الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

رئيس تحرير "هآرتس": الناخبون في اسرائيل سددوا ضربة موجعة لنتنياهو اوقفت الانجراف نحو اليمين

معاريف تسخر من نتنياهو برسم كاريكاتوري يصفه بملاكم فاشل

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم الخميس مقالاً كتبه لها رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الوف بن عن نتائج الانتخابات العامة الاسرائيلية الاخيرة التي اجريت اول من امس الثلاثاء يتحدث فيه عن بروز يائير لابيد على المسرح السياسي الاسرائيلي كـ"صانع ملك" ذي دور مؤثر في تشكيل الائتلاف الحكومي القادم برئاسة بنيامين نتنياهو. ويقول بن ان اختبار لابيد سيكون مدى قدرته على جر نتنياهو نحو سياسة خارجية معتدلة (تجاه الفلسطينيين).
وهنا نص المقال:
"سدد الناخبون الاسرائيليون ضربة موجعة الى بنيامين نتنياهو في انتخابات الثلاثاء، واوقفوا انجراف البلاد المقلق نحو اقصى اليمين. ومن المرجح ان يحتفظ رئيس الوزراء الحالي بمنصبه ولكن كتلته السياسية فشلت في وضع توسيع مستوطنات الضفة الغربية على قمة الاجندة الوطنية والتضحية بالحقوق المدنية لصالح حكم الغالبية.
ووضع نجم الانتخابات الصاعد، يائير لابيد، نفسه في موقع الصانع الجديد للملك في اسرائيل وسيكون اللاعب الرئيسي في الائتلاف الحاكم المقبل. وقد وعد لابيد ناخبيه بشيء واحد: الاحوال العادية – اي ان تعيشوا في اسرائيل كما لو كنتم تعيشون في اوروبا الغربية او اميركا الشمالية، بوجود حكومة تهتم بالتعليم، والإسكان والفرصة الاقتصادية، بدلاً من الاهتمام ببرنامج ايران النووي او الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني.
في منتصف ولايته الاخيرة لاربع سنوات فقد "بيبي"، السياسي البارع المفترض، صلته بالجمهور الاسرائيلي. ولعدم وجود منافس يستطيع تحدي سلطته، تصرف كمحتكر يتجاهل الزبائن. وتصرف نتنياهو، وهو ينظر الى نفسه كمنقذ الشعب اليهودي من غضب قنابل ايران الذرية – وكتجسيد اسرائيلي لبطله، ونستون تشرتشل – مثل ملك يهودا. وقد بقي ثابتاً على هذه الرسالة خلال الحملة الانتخابية التي اظهرت صورته تحت الشعار الفارغ "رئيس وزراء قوي لاسرائيل قوية"، ولكنه اخفق في صوغ برنامج سياسي. وبدلاً من مخاطبة الجمهور، عقد نتنياهو صفقةً مع افيغدور ليبرمان، الذي كان وزير خارجيته آنذاك، لدمج حزبيهما معاً للانتخابات. وقد ضمن هذا فوزه، ولكنه اثار نفور الناخبين.
ولم يكن الجمهور راضياً عن موقف نتنياهو، فارسل في صيف 2011 اشارة تحذير قوية الى رئيس الوزراء. وزحف مئات الوف الاسرائيليين في شوارع تل ابيب ومدن اخرى في ثورة غير مسبوقة للطبقة الوسطى ضد كلفة المعيشة المرتفعة، وكلفة العقارات بصورة خاصة.
ورد نتنياهو بتعيين لجنة ودفن القضية ، بينما رتب صفقة تبادل للسجناء مع "حماس" اعادت غلعاد شاليط الى بيته من الاسر في غزة. وقد زادت مناورته هذه من شعبيته لفترة قصيرة، ولكنه اخفق في معالجة الاسباب الكامنة وراء الاحتجاج.
لم يسع المحتجون الى ازاحة نتنياهو عن منصبه. لقد ارادوا "بيبي" افضل، واكثر اصغاءً واكثر شفقةً. وقد جلبوا الى المقدمة صحافيأً وصحافية تحولا الى سياسيين: شيلي ياتشيموفيتش التي فازت بمنصب رئيسة حزب العمل، ولابيد الذي شكل حزباً وسطياً جديداً، "يش اتيد" (هناك مستقبل). وجادل النجمان التلفزيونيان السابقان بأنهما يفهمان عقلية الجمهور افضل مما يفهمها الحرس القديم المكون من نتنياهو وطبقته. وهما يريان في تحليلهما ان الاسرائيليين ليس لديهم اي اهتمام بالقضية الفلسطينية والمستوطنات، وانهم يتوقون بدلاً من ذلك الى الامن الاقتصادي والى تعليم افضل.
وحدد لابيد في عموده الصحافي الاسبوعي – الذي كان يُقْرَأ على نطاق واسع في اسرائيل – وفي برامجه التلفزيونية النقاشية – التيار الاسرائيلي الرئيسي واصبح الصوت المعبر عنه. وتحفل اجندته بما يبدو انه تناقضات: فهو قومي معجب بالجيش، ولكنه يرى اسرائيل كجزء من الغرب وثقافته. وهو علماني يسعى الى كسر الحكم التعليمي الذاتي لغلاة المتدينين الارثوذكس، واعفاءهم من الخدمة العسكرية وقوتهم السياسة، ولكنه يحترم التقاليد اليهودية. وهو يؤيد حل الدولتين، ولكنه متشكك في القيادة الفلسطينية. وهو يتعاطف مع "عبيد" الطبقة الوسطى بينما يقود سيارة فاخرة. ويضع التعليم في المقام الاول، من دون ان يكون حاصلاً حتى على شهادة دراسة ثانوية.
ولكنه خاض حملةً يقتدى بها، وحرص على ان لا يفقد زخماً بسبب مشاجرات عديمة الجدوى او اثارة نفور مؤيديه – بينما ادارت ياتشيموفيتش ظهرها لتركة حزبها السلمية في جهد عقيم لكسب ناخبين من اليمين. ويعتبر انجاز لابيد باهراً الى حد اكبر بالنظر الى خبرته العسكرية والسياسية صفرية. وهو، ببساطة، اعطى ناخبيه ما ارادوا ان يسمعوه.
ويثير هذا السؤال الاساسي في اعقاب نتائج الثلاثاء: هل بوسعك حقاً ان تعيش في تل ابيب وتشعر بأنها برلين، من دون احتلال ومستوطنات على بعد 20 دقيقة؟ هل تستطيع اسرائيل ان تعزل نفسها وراء اسلاك وخرسانة وان تصلح تعليمها وبرامجها الاجتماعية وكأنْ لا وجود للفلسطينيين؟ ان لهذا وقعاً جيداً في حملة انتخابية، ولكنه منفصل عن الحياة الحقيقية. وبناءً على هذا فان اختبار لابيد سيكون قدرته على جر نتنياهو نحو سياسة خارجية معتدلة، وعدم القبول بتعهدات فارغة باصلاحات دستورية واجتماعية مقابل مؤازرة "ليكود".
ان محادثات تشكيل الائتلاف هي اللعبة النهائية في الانتخابات الاسرائيلية، وينتظر المبتدىء في الميدان السياس لابيد الآن لعبة بوكر حامية مع الحاذق في لعبة البقاء، نتنياهو".

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024