"لبنى حنش".. طالبة العلوم السياسية التي ُقصفت احلامها على عشب الربيع المبكر!!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
غسان عبد الحميد- وهي تخطو على الممشى الظليل إلى كلية فلسطين التقنية في العروب، قبل أن يتناثر دمها على أعشاب الربيع التي بزغت مبكرا، لم تكن طالبة العلوم السياسية في جامعة القدس لبنى منير حنش حلمت من قبل، أن الموت سيباغتها "هنا" بالرصاص الإسرائيلي ؛ الذي يقتل بدم بارد ثم يبحث عن ذريعة ...
غير واحد ممن هرعوا من ساحة كلية العروب إثر سماعهم صوت الرصاص لإسعاف الشهيدة لبنى الحنش من بيت لحم ( 22 عاما ) و صديقتها الجريحة سعاد خليل جعارة من مخيم العروب ( 38 عاما )، قالوا لـ"القدس دوت كوم" أن الجنديين ( أو المستوطنين ) الإسرائيليين اللذين ترجلا من سيارة بيضاء من نوع "تويوتا كورولا" كانت تسير على الشارع الرئيس القدس – الخليل، شرعا في إطلاق الرصاص من على مسافة تزيد على 150 مترا من مكان تواجد الشهيدة و صديقتها ، مشيرين إلى أن جنود الإحتلال الذي حضروا إلى المكان بعد وقت قصير حالوا دون وصولهم إليها وهي مسجاة بين الموت والحياة .. إلى أن قدمت سيارة إسعاف بعد أكثر من 10 دقائق و نقلتها إلى المستشفى الأهلي بالخليل حيث لفظت أنفاسها هناك .
المواطن خالد أبو عياش من بلدة بيت أمر الذي كان من بين من حاولوا إسعاف الشهيدة "حنش"، أشار بكلمات يلفها الأسى، إلى أنه شاهد لبنى وهي في ساحة الكلية قبل نصف ساعة فقط من اصطيادها بالرصاص، لافتا إلى أنها أصيبت برصاصة قاتلة في رأسها، فيما أصيبت صديقتها برصاصة في يدها اليمنى، بينما كانتا تغادران الكلية .
قالت عائلة لبنى التي " شربت حصتها الأخيرة من هواء البلاد قبل أن يهل الربيع" – قبل أن تكمل سنتها الرابعة في تخصص العلوم السياسية بجامعة القدس التي - قالت أن الشهيدة كانت في زيارة لشقيقتها المتزوجة والمقيمة في مخيم العروب، غير أن الأخيرة لم تتمكن من نظرة وداع بسبب منع الشهيدة من دخول المخيم من قبل الجنود "المرابطين" بشكل دائم على مدخله، فيما لم تصل على طريق العودة إلى منزل العائلة في "جبل الموالح" ؛ لتكمل ما تيسر لها من طريق أطول كانت تزرع ضفافه بالأحلام التي لا تنتهي .
بخلاف الذريعة التي أعلنها ناطق باسم جيش الاحتلال عن أن الشهيدة لبنى حنش كانت "حاولت إلقاء زجاجة حارقة على سيارة إسرائيلية"، أكد مواطنون تواجدوا في المنطقة و في الكلية حيث كانت تتواجد قبل لحظات من إطلاق الرصاص عليها و قتلها بدم بارد – أكدو أن أي مواجهات أو إلقاء حجارة أو زجاجات على سيارات إسرائيلية لم يحدث في المنطقة بالتزامن.. فيما ذكر الناطق إياه – كما العادة بعد كل جريمة قتل تطال الفلسطينيين – "أن تحقيقا سيجري في الحادث" !!
هل من أحد يتذكر – على قاعدة الشيء بالشيء يذكّر – أية نتائج أعلنها جيش الإحتلال لتحقيقات كان زعم أنه سيجريها بعد كل جريمة قتل باردة كان ضحيتها فلسطيني أو فلسطينية..؟!! / سؤال تطرحه جريمة قصفت أحلام جميلة كانت ترعاها لبنى حنش، الطالبة التي قتلها الرصاص الإسرائيلي قبل أن تعيش ربيعا آخر...