الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

"شعبونية" نابلس.. عادة متوارثة عبر الزمن

وفا- فاطمة ابراهيم 
من عبق تاريخها الممتزج بطعم الخروب ورائحة الياسمين، يطل على نابلس شهر شعبان، داعيا أهلها لاستقبال شهر مبارك سيأتي بعده. ومذكرا إياهم بعادة عرفوها منذ القدم.
“الشعبونية” كما اعتاد أهل نابلس تسميتها هي عرف اجتماعي عرف منذ ما يقارب الحكم العثماني، تبدأ مع بداية شهر شعبان من كل سنة، وتستمر طوال الشهر.
في منزل أم حمدي كانت رائحة الطعام تنبعث لاستقبالنا، بينما انشغلت هي بتحضير أصناف المـأكولات المختلفة بمساعدة بناتها في المطبخ، في حين طغت حركة الأطفال وصراخهم على ضحكات وهمسات  الحاضرات من قريباتها وأخواتها ، التي غصت بهن صالة المنزل وغرفة الاستقبال.
تقول  أم حمدي: "لا يمكن أن يمر شعبان دون “شعبونية” فهو صلة للرحم وعادة متوارثة منذ عشرات السنوات، مع أن بعض التغيرات دخلت عليها في وقتنا هذا، إلا إن ذلك لا يمنع من إقامتها في كل بيت نابلسي".
وكانت العادة تقوم على دعوة كبير العائلة لمحارمه من النساء والأطفال كبناته وأخواته وعماته وبناتهن، بالإضافة إلى أطفالهن للإقامة في منزلة أياما ثلاثة، والاحتفال بشعبان على الطريقة التقليدية، بإعداد موائد الطعام والحلويات وفي مقدمتها الكنافة النابلسية، والكولاج، إلى جانب النراجيل والرقص والعزف والغناء.
هذه العادات بدأت بالتراجع مع مرور الزمن لتأخذ طابع التبسيط والاختصار، ويكتفي منظمو الاحتفال  بدعوة المحارم المقربين ليوم واحد قد يبدأ منذ الصباح الباكر أو بعد الظهر لتناول الغداء والحلويات .
تقول أم أيهم الصابر القادمة من مدينة غزة: "هذه العادة كانت تقام طوال الأسبوع عند كبير العائلة، فتجتمع نساء العائلة وتعدّ أصناف الطعام المختلفة، كان الهدف أن تعم صلة الرحم الجميع، اليوم يقتصر الأمر على الأخوات وبناتهن في غالب الأحيان، فالظروف الاقتصادية وكذلك انشغال الناس بأمور حياتهم الكثيرة ساهمت في تقليص مظاهر هذه العادة والتقليل منها".
وتؤكد أم أيهم أنه لا يمكن أن يمر شعبان دون أن تلبي دعوة أهلها لحضور “الشعبونية” عندهم، كما أنها تقيم هذه العادة في منزلها لأخوات زوجها وأطفالهن.
ورغم ما طرأ على العادة من تغيير، إلا إن بعض الطباع ما زالت حاضرة بقوة في جمعة “الشعبونية” ، كاجتماع الأهل للبحث عن عروس بين فتيات العائلة في ذلك اليوم، حيث اعتادت النساء على مراقبة الصبايا الحاضرات  في “الشعبونية” لمعرفة أيهن الأكثر نشاطا واتقانا للعمل، بغية التقدم لخطبتها فيما بعد.
“الشعبونية” لا تقتصر على كونها تقليدا اجتماعيا قديما اختصت به مدينه نابلس دونا عن مدن فلسطين عامة، فالأهالي يعتبرونها واجبا عائليا يجب القيام به والالتزام به.
تقول أم عمار نوفل: "الأصل أن يقوم كل فرد بتنظيم الشعبوينة، كل بحسب إمكانياته وما تيسر لديه، فميسورو الحال يقومون بدعوة غالبية نساء العائلة، وتقديم أصناف متعددة من الطعام، وفي بعض الأحيان يقومون بتوزيع الهدايا على أخواتهن وبناتهن، أما أصحاب الدخل المحدود فيكتفون بتقديم الغداء والمقبلات، لكن يجب على كل صاحب أسرة أن يقيم “الشعبونية” في منزلة، لأنها واجب عليه يقدمه لمحارمه من النساء".
أسواق نابلس أيضا تشهد حركة تجارية واسعة في شهر شعبان مشابهة لتلك التي تصاحب سهر رمضان المبارك، فما أن يحل شعبان حتى تعج الأسواق بالزبائن والمتسوقين، خاصة متاجر اللحوم والحلويات والخضار والفواكه.
يقول التاجر كمال كلبونة: "شعبان شهر خير، الكل يتجه للتبضع والشراء والاستعداد لإقامة "الشعبونية" عنده، لذلك تجد أن إقبال الناس ملحوظ هذه الأيام على كثير من الأصناف كالخضار واللحوم والمعجنات والحلويات وغيرها".
وكغيرها من العادات والأعراف التي تميز نابلس عن سواها من المدن، تستمر “الشعبونية”، سمه ممتدة عبر الأجيال، رغم ما تعانيه مدينه جبل النار من أوضاع اقتصادية صعبة.


 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025