سماح و هناء.. عروستا "فيض" الأمطار الأخيرة.. هناء مازحت صديقاتها ليلة غيابها.. احب الموت غرفا لاحرقا!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عماد سعاده- لم يكن لدى الصبية هناء سراوي، قبل العثور عليها جثة باردة و مسجاة في السهل قرب عنبتا – لم يكن لديها من أمنيات مستعجلة سوى أن تلعب بالثلج على "جبل جرزيم" حيث تقيم و عائلتها، فيما لم يمض أكثر من شهر ونصف الشهر فقط على خطبة زميلتها في الحياة و الموت سماح كنعان لشاب من المدينة يعيش ويعمل في الولايات المتحدة، حيث كانت تحضر للزواج منه قريبا والسفر معه إلى "شيكاغو"...
السامرية هناء سمير سراوي ( 24 عاما ) و سماح وليد كنعان ( 34 عاما ) اللتان أعادتا إلى ذاكرة الكثيرين طقسا فرعونيا كان يقضي بإهداء عرائس جميلات إلى "النيل" عندما يفيض، كانتا متزاملتين منذ أيام الدراسة في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة النجاح الوطنية، ثم في العمل لدى شركة للتأمين في مدينة طولكرم، وأيضا خلال السفر يوميا من وإلى مكان العمل.. ثم أخيرا تزاملتا "على السيل ذاته" يوم الأربعاء 9 "كانون الثاني" الجاري، قبل أن يتم العثور على جثتيهما في اليوم التالي من قبل متطوعين و بمساعدة من بلدية عنبتا ؛ الأولى في سهل زراعي على مسافة نحو 700 متر من الثانية التي عثر على جثتها بين المنازل .
قال المواطن سمير سراوي لـ دوت كوم وهو يغص بالدموع أن ابنته التي "كانت ذكية وطموحة " غادرت و زميلتها "كنعان" مكان العمل في طولكرم عند الرابعة من مساء الأربعاء وظلتا خلال الطريق وهما تستقلان السيارة إلى نابلس على اتصال بالعائلتين حتى "حاجز عناب" الذي تقيمه قوات الاحتلال بين المدينتين ، حيث "هناك" ازدادت أحوال الطقس سوءا وجرفت السيول السيارة بعد أن وصلت نوافذها..ثم - بحسب العائلتين - انقطع الاتصال ...
المحامية رولا كنعان التي لا تزال ماسورة في الدموع لموت شقيقتها التي كانت "مرهفة وعطوفة و تقتطع من راتبها البسيط لمساعدة الأطفال الأيتام"، قالت أن "سماح" كانت تحضر للزواج و "غادرت.." تاركة وراءها ثياب العروس معلقة في خزانتها، مشيرة إلى أنها أبلغتها و العائلة قبل أيام من رحلتها الأخيرة إلى طولكرم، عن أحلام في المنام غريبة و متصلة بالموت ؛ كما لو أنها كانت تحسه يقرع جدار روحها.. فيما لفت المواطن "سراوي" إلى أن "هناء" كانت مازحت صديقاتها في جلسة أخيرة قبل الموت أنها ، إذا ما خيّرت، فإنها تفضل الموت غرقا على الموات حرقا. قالت "
الغرق أهون ألف مرة من الإحتراق" !
يجدر بالذكر، في سياق "قصة الفجيعة" الني أغرقت عائلتي المواطنين وليد كنعان و سمير سراوي في حزن مديد، أن العائلتين كانتا تعلقتا، قبل العثور على جثتيهما، بأمل حمله خبر بأن الصبيتين أنقذتا من الغرق على يد جنود الاحتلال ، غير أن الخبر – كما أشار المواطن سراوي – لم يكن أكثر من إشاعة، لافتا أن الأخيرين "لم يتحركوا و لم يقدموا أي مساعدة" بالرغم من توجه مسؤولين في الطافة السامرية للحصول على المساعدة....