أنفاق غزة .. مقابر مفتوحة للفقراء والعاطلين عن العمل
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
منذ سبعة أيام ، لا زال مصير بسام شاهين خضر وهو أب لثمانية اطفال، مجهولا تحت رمال احد انفاق غزة التي انهارت مؤخرا فوق من كانوا بداخلها من اشد العمال عوزا في القطاع.
سبعة أيام وعائلة خضر المتشبثة بخيط أمل يعيد لها إبنها سالما، تحصى الدقائق دموعا وسهرا وبحثا لم يوقفه العشرات من محبيه وذويه الذين لم يثنيهم صقيع الليل والقلق الذي ينهش قلوبهم عن مواصلة العمل في ظروف لا توصف وسط الرمال الموحلة دون توقف.
بسام الذي كان متعطلا عن العمل منذ عدة سنوات، دفعته الحاجة للعمل في الانفاق، منذ 10 أيام فقط، وقبل أسبوع تلقى إتصالا من مُشغله (صاحب النفق) لتسلم اول راتب له عن الايام العشرة التي اشتغلها، فسارع للقاءه عند مدخل النفق كما طُلب منه، ومنذ تلك اللحظة لم يعد الى اسرته وذويه الذين تحترق افئدتهم وجعاً، وهم يحصون الدقائق والساعات والايام تمر وابنهم تحت الرمال.
وتقول أم أحمد، زوجة بسام خضر، ان زوجها عاطلٌ عن العمل منذ سبعة أعوام، وقد عمل طوال تلك السنوات في "السباكة" بدخلٍ محدود جداً لا يتعدى العشرة شواكل يومياً، ثم اشترى "توكتك" لنقل المعدات حيث اشتغل عليه عدة أشهر، قبل أن يتعطل عن العمل ويضطر لبيعه بسبب الخسارة التي تكبدها.
وتوضح الزوجة، الغارق في حزنها وقلقها بأن اسرتها ومنذ تعطل زوجها عن العمل تعتاش مما يُصرف له من الشؤون الاجتماعية، وأنه توجه تحت الضغوط الحياتيه للعمل في الأنفاق منذ عشرة أيام، وقد تلقى مساء الأربعاء (9/1)، اتصالا هاتفيا من صاحب النفق دعاه من خلاله للذهاب للعمل رغم أجواء المنخفض الجوي الذي شهدته المنطقة، ومما حفزه للذهاب في هذه الظروف ان صاحب العمل ابلغه بانه سيسلمه أجرته عن أول أيام عمله.
وبسام خضر، 38 عاماً، أنهي دراسة الثانوية العامة، وهو متزوج وله 6 من البنات، و2 من الأبناء، وأكبر بناته في الثانوية العامة، وقد عُقد قرانها منذ أسبوعين ومن المقرر أن يتم حفل زواجها الشهر المقبل.
وفي منزلهم المتواضع في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، يعيش أطفال "بسام" الحسرة على غياب والدهم وخاصةً طفله أحمد، ذو الأعوام الخمسة، حيث تقول الام "انه متعلق جداً بوالده، ومنذ أن فقده لم يتوقف عن البكاء".
وتضيف "لا نحتاج أموالاً كل ما نريده أن يعود بسام لنا سالماً"، مناشدةً الجهات المختصة بالعمل الجاد في البحث عنه.
ومنذ بداية الشهر الحالي توفي 3 فلسطينيين، وتم إنقاذ ما لا يقل عن 13 آخرين بجراحٍ مختلفة، جراء الانهيارات المستمرة في منطقة الانفاق الأرضية وسط دعواتٍ مختلفة لإغلاق ما وصفته الناشطة في الضفة الغربية "وفاء عبد الرحمن" التي أطلقت حملة على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك باسم "مقابر الأحياء" في إشارة لما تعيشه بعض العوائل الغزية منذ أيام في ظروفٍ قاهرة وسط حالة من الغموض تكتنف مصير أبنائها.
وقالت مديرة مؤسسة "فلسطينيات"، لـ دوت كوم، أن الحملة التي أطلقتها تهدف لتفعيل قضية من قتلوا وفقدوا في الانفاق دون أدنى مسؤولية من الجهات الرسمية في غزة لإنهاء معاناة الشبان والمواطنين، الذين يعانون الفقر والقهر والألم والنسيان، وجمعهم الموت تحت هذه الأنفاق
وقالت هداية شمعون، من ملتقى إعلاميات الجنوب في قطاع غزة، التي تُشرف على الحملة سالفة الذكر، أن العشرات من الشبان فقدوا دون أن يذكر أحدهم اسمائهم، وبعضهم لم يجد كفناً له بعد مقتله، ومنهم من ترك خلفه عشرات العيون البريئة التي تأكلها قسوة البشر بعد أن دفنتهم الأرض ودكت عظامهم والتقطت انفاسهم فيها فلم تترك فيهم رمقاً".
وأكدت أن الحملة هدفها تفعيل هذه القضية في الشارع الفلسطيني، وأن الصفحة التي اطلقت عبر موقع "الفيس بوك" هي صدى صوت الضحايا وأسرهم الذين يريدون أن يرسلوا رسالة لكل مسؤول عنوانها يقول "كونوا معنا لا علينا"، ودعوة للحقوقيين والصحفيين والكتاب لتحريك هذا الملف لبناء مستقبل أفضل لأطفال أبناء العمال المقهورين.
وأشارت شمعون، إلى أن 217 مواطنا، لقوا مصرعهم خلال الأعوام السابقة في انفاق غزة، وقالت" ألا يكفي ذلك ليدرك أولو الأمر أن عشرات الشبان سيكونون في عداد الموتى، وبموافقة ضمنية منا جميعاً لاننا صمتنا،.. كفى لتجارة الموت .. كفى للمتاجرين بدماء أبنائنا .. كفى للاستهتار بحياة أبنائنا وإخواننا .. مقابر الأحياء في رفح كانت علامة فخر حين حملت الهم الوطني، ولكنها باتت خنجرا مسموما بأيدينا فكفى فالصمت لم يعد مجديا" كما قالت.
عن دوت كوم
zaمنذ سبعة أيام ، لا زال مصير بسام شاهين خضر وهو أب لثمانية اطفال، مجهولا تحت رمال احد انفاق غزة التي انهارت مؤخرا فوق من كانوا بداخلها من اشد العمال عوزا في القطاع.
سبعة أيام وعائلة خضر المتشبثة بخيط أمل يعيد لها إبنها سالما، تحصى الدقائق دموعا وسهرا وبحثا لم يوقفه العشرات من محبيه وذويه الذين لم يثنيهم صقيع الليل والقلق الذي ينهش قلوبهم عن مواصلة العمل في ظروف لا توصف وسط الرمال الموحلة دون توقف.
بسام الذي كان متعطلا عن العمل منذ عدة سنوات، دفعته الحاجة للعمل في الانفاق، منذ 10 أيام فقط، وقبل أسبوع تلقى إتصالا من مُشغله (صاحب النفق) لتسلم اول راتب له عن الايام العشرة التي اشتغلها، فسارع للقاءه عند مدخل النفق كما طُلب منه، ومنذ تلك اللحظة لم يعد الى اسرته وذويه الذين تحترق افئدتهم وجعاً، وهم يحصون الدقائق والساعات والايام تمر وابنهم تحت الرمال.
وتقول أم أحمد، زوجة بسام خضر، ان زوجها عاطلٌ عن العمل منذ سبعة أعوام، وقد عمل طوال تلك السنوات في "السباكة" بدخلٍ محدود جداً لا يتعدى العشرة شواكل يومياً، ثم اشترى "توكتك" لنقل المعدات حيث اشتغل عليه عدة أشهر، قبل أن يتعطل عن العمل ويضطر لبيعه بسبب الخسارة التي تكبدها.
وتوضح الزوجة، الغارق في حزنها وقلقها بأن اسرتها ومنذ تعطل زوجها عن العمل تعتاش مما يُصرف له من الشؤون الاجتماعية، وأنه توجه تحت الضغوط الحياتيه للعمل في الأنفاق منذ عشرة أيام، وقد تلقى مساء الأربعاء (9/1)، اتصالا هاتفيا من صاحب النفق دعاه من خلاله للذهاب للعمل رغم أجواء المنخفض الجوي الذي شهدته المنطقة، ومما حفزه للذهاب في هذه الظروف ان صاحب العمل ابلغه بانه سيسلمه أجرته عن أول أيام عمله.
وبسام خضر، 38 عاماً، أنهي دراسة الثانوية العامة، وهو متزوج وله 6 من البنات، و2 من الأبناء، وأكبر بناته في الثانوية العامة، وقد عُقد قرانها منذ أسبوعين ومن المقرر أن يتم حفل زواجها الشهر المقبل.
وفي منزلهم المتواضع في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، يعيش أطفال "بسام" الحسرة على غياب والدهم وخاصةً طفله أحمد، ذو الأعوام الخمسة، حيث تقول الام "انه متعلق جداً بوالده، ومنذ أن فقده لم يتوقف عن البكاء".
وتضيف "لا نحتاج أموالاً كل ما نريده أن يعود بسام لنا سالماً"، مناشدةً الجهات المختصة بالعمل الجاد في البحث عنه.
ومنذ بداية الشهر الحالي توفي 3 فلسطينيين، وتم إنقاذ ما لا يقل عن 13 آخرين بجراحٍ مختلفة، جراء الانهيارات المستمرة في منطقة الانفاق الأرضية وسط دعواتٍ مختلفة لإغلاق ما وصفته الناشطة في الضفة الغربية "وفاء عبد الرحمن" التي أطلقت حملة على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك باسم "مقابر الأحياء" في إشارة لما تعيشه بعض العوائل الغزية منذ أيام في ظروفٍ قاهرة وسط حالة من الغموض تكتنف مصير أبنائها.
وقالت مديرة مؤسسة "فلسطينيات"، لـ دوت كوم، أن الحملة التي أطلقتها تهدف لتفعيل قضية من قتلوا وفقدوا في الانفاق دون أدنى مسؤولية من الجهات الرسمية في غزة لإنهاء معاناة الشبان والمواطنين، الذين يعانون الفقر والقهر والألم والنسيان، وجمعهم الموت تحت هذه الأنفاق
وقالت هداية شمعون، من ملتقى إعلاميات الجنوب في قطاع غزة، التي تُشرف على الحملة سالفة الذكر، أن العشرات من الشبان فقدوا دون أن يذكر أحدهم اسمائهم، وبعضهم لم يجد كفناً له بعد مقتله، ومنهم من ترك خلفه عشرات العيون البريئة التي تأكلها قسوة البشر بعد أن دفنتهم الأرض ودكت عظامهم والتقطت انفاسهم فيها فلم تترك فيهم رمقاً".
وأكدت أن الحملة هدفها تفعيل هذه القضية في الشارع الفلسطيني، وأن الصفحة التي اطلقت عبر موقع "الفيس بوك" هي صدى صوت الضحايا وأسرهم الذين يريدون أن يرسلوا رسالة لكل مسؤول عنوانها يقول "كونوا معنا لا علينا"، ودعوة للحقوقيين والصحفيين والكتاب لتحريك هذا الملف لبناء مستقبل أفضل لأطفال أبناء العمال المقهورين.
وأشارت شمعون، إلى أن 217 مواطنا، لقوا مصرعهم خلال الأعوام السابقة في انفاق غزة، وقالت" ألا يكفي ذلك ليدرك أولو الأمر أن عشرات الشبان سيكونون في عداد الموتى، وبموافقة ضمنية منا جميعاً لاننا صمتنا،.. كفى لتجارة الموت .. كفى للمتاجرين بدماء أبنائنا .. كفى للاستهتار بحياة أبنائنا وإخواننا .. مقابر الأحياء في رفح كانت علامة فخر حين حملت الهم الوطني، ولكنها باتت خنجرا مسموما بأيدينا فكفى فالصمت لم يعد مجديا" كما قالت.
عن دوت كوم