الاحتلال يفرج عن الدفعة الثانية من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    "ثوري فتح": نشارك أبناء شعبنا وعائلات الأسرى المفرج عنهم فرحتهم    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي  

"التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي

الآن

وادي التين.. وادي الزومر "فيضان واحد"

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
هدى حبايب_استبشر المواطنون خيرا مع بدء موسم الشتاء، وازدادوا تفاؤلاً مع سقوط الأمطار، ولكن..لم يكونوا على علم بأن أمطار يوم الثلاثاء الماضي بغزارتها الشديدة ورياحها العاتية، كانت فصلاً من المعاناة، كبدت من عايشها خسائر في الأرواح والممتلكات.
فيضان وادي التين ووادي الزومر، وكلاهما يستقران في المدخلين الرئيسيين الجنوبي والشرقي لمدينة طولكرم، كان المشكلة.
"ما حل بطولكرم هو الأسوء على صعيد الوطن" هكذا وصف إياد الجلاد رئيس بلدية طولكرم، ما جرى بسبب المنخفض الأخير.
فمنطقة طولكرم تشملها العديد من الأودية التي تتلقى المياه القادمة من الجبال الشرقية، إضافة إلى كمية الأمطار الهاطلة على المحافظة التي اعتبرت كامل ما يجب أن يهطل طوال الموسم.
إن العودة لبداية الحدث (يوم الثلاثاء)، ليس بالأمر اليسير، أسبوع مر على الكارثة، ومشهد فيضان الواديين حاضر في أذهان الجميع، فقد كان يوحي بأن البحر الذي يبعد 15 كم عن طولكرم، قد امتد إلى هذه المحافظة، بل وتناقلت بين ألسنة الناس تسميات عدة للفيضان، فالبعض وصفه بالطوفان، وآخرين بالإعصار، ومنهم من قال بأنه تسونامي، وآخر قال "تخيلت وادي التين بأنه نهر دجلة".
الأضرار فاقت كل التوقعات، أشدها سقوط ثلاثة مواطنين غرقاً في فيضان هذين الواديين، سماح كنعان وهناء السراوي فتاتان من نابلس سحبهما وادي الزومر إلى وسط بلدة عنبتا شرق طولكرم، فيما غمر فيضان وادي التين بكل ما حمل من طمي، جسد المحامي ماهر برية من عتيل، ليرتقي إلى العلا، في سابقة لم تشهدها محافظة طولكرم منذ عشرات السنين وأكثر.
ويؤكد الجلاد، أنه على مدى جيلين من الناس الموجودين على قيد الحياة، لم يتذكر أي إنسان أن وادي الزومر قد فاض بهذا المستوى والاتساع، مشيراً أن كل الإمكانيات الموجودة في الوادي مهيأة لكميات الأمطار الهاطلة خلال الموسم الشتوي الممتد لأربع شهور، أي لا يوجد "إشكاليات بهذا الخصوص، ولكن ما حدث فاق كل تصور.
وقال الجلاد، إن المحافظة استقبلت كل كميات الأمطار الواردة عبر الأودية من منطقة نابلس سواء من شمالها أو جنوبها، على اعتبار أن طولكرم هي محافظة واديين رئيسيين، وهي أودية معروفة ومعرفة ومعترف بها كأودية ومجاري مياه طبيعية، وما حصل في هذا الموسم أنها لم تترك أي مساحة سواء على يمينها أو يسارها إلا  سببت له الأذى.
نبذة عن وادي التين وداي الزومر....
بالرجوع للوراء حول تاريخ هذين الواديين، فوادي الزومر يمثل معلماً طبيعياً جذاباً في أذهان المواطنين خلال سنوات الخمسينيات وما بعدها بقليل، قبل أن يطاله التلوث والميكروبات، أما وادي التين فمحاط بالجبال والتلال والسهول الخضراء المزروعة بأشجار الزيتون، وهذه أسباب جعلت من تلك المناطق قبلة للباحثين عن الهواء النقي والاسترخاء الجسدي والذهني، رغم أنه محاط بجدار الفصل العنصري الذي حرم المواطنين من حرية التنزه والتنقل.
ينبع وادي التين من الجبال والتلال المحيطة بقرية حوارة جنوب نابلس، ويسير في خط متعرج نحو قريتي قوصين جنوب نابلس وبيت ليد شرق طولكرم، حتى قرى الراس وخربة جبارة، مروراً بأراضي شوفة وفرعون جنوب المحافظة، وهو يحاذي قرية الراس من الجهة الشرقية والجهة الجنوبية بطول يزيد عن 15كيلو متر.
ويشكل الوادي رمزاً تاريخياً لمواطني القرى الجنوبية لطولكرم، تحديداً المزارعين الواقعة أراضيهم بالقرب من ضفافه.
مواطنو المنطقة وصفوا فيضان وادي التين بأنه لم يحصل منذ أكثر من 60 عاماً، فيما أشاروا إلى رواية قديمة حدثت في عام 1902 تقول أن الوادي حمل عائلة "عودة" بأكملها وأغرقها مع مواشيها، وكانت حينها تقطن في خيام على سفوح الوادي بالقرب من قرية الراس، كما أنه في عام 1991 توفي شاب من قرية شوفة في الوادي عندما كان يسبح في مياهه.
أما وادي الزومر كان يعرف قديماً بنهر الاسكندر، فله تاريخ عميق امتد لعشرات السنين، كان دائم الجريان لأشهر عديدة تبعاً لمواسم المطر، غير أنه تحول من وادٍ عذب إلى مكرهة صحية تمثلت بمكب للنفايات والصرف الصحي، حيث يمتد من شمال برقة شمال نابلس، وحتى المنطقة الغربية من مدينة طولكرم، ويمر بوسط بلدة عنبتا إلى مخيم نور شمس وقرية اكتابا.
وفي ورقة علمية نشرت حديثاً حول "دور التكوينات الجيولوجية لمنطقة طولكرم في نقل ونشر الملوثات في مجرى وادي زومر"، أعدها باحثون من مركز الأبحاث التقنية والتطبيقية في جامعة فلسطين التقنية خضوري، وبالتعاون مع بلدية طولكرم وجامعة القدس، أشارت إلى أن المياه العادمة للوادي تلعب دوراً في تلوث المياه الجوفية، أكبر بكثير من تلك الملوثات الناتجة من تسريبات الحفر الامتصاصية المنتشرة في المنطقة، وأن تجمع مياه الوادي العادمة على شكل مستنقعات صغيرة على أطراف المجرى، وخصوصاً في فصل الصيف، بالإضافة إلى الغطاء الجيولوجي للمجرى وعلى أطرافه، يساهم بشكل مباشر في نقل الملَوِّثات إلى مسافات أفقية في طبقات الأرض تزيد عن 6 كم بشكل معامد لأطراف الوادي مما يؤثر على جودة المياه الجوفية للحوض.
الجهود حالياً تبذل من أجل التخلص من مكرهة وادي الزومر، من خلال مشروع صرف صحي طولكرم (مشروع وادي الزومر)، الذي افتتحه رئيس الوزراء سلام فياض الصيف الماضي، ويشمل المشروع الذي يساهم في تمويله، البنك الألماني للتنمية، إلى التخلص السليم بيئياً من المياه العادمة التي تجري في الوادي بين منطقة بيت ليد ومدينة طولكرم، من خلال خط ناقل الهدف منه عودة مجرى مياه نظيفة، ما يساهم في حماية مصادر المياه الجوفية وتقليل المشاكل الصحية الناتجة عن جريان هذه المياه في الوادي، ومن المتوقع الانتهاء منه عام 2014 القادم.
ما سبب فيضان هذه الأودية؟؟؟؟؟
الجلاد رأى أن هذه الأودية تنظف بشكل مستمر ودائم، ولكن لا يمكن السيطرة على مدى الوادي الممتد ليس من طولكرم فحسب، إنما يأتي من نابلس وصولاً لطولكرم، إضافة إلى ما يرفده من بين الجبال من جهة رامين شرق طولكرم، وسبسطية وبرقة وبيت أمرين، وبالتالي لا يمكن السيطرة عليه، فكل ما يوضع ويرمى داخل الوادي يأتي إلى طولكرم بمياه الوادي.
وجدد الجلاد تأكيده على أن الوديان كانت نظيفة ومهيأة لكمية الأمطار الهاطلة، ولكن ما جرى أنها فاضت قبل أن تصل إلى طولكرم أي خارج سيطرة البلدية الجغرافية التي تنتهي عند مخيم نور شمس شرق المدينة، مشيراً أنها فاضت في عنبتا وما بعدها وفي مناطق مفتوحة أخرى، لافتاً أن حادث وفاة الفتاتين بالفيضان لم يكن في عنبتا، إنما بالقرب من حاجز عناب الإسرائيلي، القريب منها وحملهما الوادي وألقاهما في البلدة.
كما أن حادث وفاة المحامي برية كان خارج سيطرة البلدية في منطقة وادي التين ما بين الكفريات وطولكرم، وأن حدود البلدية تنتهي عند مفرق كفا.
وأوضح أن طريق وادي التين الحالية التي يسلكها المواطنون للوصول إلى قرى الكفريات وبالعكس، ليست هي الطريق المهيئة للمرور، ولم تكن كذلك كونها أرض وادي، فيما كانت الطريق الأصلية تمر من خربة جبارة، ولكن الاحتلال أجبر السكان على سلوك هذه الطريق عام 2003، عندما قام بتهيأتها بعد أن أغلق الخربة بجدار الفصل العنصري وعزلها عن محيطها.
وأشار إلى أن العبّارات الموجودة في منطقة الوادي هي نفسها القديمة منذ 60 عاماً، لكن أعيد ترميمها بعد أن كانت تتلف بين الحين والآخر، ولم يحدث ما حدث في ذلك الوقت لأنه لم يكن كم من المياه المنهمر الذي حصل في هذا العام وهذا التوقيت.
ورفض الجلاد أن يكون للعبارات سبباً في حدوث الفيضانات، مشدداً على أنه جرى تأهيلها بناء على الوضع الطبيعي لجريان الوادي، لكن الأمر الذي حدث فاق التخيل، فهو فيضان أشبه بإعصار، جعل من المحافظة منطقة منكوبة، قدرت خسائرها بملايين الشواقل، منوهاً إلى أن خسائر بلدية طولكرم لوحدها حوالي 12 مليون شيقل.
وأكد الجلاد على صعوبة تغيير أي عبارة مياه بجانب الوادي بيوم وليلة، فهذا يحتاج وقت طويل يستلزم هدم وإعادة بناء وتقطيع عملية التواصل الاجتماعي، لكن ما يمكن عمله هو الترميم قدر المستطاع من أجل أن تسلك عملية المرور.
فخلال الفترة الزمنية المقبلة، لا بد من إعادة تأهيل كافة المواقع تحديداً الجسور الموصلة ما بين شمال طولكرم وجنوبها بمناطق الشعراوية والكفريات والمنطقة الشرقية، بحيث لا تكون عبارات على أودية إنما جسور على أنهر... قال الجلاد
 

sh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025