادلني ببعض النظرات الخجولة ، ومع مرور الأيام تعرفت عليها وزاد تعرفي بها إلى أن طرحت عليها فكرة الزواج، وكونها أب الفتاة لا أهل لها هنا في غزة فجميعهم في ذمة الله وهي في حرمة خالتها، فتقدمت لهم عشرات المرات دون جدوى وهذا صراحة أمر مقيت ومحزن للغاية بالنسبة لي".

طريقة الزواج
ويكمل حليق الرأس " اتفقت معها على أن نتزوج بطريقة ما فوافقت بصورة فورية وكان الاختيار عرفيا عن طريق محامي قانوني وتم الأمور والحمد لله نحن نعيش في فرحة كبيرة لا توصف صراحة مع انه أمر غير محمود لذلك سوف أواصل الحياة حتى يعلم الجميع انه يجب القبول بالآخرين عندما يتقدموا لخطبة من يحبون".
يقول مستمرا " لقد اتفقت على المهر والعفش وكل حاجة تمام حتى أني وعدتها بقسم الله أن نتزوج بطريقة شرعية رسمية في المحكمة في اقرب فرصة".
ولفت "الفتاة تعيش معي نصف نهار ولا استطيعا أن أقول أكثر من ذلك ونحن سعداء كثير وأرجو ذلك للجميع".
(م.ن ) متزوج عرفيا منذ 4 شهور في شقة سكنية ببقعة بشرية في قطاع غزة شأنه شان باقي الأزواج "القول له".

المتفوقون عرفيا
هنا حالة أخرى لطالبة جامعة في تخصص مرموق قليل داخليه وكثيرا خارجه شابة من وسط القطاع تتحدث وهي فخورة بفعلتها كون عائلتها خارج القطاع وهي وحيدة مع شقيقتها الصغيرة في شقة سكنية وسط القطاع.
(ا.ح) 23 عاما والدها يعمل خارج الوطن ولا يأتي إلا نادرا يتفقد قليلا ويمكث أيام ويغادر بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في غزة، تقول إنها مستقرة في الحياة ولا احد يتدخل بها ولا احد يسألها شيء عن حياتها ولا مستغرب فعلتها كون الجيران يعتقدون أنها زوجها فعليا.
وعن سبب اقدمها على هذه الخطوة قالت" الشب غير مستعد وأنا من شجعته على الزواج العرفي كونه لا يملك قوته يومه ولا يملك سوى شهادة الثانوية العامة فالفرص أمامه قليلة في الحياة، وأبي يرسل لي مبلغا ماليا كل شهر اعتاش به وشقيقتي ولا ضنك في الأمر.
ولعل الأمر القانوني هو الذي يخفيه كون الزواج غير مدون في المحكمة الشرعية وسوف نفعل ذلك في العام القادم وقت حضور أبي ويكون زواجا رسميا".
وسألنها عن سر الإقبال على هذا الزواج قالت هي مغامرة ونسمع بها كثيرا في مصر ولن نخسر شيء لأنه سوف يتزوجنا عاجلا أم آجلا لأننا كتبنا ذلك عند محامي وأعطيته حقه كونه كاتبا أي المحامي.

حياة الزواج العرفي
وعن الحياة التي تعيشها في المجتمع قالت " هناك 3 صديقات في واحدة في الحارة وآخرتان بالجامعة يعرفن عن هذا الموضوع وهنا يكتمن ذلك وأنا اعرف أنهن لن يتحدثن لأحد أبدا".
ولفتت إلى أن هناك بعض الفتيات يفكرن في الأمر قبل إقدامها على الزواج العرفي قبل 6 شهور من كتابة هذه السطور وهن مترددات على هذا الفعل".

حماس والناس
وعن حماس أضافت " حماس لا تدري بالأمر ولو عرفت اعتقد انه سوف يعملوا على فضح الموضوع حتى لا يقدم احد عليه مستقبلا ، ولكني انصح حماس أن تعمل على عدم التفريق بين الناس وتوظيفهم بصورة تجعلهم سعيدين في المجتمع .
تكمل حماس تعمل على كتم مشاعر الناس عن طريق توقيفهم في الشوارع للتأكد من هويتهم انه أمر مخزي صراحة وغير مصدق أن يكون هناك بشر هكذا ، ومع ذلك هم أمر واقع وأتمنى أن يتحسنوا في المستقبل مع الناس".

الدين والعرفي
المحاضر الجامعي الشيخ سميح حجاج كان له رأي في الأمر فسألنه عن حكم الشرع في الزواج العرفي فقال "المشهور أن الزواج العرفي يطلق على الزواج المستكمل للأركان والشروط ولكنه غير مسجل بوثيقة رسمية كتسجيله في المحكمة الشرعية وقد تكتب ورقة بحضور الولي والشهود. وهذا ما درج عليه الكاتبون في قضايا الزواج والأحوال الشخصية.
ولكن بعض الناس يستعملون اصطلاح الزواج العرفي فيما يتم بين شاب وفتاة كأن يقول لها زوجيني نفسك فتقول له زوجتك نفسي ثم يكتبان ورقة بينهما أو عند محامٍ وهذا النوع أصبح منتشراً في بلاد كثيرة وبدأ يمارس في بلادنا.
ولا شك في بطلان هذا الثاني وهو ما يسمى بالزواج المدني ولا يعتبر هذا زواجاً في الشرع بل هو زناً والعياذ بالله تعالى.
يضيف الشيخ حجاج "أما الأول فهو زواج معتبر شرعاً وهو ما كان سائداً بين المسلمين قديماً إلى أن صار توثيق الزواج بوثائق رسمية متعارفاً عليه بين المسلمين وصارت بعض قوانين الأحوال الشخصية تلزم تسجيل الزواج رسمياً. وهو ما نص عليه قانون الأحوال الشخصية المطبق في بلادنا".
وخلص المفتي والمحاضر الجامعي " الأمر أنه يجب شرعاً تسجيل الزواج بوثيقة رسمية ومن لم يفعل ذلك فهو آثم وإن كان العقد صحيحاً تترتب عليه آثاره الشرعية ولا ينبغي لأحد أن يشجع على الزواج العرفي لما يترتب عليه من مفاسد وضياع لحقوق الزوجة والأولاد. وأنصح الآباء أن لا يزوجوا بناتهم زواجاً عرفياً وأن يحرصوا أشد الحرص على الزواج الصحيح الموثق بوثيقة رسمية ومسجل في المحاكم الشرعية".

القانون والزواج العرفي " السري "
المستشار القانوني والحقوقي كارم نشوان كان له كلمة في الأمر وإيضاح فقال " أن الزواج العرفي هو اعتياد الناس على سلوك معين لفترة طويلة من الزمان، والزواج العرفي الشهير هو مثلما كان عليه آباءنا وأجدادنا وصحابة رسول الله وهو أهلية الزواج وحسب العرف والقانون وجود شهور وموافقة اهلي الفتاة وهذا الزواج العرفي القانوني والشرعي".

الزواج السري هدر حقوق
ولكن "الزواج السري" الذي يطلق عليه البعض الزواج العرفي كما يشتهر في البلدان القريبة من غزة، وهو باطل قانونا وشرعا وعرفا أيضا لأنه لا يحمل في طياته أي نص قانوني بل يزيد على ذلك أن حقوق الزوجة تصبح مهدورة تماما وحتى أولادها أيضا إن أنجبوا".
وأكد نشوان إذا لم يدون الزواج العرفي "السري" عند القاضي الشرعي والمحكمة المختصة فن صاحبه يعاقب بالقانون بالسجن 6 شهور إلى عامين لأنه مخالف للقانون وكل ما ساعد على ذلك ينال العقوبة بالسجن والغرامة المالية".

شهادة حية
واستشهد نشوان بحالة كانت لديه بان "زواج سريا عرفيا" تم بين شاب وفتاة وما لبث الشاب أن غادر البلاد ولم يكون هناك أو كتاب شرعي لزواج والفتاة أصبحت أمام معضلة لا تحسد عليها أمام ذويها وزد على ذلك أن لا حقوق لها مهما فعلت ضده الشاب في القضاء لأنه غير مسجل ضمن أي بند".

أخصائية نفسية تتدخل
الأخصائية الاجتماعية والنفسية سلوى أبو ورد في مدخلة هاتفية قالت : "إن إقدام الشاب أو الفتاة على مثل هذه الخطوات المدروسة بصورة خاطئة تماما يأتي بسبب إحجام الأهل عن قبول الشاب الذي يتقدم عشرات المرات لها، مما يجعلهم يفكرون بطريقة غير مقبولة مطلقاً اجتماعيا للهروب من واقع الرفض وهذا يُحمل جزء كبير منه للأهل، الذين لا يرعون سعادة أبناءهم ويتعلمون مع الفتاة على أنها سلعة تباع وتشترى"
المختصة بشأن النفسي أضافت " أن قرب قطاع غزة من أماكن يباح بل ومنتشر بكثرة مثل هذه الزواج يدفع الفتيات للهروب من الواقع الاقتصادي والاجتماعي المر الذي تكون واقعة فيه سواء من الأهل أو أزمات أخرى".
وختمت أبو ورد بالقول " إن تصغير هذه الظاهرة التي هي أصلا قليلة في غزة تحتاج لجهد توعوي ذاتي واسري ومجتمعي وأيضاً حكومي، حتى لا تصبح هذه الظاهرة مرتع لأصحاب النفوس الضعيفة والقلوب المريضة، بالمحافظة على المجتمع أهم من إشباع رغبات بطرق غير مشروعة ولا تصلح أن تقوي مجتمع نحو التقدم والنجاح المستقبلي".

تحقيق يوسف حماد / غزة

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025