ليلة صمود في "باب الكرامة"
مشاركون يجلسون حول نار أوقدت في باب الكرامة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بلال غيث
على التلة المقابلة لتلك التي يرقد فيها زعماء دولة إسرائيل في مقبرة رؤساء إسرائيل، يتواجد عشرات النشطاء الذين نجحوا في التسلل خلسة إلى قرية بيت إكسا شمال غرب القدس المحتلة، يشعلون بعضا من بقايا الأشجار للتدفئة ويجلسون في أربع من الخيام التي تمكنوا من نصبها بالإضافة إلى مسجد شيد من الطوب ظهر الجمعة ليكون أول معالم قرية الكرامة.
مع حلول المساء يصعد الجنود الذين يحرسون تلة مقبرة زعماء إسرائيل إلى التلة المقابلة لاستطلاع الأمر ومعرفة ما يحدث في هذه القرية الوحيدة المتبقية من القرى الواقعة غربي القدس بعد أن دمرت عامي 1948 و1967، لكن النشطاء في المقابل يرفضون التحدث مع الجنود الذين اقتحموا القرية الوليدة.
وفي محاولة منهم لترهيب قرابة 50 من أبناء بيت إكسا ونشطاء من قرى شمال غرب القدس إضافة إلى عشرة متضامنين أجانب قدموا من أوروبا للتضامن مع المضطهدين من أبناء شعبنا، يشرع جنود الاحتلال في تصوير الحاضرين واحدا تلو الأخر، خصوصا من رفض التحدث معهم، بعد فرض طوق أمني شامل على القرية الوليدة "باب الكرامة".
في المقابل لا يعير النشطاء أي اهتمام لجنود الاحتلال الذين حاولوا مرارا وتكرارا استفزازهم من أجل الاعتداء عليهم بالقوة ويواصلون عملهم في قرتهم الوليدة، فأحدهم يحاول إنارة الخيام، وآخرون يعمدون إلى إشعال النار هربا من البرد القارص، أو لإعداد بعض الطعام والشراب الساخن للمتواجدين في القرية الذين مر على تواجدهم عشرات الساعات.
مع حلول الظلام يصبح التنقل من القرية الوليدة إلى قرية بيت إكسا التي لا تبعد سوى كيلو متر واحد عن "باب الكرامة" أمرا يبدو أصعب خصوصا في ظل حصار القرية من قبل جنود الاحتلال، وفي ظل الظلام الدامس في هذا الوقت من الشهر القمري، لكن عشرات المتضامنين الأجانب والفلسطينيين وأبناء القرية يستمرون في التوافد على القرية، في محاولة لكسر الحصار المفروض عليها.
عبير قبطي إحدى الناشطات التي قدمت من رام الله، بعد أن اطلق سراحها قبل يومين فقط بعد اعتقالها في قرية باب الشمس الوليدة أيضا التي شيدت شرقي القدس المحتلة تقول بكل فخر: نجت تجربتنا، وأصبحت تتكاثر في كل مكان وها نحن اليوم في قرية بيت إكسا وعلى تخوم القدس الغربية نراها تولد من جديد".
إلى جانبها يتحدث مايكل، أحد حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، ويقول:" البرد قارص في هذه التلة المطلة على القدس، لكنني لا أستطيع تخيل الرفاهية الواضحة على سكان مستوطنة راموت المقامة على أراضي بيت إكسا، والحرمان الذي يحياه أهالي تلك القرية، فرغم الشح في كل شيء إلا أنهم يصرون على البقاء والصمود".
رئيس المجلس القروى في بيت إكسا كمال حبابة، يؤكد أن أبناء القرية يعملون بكل جد على إحضار الأغطية والطعام إلى الأشخاص المتواجدين داخل القرية الجديدة من أجل تمكينهم من التخلص من بعض البرد الذي يحيط بهم من كل جانب، ومن أجل توفير أبسط مقومات الحياة مثل ماء الشرب والطعام لهم".
ويضيف حبابة: سنقضي ليلتنا الأولى في القرية الوليدة وسنبقى فيها وسنقوم بتوسيعها لكون شوكة في وجه الاستيطان الذي يتمدد كل لحظة على حساب أرضنا، وأتمنى أن أرى قريبا نظيري رئيس مجلس قرية باب الشمس ليقوم بالأعمال المطلوبة منه تجاه مواطنيه.
وداخل القرية يجلس السكان في ثلاث حلقات يلتفون حول النيران المشتعلة التي تمنحهم الضوء وتدخل إلى أجسامهم الدفء، يغنون ويهتفون ضد الاحتلال الذي يتربص بهم على بعد عشرات الأمتار، ويؤكدون في هتافاتهم أن الاحتلال إلى زوال ولن يبقى إلى الأبد، وستفشل مخططاته في قرية بيت إكسا مهما بلغت إجراءات الحصار والتضييق التي يعيشها شعبها.
الحاجة فتحية ربيع التي تجاوزت السبعين من عمرها واحدة من النساء القلائل التي كن من المبادرات للوصول إلى قرية باب الكرامة تساعد الرجال في كل شيء، وتتأكد من أن الأمور تسير في القرية الوليدة على ما يرام، تقول:" حضرت من قرية بيت عنان المجاورة للوقوف إلى جانب أهالي قرية بيت إكسا كي لا تصادر أراضهم كما صودرت الكثير من أراضي قرى شمال غرب القدس".
لا يخفي مواطنو قرية باب الكرمة خشيتهم من الاحتلال التربص بهم، ويتوقعون في لحظة بطشه، لكنهم يصرون على البقاء، يؤكدون أن ليلهن سيطول في باب الكرامة، حتى لو أخرجوا منها بالقوة، وسيبنون فوق كل قطعة أرض قرية "باب كرامة" جديدة في حال قمع الاحتلال لهم.
zaبلال غيث
على التلة المقابلة لتلك التي يرقد فيها زعماء دولة إسرائيل في مقبرة رؤساء إسرائيل، يتواجد عشرات النشطاء الذين نجحوا في التسلل خلسة إلى قرية بيت إكسا شمال غرب القدس المحتلة، يشعلون بعضا من بقايا الأشجار للتدفئة ويجلسون في أربع من الخيام التي تمكنوا من نصبها بالإضافة إلى مسجد شيد من الطوب ظهر الجمعة ليكون أول معالم قرية الكرامة.
مع حلول المساء يصعد الجنود الذين يحرسون تلة مقبرة زعماء إسرائيل إلى التلة المقابلة لاستطلاع الأمر ومعرفة ما يحدث في هذه القرية الوحيدة المتبقية من القرى الواقعة غربي القدس بعد أن دمرت عامي 1948 و1967، لكن النشطاء في المقابل يرفضون التحدث مع الجنود الذين اقتحموا القرية الوليدة.
وفي محاولة منهم لترهيب قرابة 50 من أبناء بيت إكسا ونشطاء من قرى شمال غرب القدس إضافة إلى عشرة متضامنين أجانب قدموا من أوروبا للتضامن مع المضطهدين من أبناء شعبنا، يشرع جنود الاحتلال في تصوير الحاضرين واحدا تلو الأخر، خصوصا من رفض التحدث معهم، بعد فرض طوق أمني شامل على القرية الوليدة "باب الكرامة".
في المقابل لا يعير النشطاء أي اهتمام لجنود الاحتلال الذين حاولوا مرارا وتكرارا استفزازهم من أجل الاعتداء عليهم بالقوة ويواصلون عملهم في قرتهم الوليدة، فأحدهم يحاول إنارة الخيام، وآخرون يعمدون إلى إشعال النار هربا من البرد القارص، أو لإعداد بعض الطعام والشراب الساخن للمتواجدين في القرية الذين مر على تواجدهم عشرات الساعات.
مع حلول الظلام يصبح التنقل من القرية الوليدة إلى قرية بيت إكسا التي لا تبعد سوى كيلو متر واحد عن "باب الكرامة" أمرا يبدو أصعب خصوصا في ظل حصار القرية من قبل جنود الاحتلال، وفي ظل الظلام الدامس في هذا الوقت من الشهر القمري، لكن عشرات المتضامنين الأجانب والفلسطينيين وأبناء القرية يستمرون في التوافد على القرية، في محاولة لكسر الحصار المفروض عليها.
عبير قبطي إحدى الناشطات التي قدمت من رام الله، بعد أن اطلق سراحها قبل يومين فقط بعد اعتقالها في قرية باب الشمس الوليدة أيضا التي شيدت شرقي القدس المحتلة تقول بكل فخر: نجت تجربتنا، وأصبحت تتكاثر في كل مكان وها نحن اليوم في قرية بيت إكسا وعلى تخوم القدس الغربية نراها تولد من جديد".
إلى جانبها يتحدث مايكل، أحد حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، ويقول:" البرد قارص في هذه التلة المطلة على القدس، لكنني لا أستطيع تخيل الرفاهية الواضحة على سكان مستوطنة راموت المقامة على أراضي بيت إكسا، والحرمان الذي يحياه أهالي تلك القرية، فرغم الشح في كل شيء إلا أنهم يصرون على البقاء والصمود".
رئيس المجلس القروى في بيت إكسا كمال حبابة، يؤكد أن أبناء القرية يعملون بكل جد على إحضار الأغطية والطعام إلى الأشخاص المتواجدين داخل القرية الجديدة من أجل تمكينهم من التخلص من بعض البرد الذي يحيط بهم من كل جانب، ومن أجل توفير أبسط مقومات الحياة مثل ماء الشرب والطعام لهم".
ويضيف حبابة: سنقضي ليلتنا الأولى في القرية الوليدة وسنبقى فيها وسنقوم بتوسيعها لكون شوكة في وجه الاستيطان الذي يتمدد كل لحظة على حساب أرضنا، وأتمنى أن أرى قريبا نظيري رئيس مجلس قرية باب الشمس ليقوم بالأعمال المطلوبة منه تجاه مواطنيه.
وداخل القرية يجلس السكان في ثلاث حلقات يلتفون حول النيران المشتعلة التي تمنحهم الضوء وتدخل إلى أجسامهم الدفء، يغنون ويهتفون ضد الاحتلال الذي يتربص بهم على بعد عشرات الأمتار، ويؤكدون في هتافاتهم أن الاحتلال إلى زوال ولن يبقى إلى الأبد، وستفشل مخططاته في قرية بيت إكسا مهما بلغت إجراءات الحصار والتضييق التي يعيشها شعبها.
الحاجة فتحية ربيع التي تجاوزت السبعين من عمرها واحدة من النساء القلائل التي كن من المبادرات للوصول إلى قرية باب الكرامة تساعد الرجال في كل شيء، وتتأكد من أن الأمور تسير في القرية الوليدة على ما يرام، تقول:" حضرت من قرية بيت عنان المجاورة للوقوف إلى جانب أهالي قرية بيت إكسا كي لا تصادر أراضهم كما صودرت الكثير من أراضي قرى شمال غرب القدس".
لا يخفي مواطنو قرية باب الكرمة خشيتهم من الاحتلال التربص بهم، ويتوقعون في لحظة بطشه، لكنهم يصرون على البقاء، يؤكدون أن ليلهن سيطول في باب الكرامة، حتى لو أخرجوا منها بالقوة، وسيبنون فوق كل قطعة أرض قرية "باب كرامة" جديدة في حال قمع الاحتلال لهم.