أحمد نصر: نحن في "فتح" واضحون وضوح الشمس... نريد مصالحة تعيد وحدة الشعب
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
قال أحمد نصر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، نائب المفوض العام للحركة في المحافظات الجنوبية "قطاع غزة"، أمين سر الهيئة القيادية العليا للحركة في القطاع، مساء امس: "نحن فتح واضحون وضوح الشمس، نريد مصالحة تعيد وحدة الشعب ونريد بناء مؤسسات السلطة والدولة العتيدة ومنظمة التحرير ممثلنا الشرعي الوحيد".
وكان نصر يتحدث خلال حفل استقبال لقادة العمل الوطني بمناسبة انطلاقة حركة "فتح".
وحيا المشاركين بالقول " تحيةً فلسطينةً معطرةً بتراب هذه الأرض، معتقةً مجبولةً بدماء الشهداء الذين قضوا على درب الحرية. تحية من غزة الصامدة الصابرة إلى ربوع وطننا السليب، إلى اهلنا في كل المخيمات واماكن اللجوء، إلى أسرانا العظام وهو يخوضون معارك البطولة والصمود. تحية لكم في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة الثامنة والاربعين".
وقال: في ذكري الثورة الفلسطينية نقفُ على المعاني العديدة التي جسدتها هذه الثورة التي قال عنها البعض ثورة المستحيل، لكنها ثورة شعبٍ أراد الحياة واراد الانتصار لأن على هذه الأرض سيدةُ الارض ما يستحق الحياة كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش. أول هذه المعاني التي جسدتها الثورة: هي أن هذا الشعب لا يموت وان مقدرته على الحياة والتحدي تفوقُ كل ما دبرت له قوى الاعداء وحلفائهم. وثاني هذه المعاني ان فلسطين مهما تغيرت خرائط العالم وتبدلت ستظل هي فلسطين ارضُ آبائنا وأجدادنا، وهو ما سنورثهُ لأبنائنا واحفادنا.
وأضاف: لقد قالت "فتح" منذ لحظة التأسيس الاولى، ومنذ الطلقةِ الاولى والتفجيرِ الاول بأن الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق وهو المدافع عنه. لقد اعادت الثورة الفلسطينية القرار إلى الجماهير التي أُريد لها أن تنسى. وخرج اللاجئ الفلسطيني من الخيمة إلى ساحة المعركة ولم يعد يأساً بائساً ينتظر قرارات الأمم والشعوب ولا بنادقهم. بل حمل سلاحه وخرج مدافعاً عن حقه.
وأكد نصر أن انبعاث الفينيق الفلسطيني وقيامته هي معجزة هي الثورة وهي رسالتها وهي الامانة التي يجب ان نظل ندافع عنها. ولقد جسدت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة بداية لمرحلةٍ جديدة من حياة شعبنا تأسست على حقه في الكفاح والمقاومة من اجل استرداد حقوقه. لقد آمنت "فتح" بأن حقوق شعبنا غير قابلة للمساومة وأن البندقية المسيسة هي وحدها من تنجز هذه الحقوق. إن الطريق الوعرة التي خضناها خلال عقودٍ خمسة دللت لنا بان شعباً يريد الحياة لا يمكن ان يُهزم، او كما علمنا معلم الشعب ورمز عزته ابو عمار "يا جبل ما يهزك ريح".
وقال: لقد آمنت فتح والثورة بان الجبل الفلسطيني لا يمكن ان تهزه اعتى الرياح وان الكبار يموتون والصغارُ يواصلون المسيرة ولا ينسون وان التسونامي الفلسطيني سيزلزل كل الطغاة. مسيرة طويلة وصفحات مجدٍ مضيئة من عيلبون والكرامة وجرش وعجلون وبيروت والشقيف والسافوى والدبويا وديمونا والساحل ووووووووو آلاف العمليات البطولية حتى الانتفاضتين وبطولات فتح فيهما وشهداء عظام قضوا على درب الحرية.
وأضاف أن "فتح" قدمت كوكبة اعضاء لجنتها المركزية شهداء. الزعيم الشهيد ابو عمار. أبو جهاد ابو إياد ابو الهول أبو يوسف النجار، كمال عدوان، ممدوح صيدم، فيصل الحسيني، خالد الحسن وهاني الحسن، صخر حبش، أبو على إياد وسعد صايل، عبد الفتاح حمود. ومنهم من ينتظر. لقد حققت الثورة الفلسطينية جملة كبيرة من الانتصارات والانجازات كان في طليعتها أنها وضعت هذا الشعب المشرد اللاجئ على طاولة العالم وفرضت شخصيته الوطنية وحقوقه على المجتمع الدولي. لم نعد مجرد لاجئين بل جعلت منا الثورة أصحاب حقوق لا يمكن التنازل عنها.
وتابع نصر: لقد انجز شعبنا خلال الشهرين الماضيين انتصاريين على إرادة العدو ومرغ انفه بالتراب. لقد عادت دبابات الاحتلال خاسئةً بائسةً، وسّطر شعبُنا الكبير أسطورة في صد العدوان والذود عن نفسه في قطاع غزة. في الوقت نفسه كانت الإرادةُ الفلسطينيةُ تَهزم الجبروت والعنجهية الإسرائيلية في الأمم المتحدة حين انتزع شعبنا اعترافاً اممياً بحقه في دولة له، ولو على جزء من ترابنا الوطني. وإخوتي رفاقي لم يعد علينا إلا أن نحقق الانتصار على ذاتِنا ونطوى صفحة الانقسام الأسود. هذا هو الاتنصار الحقيقي. هذا ما يريده الناس.
وقال نصر: لقد خرجت جماهير فتح وجماهير شعبنا في عرس الثورة الفلسطينية في ساحة الشهيد ياسر عرفات يوم الرابع من يناير لتقول نعم للوحدة الوطنية نعم لانهاء الانقسام. هذا كان لسان حال الناس التي خرجت. خرجت لتقول نحن مع المصالحة. فهل نفهم كفصائل هذه الرسالة. نحن فتح واضحون وضوح الشمس. نريد مصالحة تعيد وحدة الشعب ونريد بناء مؤسسات السلطة والدولة العتيدة ومنظمة التحرير ممثلنا الشرعي الوحيد. ونرى ان الخروج من هذا النفق المظلم لا يتم إلا بالعودة لجماهير شعبنا عبر صناديق الاقتراع. ولكن لكي يتم هذا لا بد من فتح باب لجنة الانتخابات العامة لتحديث السجل الانتخابي في غزة "السجل في الضفة يتم تحديثه بشكل مستمر" ومن ثم تشكيل حكومة وفاق وطني تشرف على الانتخابات. بجانب ضرورة تطوير مؤسسات منظمة التحرير بعد اجتماع لجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير مطلع الشهر القادم. لا خيار لنا إلا الوحدة الوطنية ولا مستقبل لشعبنا إلا عبر الوحدة الوطنية. ونحن في فتح مصرون على تحقيق الوحدة وانجاز المصالحة.
وقال: إن الطريق طويل ووعر وبقيت آلاف الأميال علينا قطعها لكننا وبذاتِ الإصرار الذي كنا فيه في عيلبون وبذات الصمود الأسطوري في الشقيف سنظل متمسكين بحقوقنا مدافعين عنها وإن موقفنا في فتح ثابت وواضح لا تنازل عن حقوقنا الأساسية وإن ثوابتنا ليست للمساومة. ولقد أثبتت الأيام والسنون كيف تقاتل فتح حتى الرمق الاخير سواء في خنادق الكفاح المسلح او في العمل السياسي. من هنا نبرق بالتحية للاخ المناضل الرئيس محمود عباس أبو مازن ونقول له ما قلناه لسلفه الشهيد أبو عمار سر بنا يا أبو مازن فسفينة انت رُبانها لا تغرق. إن فتح وابو مازن ومنظمة التحرير متمسكة بالثوابت التي استشهد دفاعاً عنها قادتنا العظام.
وأضاف: في ذكرى الثورة الفلسطينية وذكري فتح ألف تحية لأهلنا في الشتات في اليرموك العظيم الصابر الصامد في عين الحلوة في الوحدات في مخيم الرمل، في الرشيدية في صبرا في برج البراجنة. في كل زاوية وكل شارع وكل حارة وكل بقعة عليها فلسطيني نتظر حقه في العودة هذا الحق دينٌ ووعدٌ وهدف. في ذكرى الثورة الفلسطينية نبرق بالتحية لأسرانا البواسل وهم يسطرون معارك البطولة والتحدي ضد إدارة السجون الفاشية.
وقال نصر: إن معركة الامعاء الخاوية هي معركة الكرامة العربية. إن هؤلاء القادة خلف القضبان هم الملحمة العربية في اكثر صورِها بطولةً. إن حريتهم دينٌ في رقابنا. وإن فتح التي وعدت محمود بكر حجازي بان يخرج رغماً عن انف السجان وخرج ووعدت الالاف بعده وخرجوا مازالت على ذات العهد والقسم بأن حرية أسرانا هي حريتنا، وان خروجهم من السجن دينٌ والدينُ مستحقُ. كما نبرق بالتحية لأبناء شعبنا في قرية باب الشمس الذين جسدوا الإصرار الفلسطيني على هزيمة العدو. لقد قامت الجرافات والدبابات الإسرائيلية فجر اليوم بمداهمة باب الشمس وهم لا يعرفون ان الشمس الفلسطينية لا تغيب وأن الإرادة الفلسطينية لا تُكسر.
وأضاف: كما في ذكرى الثورة نبرق بالتحية إلى أرواح شهدائنا العظام الذين أضاءوا لنا الطريق بدمائهم. إلى روح الشهيد المعلم الرمز ياسر عرفات نقول لهم يا أبا عمار طب مقاماً فإن الثورة مستمرة. إلى روح ابو جهاد وابو إياد وسعد صايل والكمالين وابو يوسف النجار وأبو على إياد. الى روح الرفيق الدكتور جورج حبش والشيخ أحمد ياسين والشقاقي وأبو على مصطفى والرنتيسي وأبو العباس وغوشة وعمر القاسم والنجاب وكل القادة الكبار. نقول لهم إن فلسطين لم تضع ولن تضيع واننا خلفكم موحدون. فالوحدة الوطنية الوحدة الوطنية كانت وصيتكم ونحن ملتزمون بالامانة.
واختم نصر كلمته بالعبارة التاريخية "عاش شعبنا العظيم. عاشت منظمة التحرير ممثلنا الشرعي الوحيد. عاشت حركتنا الغلابة فتح. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا البواسل والشفاء العاجل للجرحى. وإنها لثورة حتى النصر، حتى النصر، حتى النصر".