"الكرامة".. رواية صمود جديدة تفتح "بابا للشمس"على سفوح جبال القدس
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
"الكرامة " هو عنوان رواية جديدة كتبها "مقاومو الجبال" والاستيطان على سفوح جبال القدس كي تبقى شاهدا على صمود واصرار الفلسطينيين وتمسكهم حتى اخر نبض بارضهم وكرامتهم واحلامهم ورفضهم العيش تحت الاحتلال.
تدور احداث "قرية الكرامة" فوق اراضي بلدة بيت اكسا الواقعة شمال غربي مدينة القدس وهي بلدة مستهدفة سيطر الاحتلال الاسرائيلي بقوة الحديد والنار على مساحات واسعة من اراضيها.
قرية "الكرامة" التي بادر الى إقامتها اهالي قرية بيت اكسا بمشاركة مجموعة من النشطاء الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب تضم 4 خيام ومسجد قيد الانشاء ، وهي تندرج في اطار الفعل الفلسطيني المقاوم للاحتلال والاستيطان وسياسة مصادرة الاراضي ، كما يقول حسام الشيخ احد النشطاء القائمين على بناء هذه القرية في حديث لـ دوت كوم.
واوضح الشيخ ان هذه المبادرة هي الرد العملي على سياسات الاحتلال الذي يواصل تهويد القدس وسرقة اراضيها وتطويقها بالجدار وعزلها عن محيطها.
واضاف "الاهالي قرروا انشاء رمز للكرامة الفلسطينية والدفاع عن اراضي الدولة الفلسطينية" عقب تسليم الاحتلال الاسرائيلي المواطنين بلاغات تقضي بمصادرة 467 دونما من اراضي بيت اكسا ليستكمل بذلك مصادرة معظم اراضي البلدة لصالح توسيع المستوطنات وبناء مقاطع جديدة من جدار الفصل العنصري الذي ضم نحو 12 الف دونم من اراضي البلدة"، مشيرا الى ان الاحتلال لم يترك لاهالي بيت اكسا سوى 2000 دونم يتطلب الوصول اليها المرور عبر بوابة عسكرية يتحكم جنود الاحتلال بمواعيد فتحها واغلاقها تبعا لمزاجهم واهوائهم.
الوصول الى القرية الصغيرة ذات التضاريس الجبلية الصعبة والرابضة فوق تلة تطل على القدس يحتاج الى فائض من الصبر والاصرار ذلك لان الجدار والمستوطنات والحواجز العسكرية حولتها الى جزيرة معزولة، غير ان من شيدوها يحفظون الطريق اليها عن ظهر قلب وهم يعرفون ايضا ان الارض تتكلم العربية بطلاقة وتعرف كما يعرفون ان الزيتون يهتدي الى غارسه دون كثير عناء او مشقة ولهذا يصعب على لصوص الارض الاهتداء الى كلمة السر التي لا يعرفها سوى الارض واصحابها وهنا تكمن معضلة الاحتلال الذي لا يجيد القراءة بغير العبرية.
القرية الجديدة استقطبت المئات من المتضامنين والنشطاء الذين سارعوا الى زراعة الاشجار في قريتهم الوليدة التي يعرفون ان عمرها قصير ، بيد انهم يعرفون ايضا وبحكم التجربة المجبولة بالالم والامل ان "الكرامة" دقت اوتادها في وعي الاحتلال الذي صار يعلم ان اصحاب الحق والارض لن يتنازلوا عن ارضهم وحقوقهم وهذا هو الفصل الاهم في هذه الرواية التي شارفت كما يبدو على نهايتها.
ليلة امس أغار العشرات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والكراهية على قرية "الكرامة" التي يقطنها ما يقارب 70 ناشطا ليلا ويزورها المئات نهارا، حيث اكتفوا خلال هذه الغارة بتصوير القرية تمهيدا لهدمها وإزالتها ، وذلك حسب ما قال الشيخ الذي اكد ان الاحتلال لن يسمح لهذه القرية بالعيش وهو ينتظر (الاحتلال) اصدار قرار من المحكمة الاسرائيلية العليا التي تستأنف عملها يوم غد الاحد لتنفيذ جريمته بعد الحصول على غطاء "قانوني" يبرر هذه الجريمة.
على خطى اؤلئك الذين سبقوهم الى "باب الشمس"، سار اصحاب رواية "الكرامة"، حيث بات مؤكدا كما تشير الوقائع على الارض ان باب الشمس قد ُفتح ولن يكون في وسع الاحتلال بكل جبروته ان يغلق هذا الباب الذي سيقود حتما الى فلسطين كما حلم بها اهلها.