مقاومة تتصاعد... من باب الشمس الى باب الكرامة رغم انتهاك الاحتلال
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
انتقلت بعدوى روح المقاومة الشعبية السلمية التي اثبتت نجاعتها في تجربة اهالي باب الشمس الى باب الكرامة على اراضي قرية بيت اكسا غربي القدس المحتلة، الذي يسعون لحماية ارضهم من مصادرة الاحتلال لها من أجل المضي في سياسته العنصرية التوسعية.
بدأ المتضامنون يتوافدون الى شرقي قرية بيت اكسا منذ الأمس والتي يقف على مدخلها حاجز دائم للاحتلال، حيث اقاموا خياماً تأويهم وحالوا بناء مسجد للصلاة فيه.
عدد المشاركين في الفعاليات يصل 600
وقال احد منسقى القرية حسام الشيخ ان عدد المتضامنين الذين حضروا فعاليات البدء في انشاء القرية وصل قرابة 600، بينما اقام في القرية الليلة الماضية حوالي 200 شخص، وسط توقع بزيادة اعداد الوافدين.
وتابع: "يعني امبارح كان اول يوم بناء الخيام وبناء جامع الكرامة وفي المساء كان هناك تجمعات شبابية، حيث تغنّى المعتصمون بالقدس والوطن وبأناشيد لقرية بيت اكسا، واليوم صباحاً قام لشباب بتنظيف المكان وبدأوا الان في استكمال بناء القرية والجامع وسيكون اليوم زراعة لاشجار الزيتون في الاراضي المحاذية".
وقال الشيخ ان تجربة باب الشمس هي تعبير عن طور المقاومة الشعبية، "ونحن نعتبر انفسنا في الكرامة امتدادا لهذا النهج في مقاومة السياسة الاسرائيلية وهناك حاجة لتصعيد المقاومة الشعبية الفلسطينية لمواجهة سياسة اسرائيل التي تسعى لمحاصرة القرى الفلسطينية وتقطيع اواصر الضفة الغربية، لوضع العراقيل امام اقامة الدولة الفلسطينية الذي اجمع العالم عليها".
وأكد ان الاحتلال يمنع دخول المتطوعين ويضع العراقيل على الحاجز الدائم ولكن الفرصة والامكانية للوصول موجودة، مشيراً الى احتمالات وتوقعات اقتحام القرية في كل وقت، "هذا احتلال لم يلتفت بالقرارات للمحاكم الاسرائيلية والدولية ونتوقع الاقتحام في كل لحظة ونحن اعلنا ونطبق ما اعلناه اننا موجودون على هذه الارض وسنحميها ونزرعها ولن نخرج منها اطلاقاً وسيكون هناك عدد من الفعاليات اليوم وغدا وبعد غد، ومن جانب اخر هناك عدد من المحامين بمتابعة القضايا الاسرائيلية التي نعلم انها لن تكون لصالحنا سلفاً".
محمود حبابه: ان لم نكن نستطيع حمل السلاح فاننا قادرون على اقامة الفعاليات
وقال المتضامن محمود حبابه من قرية بيت اكسا انه لأول مرة يشارك في تجربة كباب الشمس والذي عبر عن عميق انتماءه لبلدته ولوطنه وولاءه للبقاء فيها، "طبعا انا لاول مرة اشارك في تجربه كهذه في قرية الكرامة للتضامن والدفاع عن الاراضي المصادرة وقمنا بنصب خيام في القرية وبناء مسجد للكرامة لاقامة الصلاة فيه، واخواننا في اللجان الشعبية عملوا على احضار المتضامنين وكان الوضع جيد جدا لاول يوم، وكان في فعاليات رائعة مثل الغناء للوطن".
ووجه رسالة للشباب الفلسطيني وجميع شباب العالم بالانضام الى القرية والتقدم للتضامن مع اهلها، "انا بقول للشباب الفلسطيني ما يخافوا وهذه ارضنا ووطنا وقضيتنا قضية وطن وأمة وشعب وتجربة باب الكرامة تقدم لنا اشياء كثيرة وتجعل الاحتلال يبقى صغيراً امامنا، فان لم نكن نستطيع حمل السلاح فاننا قادرون على اقامة الفعاليات وحماية وطننا وارضنا من خلال الفعاليات والتي ليست اقل من أي نوع اخر من المقاومة".
من جهته أكدت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حنان عشراوي على ما تأمله بأن تكون تنتشر هذه الظاهرة في كل محافظات الوطن، لانها نقلة نوعية في تثبت الناس على الارض وانقاذ ارض فلسطين من السرقة والمصادرة.
وتابعت: "باب الكرامة تأثرت من باب الشمس اكيد ونتأمل ان تكون ظاهرة في كل فلسطين ونقدّر شجاعة وجرأة وروح المبادرة والمقاومة التي تجلت فيهم ونأمل ان تستمر وتثبت وان فلسطن جميعها تصبح بوابه للحرية."
عشراوي: باب الكرامة نقيضاً لسياسة الاحتلال
وقالت ان هذا الشكل من اشكال المقاومة يشكل يشكل نقيضاً لسياسة الاحتلال والفكر الصهيوني وهو ينقذ الارض من السرقة ولا يبني على ارض الغير، وانه مقاومة ايجابية لتثبيت الشعب على الارض، حيث انها تدل على روح الثبات والصمود وان العالم يرى ان الشعب الفلسطيني لدية قدرات ومبادرات بناءه وايجابية للمقاومة وهو صاحب الارض.مؤكدة ان باب الكرامة وباب الشمس تفضحان ممارسات اسرائيل وخروقاتها وانتهاكاته وتعطي البعد الانساني والايجابي للعالم لطبيعة الاحتلال وطبيعية المقاومة.
وقالت عشراوي انه على المتطوعين ان يعملوا على ترك بصمات تدل على الوجود لهم ، "طبعا هناك محاولات للبناء بسرعة جربوا في باب الكرامة ان يبنوا مسجداً، ومن الناحية القانونية الحكومة قامت بالاعتراف بالقرية وثبتتها من الناحية القانونية بغض النظر محاولات اسرائيل لمحوها، وان اية بنية تحتية او اي بناء يبقى ثابتاً يدل على ان الارض ليست فارغة ولها اصحاب حقيقيين".
ولفتت عشراوي النظر الى عدم مفارقة القرى حتى وان اجبروا سكانها على الاجلاء من قبل جيش الاحتلال، مثمنة عودة اهالي باب الشمس الى القرية في المرة الثانية والتي ارتسمت في خيال العالم بشكل متفاعل وايجابي، "طبعا ما لازم ينسوها ولازم تثبت وتسجل مع انتخاب مجلس قروي ورئيس له وتكون حاضرة وبرغم كافة المحاولات الاسرائيلية".
تمكن العشرات من النشطاء السلميين من تجاوز الحاجز العسكري المقام على مداخل قرية بيت إكسا شمال غربي القدس المحتلة، والوصول إلى خربة العلاونة وهي إحدى الخرب المطلة على مدينة القدس وعلى تبعد عنها سوى بضعة كيلو مترات، هناك تجمعوا جميعا لبنوا مدينة باب الكرامة ردا على مصادرة أرضهم وردا على هدم قرية باب الشمس شرقي القدس المحتلة.
إلى جانب النشطاء تمكن اهالي القرية من إيصال خمس خيام على الأقل بالإضافة إلى مئات المكعبات من الطوب من أجل بناء مسجد باب الكرامة، وبالفعل نجحوا جميعا في نصب الخيام وشرعوا على الفور ببناء مسجد القرية من الطوب والاسمنت بسرعة كبيرة حتى لا تقوم قوات الاحتلال بمداهمتهم ومنعهم من مواصلة عملهم.
وبالفعل فور الانتهاء من نصب الخيام أقام عشرات النشاء داخل هذه الخيام وأكدوا ان قريتهم الجديدة "باب الكرامة" ستصبح إحدى القرى الفلسطينية الصامدة في وجه الاحتلال في غرب وشمال غرب القدس المحتلة، ولن يسمحوا بهدمها كما جرى في قرية باب الشمس.
هناك قال رئيس مجلس قروي بيت إكسا التي صودرت جل أراضيها كمال حبابة، إن الهدف من بناء قرية باب الكرامة جاء على الأرضي المصادرة في القرية بهدف منع الاحتلال من الاستيلاء عليها لبناء مزيد من المستوطنات في محيط القرية ولتكون باب الكرامة، ثاني قرية فلسطينية تبنى في مواجهة الاستيطان الذي يهدف للإطباق على مدينة القدس.
من جانبه، قال نبيل حبابة رئيس تنظيم فتح في قرية بيت إكسا، إن شبان القرية نجحوا بدعم عشرات النشطاء من قرى شمال غرب القدس المحتلة في بناء القرية الجديدة على الأراضي المصادرة المطلة على القدس الغربية.
واضاف حبابة ان الشبان المتواجدون في القرية سواصلون الإقامة في الخيام التي تم بنائها وسيواصلون العمل على قريتهم الجديدة "باب الكرامة" لتكون مكانا لهم وسكنا، بدعم من القوى الوطنية والإسلامية.
في ذات السياق، قال سعيد يقين منسق القوى الوطنية والإسلامية في قرى شمال غرب القدس المحتلة، إن أهالي قرية بيت إكسا يصرون على الدفاع عن أرضهم المحتلة، والمهددة بالمصادرة في عموم قرى شمال غرب القدس المحتلة.
الاحتلال يهدد بهدمها
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، قرية "باب الكرامة" التي أقيمت على أراضي قرية يبت إكسا شمال غرب القدس المهددة بالاستيلاء عليها من قبل الاحتلال.
وقال عضو إقليم القدس في حركة فتح نبيل حبابة إن جنود الاحتلال يحاصرون قرابة 50 ناشطا يقيمون في القرية، وقاموا بتصويرهم وطلبوا التحدث إليهم لكن النشطاء رفضوا ذلك.
وأوضح حبابة أن جنود الاحتلال قد يقومون بهدم القرية في أي لحظة من ساعات الليل.
وكان نشطاء في مجال المقاومة الشعبية السلمية وأهالي قرية بيت اكسا أقاموا قرية "باب الكرامة" ردا على قرار سلطات الاحتلال الاستيلاء على أرضهم، وهدم قرية "باب الشمس"، صباح اليوم الجمعة.
عن بي ان ان