نار "باب الكرامة" لم تنطفئ رغم تدميرها
بلال غيث
لم تنطفئ نار قرية باب الكرامة التي أشعلها النشطاء منذ تشييد القرية الجمعة الماضي، حتى بعد أن نجح جيش الاحتلال بقوة السلاح دمير القرية بالكامل وتهجير كل ما تواجد فيها، ففور خروج جنود الاحتلال من القرية راح عشرات النشطاء يجمعون الحطب من جديد ليشعلوا النار ونجحوا في ذلك.
واستخدم النشطاء النار للتدفئة في ظل البرد الشديد حيث شيدت القرية على إحدى التلال المصادرة المطلة على مدينة القدس في قرية بيت إكسا التي تبعد عن المدينة المقدسة 5 كيلو مترات.
على الطرف الآخر من القرية راح عشرات النشطاء أيضا يرفعون علم فلسطين الذين كان يعلو بيوت القرية وقام جيش الاحتلال بإنزاله أيضا، وقد التقطوا صورا تذكارية لهم جميعا أثناء قيامهم برفع العلم، في إشارة لانتصارهم على الاحتلال بأيدهم رغم ما حل بقريتهم من دمار.
معنويات النشطاء المتواجدون في القرية المدمرة بدت عالية جدا فهم يصرون على بناء قريتهم من جديد، كما يقول نبيل حبابة منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار الاستيطان، وكما يؤكد زملاؤه المتضامنون من القائمين على بناء القرية سعيد يقين ومحمد نائل ربيع.
ويضيف حبابة:" رغم كل ما حل بنا إلا أننا سنواصل العمل على حماية أرضنا التي صادرها الاحتلال بهدف توسيع مستوطناته السرطانية، وسنواصل إبتداع الطرق السلمية للتغلب على جبروت هذا الاحتلال، وتدمير القرية لن يمنعنا من بنائها مجددا، والاعتداء على كل من تواجد فيها لن يحول دون عدم إنشاء قرى جديدة في كل قطعة أرض يجري مصادرتها.
في ذات السياق، قال سعيد يقين القيادي في حركة فتح، إن حركة فتح تدعم التحرك السلمي ضد الاحتلال والاستيطان، وقريتي بيت إكسا وباب الكرامة مثلتا نموذجا للعالم في الصمود في وجه الاحتلال، حيث تجمع نشطاء من مختلف أنحاء فلسطين والعالم، لا يجمعهم سوى حبهم لفلسطين ورغبهم في مساعدتها على الخلاص من الاحتلال، الذي سيزول في النهاية".
وأضاف أن النشطاء تعرضوا لقمع شديد من قبل سلطات الاحتلال التي أخلت القرية، كما أنهم احتجزوا لقرابة ساعتين في البرد، ولم يسمح لهم بالحركة أو استخدام هواتفهم الخلوية، كما صادر جنود الاحتلال الأغطية التي كانوا يستخدمونها للوقاية من البرد القارص.
في المقابل، أكد رئيس مجلس قروي بيت إكسا كمال حسان، أن المجلس القروي سيقدم كل المساعدات الممكنة لقرية باب الكرامة من أجل إعادة تشييدها خصوصا أنها تطل على القدس وتذكر كل القيادة السياسية في إسرائيل أنها قيادة احتلال، فهم يرون علم فلسطين يرفرف في كل يوم على تل يزعمون أنه ملكهم.
وقال، إن هدم بيت من بيوت الله في باب الكرامة هو اعتداء سافر أيضا على حرية العبادة، إذ بدأت جرافات الاحتلال هدم القرية بهدم المسجد الذي أنشأه النشطاء قبل إنشاء القرية وأقاموا صلاة الجمعة الماضية فيه إيذانا بتشييد قرية باب الكرامة الفلسطينية.
من جانبه، قال الناشط محمد نائل ربيع، إن النشطاء الذين قدموا من مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية ومنعهم جيش الاحتلال من الوصول إلى قرية الكرامة سيعودون إليها متى سنحت لهم الفرصة، وإن الاعتداء الهمجي على من تواجد في القرية يؤكد أن قرية باب الكرامة شوكة في خاصرة الاحتلال، ونحن نقول، "إن القرية ستبقى"