صندوق الانتخابات ووحل الحظيرة ... - جميل ضبابات
تقول حمدة محمد، إنها لا تعرف أن "جيرانها الأعداء"، يقررون اليوم مصير حكومتهم، ومستقبل إسرائيل السياسي، لكن المرأة المتشائمة من مستقبل وجودها المجهول، فقط تريد أن تتخلص من وحل جمعته العاصفة الأخيرة.
على ربوة خضراء، تحت جبل ضاج بحركة اليهود المتدينين، تعيش حمدة في الخمسينات من عمرها. ولأنها لا تتابع الأخبار أبدا، ولا تستمع إلى التحليلات السياسية، فان آخر مفاجئة لها، كانت تنظيم انتخابات إسرائيلية عامة اليوم.
"انتخابات. مش انتخابات. لا يعنيني الأمر. أريد جرافة. جرافة. كي أستطيع الدخول إلى الحظيرة لحلب الأبقار". لكن الأمر في المحيط يبدو معقدا أكثر من ذلك، فعلى بعد مئات الأمتار، وضع يهود راديكاليون لافتة طويلة تدعو إلى التصويت للبيت اليهودي ومنع إقامة دولة فلسطينية.
وقد يفقد تقدم الأحزاب الراديكالية اليهودية في الانتخابات، المكان الذي تقف عليه حمدة. وفي كل الأحوال، فإن أي حكومة إسرائيلية تتمخض عن هذه الانتخابات ليست في وارد حسبان لا حمدة ولا كثير من الفلسطينيين في منطقة ملتهبة مثل الأغوار.
ويعاني الفلسطينيون في المنطقة، من خطر الترحيل والطرد من أرضهم. حمدة وعائلتها وجيرانها تعرضوا للضرب على أيدي مستوطنين راديكاليين جاءت بهم الحكومات اليمينية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة.
عندما فتحت صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة من صباح اليوم الثلاثاء لانتخاب المجلس التاسع عشر للكنيست الإسرائيلية، كانت حمدة قد بدأت قبل ساعتين البحث عن المواشي وسط أكوام من الوحل.
وقالت، "لو دخلت إلى هناك في الصباح كنت سأغرق حتى وسطي".
وتتنافس 32 قائمة على أصوات 5.650.705 صاحب حق اقتراع منهم حوالي 800 ألف عربي.
وتتنافس ثلاث قوائم عربية على أصوات الناخبين العرب، لكن حسب استطلاعات الرأي في الوسط العربي فإن نسبة المصوتين العرب لن تتجاوز الـ50% بالرغم من محاولة القوائم العربية وفي اللحظة الأخيرة إقناع الناخبين العرب بالخروج إلى صناديق الاقتراع.
واستطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت أربعة أيام قبل فتح الصناديق تشير إلى أن حزب الليكود بيتنا سيحصل على 32 مقعدا، وحزب العمل 16، والبيت اليهودي 14، ويش عتيد 12، وهتنوعه 11، وميرتس 6، والقوائم العربية 11، وكديما 2، وشاس 12، ويهدوت هتوراة 6 .
ويسرى بعمق شعور بالإحباط أوساط الفلسطينيين بسبب تناقص فرص إحلال السلام.
ذاتها حمدة، تعتبر إزالة الوحل في حظيرة كي تتحرك بسهولة عندما تجمع المواشي أكثر أهمية من ما ستقرره صناديق الاقتراع في مستوطنتي "روتم" و"مسكيوت" على بعد أمتار من الحظيرة. فتحصيل حاصل، سيصوت هؤلاء المستوطنين لصالح بناء وتوسيع مستوطناتهم.
ويشهد محيط المستوطنين عمل دؤوب لفرق بناء. وتظهر المباني فيهما تشرف بشكل مباشر على ساحة نزل عائلة حمدة. إنه التصويت المباشر على قرار البقاء والتوسع وطرد السكان.
"لا أعرف البيت اليهودي. لا أعرف عن الانتخابات. أنا فقط أعرف بيتي وهذه الوحول". وترمي حمدة بكل قوتها حجرا في وسط بركة مياه ملوثة بروث الحيوانات".
" هذه هي الانتخابات. إنهم يجهزون المباني ونعيش نحن في ظلالها القاتمة. إنهم يمتدون على كل الجبال". وعلى مرأى من المرأة يهبط عشرات من المستوطنين بعضهم مسلح عبر طريق ترابية محاذية للحظيرة الموحلة. ويشد المشهد انتباه أطفال يقفون وسط ساحات المساكن الهشة التي يسكنها الرعاة.
" احتمال أن يطردونا" قالت حمدة. يؤكد الأمر جيرانها الذين يباشرون بين الحين والآخر النظر ومراقبة رحلات سياحية يقوم بها المستوطنون في محيط مساكنهم.
وليس هناك واقع موحل أكثر من هذا الواقع أمام ناظري حمدة التي تقضي نهارها في تنظيف الساحات من الأتربة والأوحال. وعلى الطرف الآخر من الشارع كان عدي زامل أيضا ينظف الأوحال، وهو الآخر مثل غيره، لم يسمع شيئا عن الانتخابات الإسرائيلية.
يبدو الفلسطينيون غير مكترثين بالمعركة الانتخابية الإسرائيلية، لكن في المستوطنات الزراعية على امتداد منطقة الغور، تظهر حركة نشطة للسيارات التي تدخل وتخرج من المستوطنات في يوم انتخابي نشط.
لكن ذلك، لم يمنع عدي من إكمال تنظيف الوحل، ولم يمنع حمدة من انتظار الجرافة كي تخرج أكوام الأوحال من حظيرة الأبقار، كي تستطيع إكمال يومها بأقل قدر من المشقة رغم فقدان الأمل بالسلام." أي سلام. أي سلام مع هؤلاء" قال عدي وهو ينظر إلى عشرات من المستوطنين المسلحين يقضون نهارا مشمسا بعيدا عن الساحات الموحلة.
zaعلى ربوة خضراء، تحت جبل ضاج بحركة اليهود المتدينين، تعيش حمدة في الخمسينات من عمرها. ولأنها لا تتابع الأخبار أبدا، ولا تستمع إلى التحليلات السياسية، فان آخر مفاجئة لها، كانت تنظيم انتخابات إسرائيلية عامة اليوم.
"انتخابات. مش انتخابات. لا يعنيني الأمر. أريد جرافة. جرافة. كي أستطيع الدخول إلى الحظيرة لحلب الأبقار". لكن الأمر في المحيط يبدو معقدا أكثر من ذلك، فعلى بعد مئات الأمتار، وضع يهود راديكاليون لافتة طويلة تدعو إلى التصويت للبيت اليهودي ومنع إقامة دولة فلسطينية.
وقد يفقد تقدم الأحزاب الراديكالية اليهودية في الانتخابات، المكان الذي تقف عليه حمدة. وفي كل الأحوال، فإن أي حكومة إسرائيلية تتمخض عن هذه الانتخابات ليست في وارد حسبان لا حمدة ولا كثير من الفلسطينيين في منطقة ملتهبة مثل الأغوار.
ويعاني الفلسطينيون في المنطقة، من خطر الترحيل والطرد من أرضهم. حمدة وعائلتها وجيرانها تعرضوا للضرب على أيدي مستوطنين راديكاليين جاءت بهم الحكومات اليمينية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة.
عندما فتحت صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة من صباح اليوم الثلاثاء لانتخاب المجلس التاسع عشر للكنيست الإسرائيلية، كانت حمدة قد بدأت قبل ساعتين البحث عن المواشي وسط أكوام من الوحل.
وقالت، "لو دخلت إلى هناك في الصباح كنت سأغرق حتى وسطي".
وتتنافس 32 قائمة على أصوات 5.650.705 صاحب حق اقتراع منهم حوالي 800 ألف عربي.
وتتنافس ثلاث قوائم عربية على أصوات الناخبين العرب، لكن حسب استطلاعات الرأي في الوسط العربي فإن نسبة المصوتين العرب لن تتجاوز الـ50% بالرغم من محاولة القوائم العربية وفي اللحظة الأخيرة إقناع الناخبين العرب بالخروج إلى صناديق الاقتراع.
واستطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت أربعة أيام قبل فتح الصناديق تشير إلى أن حزب الليكود بيتنا سيحصل على 32 مقعدا، وحزب العمل 16، والبيت اليهودي 14، ويش عتيد 12، وهتنوعه 11، وميرتس 6، والقوائم العربية 11، وكديما 2، وشاس 12، ويهدوت هتوراة 6 .
ويسرى بعمق شعور بالإحباط أوساط الفلسطينيين بسبب تناقص فرص إحلال السلام.
ذاتها حمدة، تعتبر إزالة الوحل في حظيرة كي تتحرك بسهولة عندما تجمع المواشي أكثر أهمية من ما ستقرره صناديق الاقتراع في مستوطنتي "روتم" و"مسكيوت" على بعد أمتار من الحظيرة. فتحصيل حاصل، سيصوت هؤلاء المستوطنين لصالح بناء وتوسيع مستوطناتهم.
ويشهد محيط المستوطنين عمل دؤوب لفرق بناء. وتظهر المباني فيهما تشرف بشكل مباشر على ساحة نزل عائلة حمدة. إنه التصويت المباشر على قرار البقاء والتوسع وطرد السكان.
"لا أعرف البيت اليهودي. لا أعرف عن الانتخابات. أنا فقط أعرف بيتي وهذه الوحول". وترمي حمدة بكل قوتها حجرا في وسط بركة مياه ملوثة بروث الحيوانات".
" هذه هي الانتخابات. إنهم يجهزون المباني ونعيش نحن في ظلالها القاتمة. إنهم يمتدون على كل الجبال". وعلى مرأى من المرأة يهبط عشرات من المستوطنين بعضهم مسلح عبر طريق ترابية محاذية للحظيرة الموحلة. ويشد المشهد انتباه أطفال يقفون وسط ساحات المساكن الهشة التي يسكنها الرعاة.
" احتمال أن يطردونا" قالت حمدة. يؤكد الأمر جيرانها الذين يباشرون بين الحين والآخر النظر ومراقبة رحلات سياحية يقوم بها المستوطنون في محيط مساكنهم.
وليس هناك واقع موحل أكثر من هذا الواقع أمام ناظري حمدة التي تقضي نهارها في تنظيف الساحات من الأتربة والأوحال. وعلى الطرف الآخر من الشارع كان عدي زامل أيضا ينظف الأوحال، وهو الآخر مثل غيره، لم يسمع شيئا عن الانتخابات الإسرائيلية.
يبدو الفلسطينيون غير مكترثين بالمعركة الانتخابية الإسرائيلية، لكن في المستوطنات الزراعية على امتداد منطقة الغور، تظهر حركة نشطة للسيارات التي تدخل وتخرج من المستوطنات في يوم انتخابي نشط.
لكن ذلك، لم يمنع عدي من إكمال تنظيف الوحل، ولم يمنع حمدة من انتظار الجرافة كي تخرج أكوام الأوحال من حظيرة الأبقار، كي تستطيع إكمال يومها بأقل قدر من المشقة رغم فقدان الأمل بالسلام." أي سلام. أي سلام مع هؤلاء" قال عدي وهو ينظر إلى عشرات من المستوطنين المسلحين يقضون نهارا مشمسا بعيدا عن الساحات الموحلة.