بعد عشرون عاما من العذاب والمعاناة والانتظار... أم أيمن شعت تتهيأ لاحتضان فلذة كبدها
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رفح – عطية شعت
بعد حوالي ثلاثون يوما تقريبا وبالتحديد يوم الثامن والعشرون من شهر فبراير القادم ، ستكون أم أيمن شعت (55 )عاما من محافظة رفح جنوب القطاع ، على موعد طال انتظاره عشرون عاما مع ابنها الأسير أيمن .
أم أيمن والتي تتهيأ منذ شهور لاستقبال ابنها البكر قالت :" لقد عشت (20) عاما وأنا انتظر لحظة احتضان ابني وضمه لصدري فهي الفرحة التي ليست بعدها فرحة .
وتصف شعت شعورها خلال السنوات الماضية فتقول :" عشت أياما قاسية بكيت خلالها حتى جفت دموعي وخاصة أن ابني اعتقل وهو في سن مبكرة لم يتعدى عمره وقتها(16) عاما وامضي فترة طويلة من محكوميته فى السجن الانفرادي ،مشيرة الى انه تعرض فى بداية اعتقاله لتحقيق قاسى جدا صمد خلاله عدة شهور رغم صغر سنه وقتها .
وتضيف أم الأسير كلما مرت علينا في البيت مناسبة حلوة وفى الأعياد وفى شهر رمضان أتذكره وابكي واشعر بفقدانه بيننا،فقد تزوج إخوانه الأربعة الأصغر منه ولكن فرحتي كانت منقوصة ولن تكتمل الا بوجوده بيننا،ومن ثم اختيار بنت الحلال،وعندها سيكون حلم حياتى والفرحة الكبرى التى طالما حلمت بها قد تحققت ، وهى رؤيته عريسا وأولاده وهم يلعبون حولي كباقي أولاد إخوانه."
أيمن شعت يعتبر أقدم أسير بمحافظة رفح بدأ مشاوره النضالي بسن مبكرة جدا فقد كان احد قيادات صقور فتح الجناح العسكري لحركة فتح زمن الانتفاضة الأولي 1987 ،اعتقل فى سن السادسة عشر مع شقيقه أمين خمسة عشر عاما (أسير محرر قضى 12 عاما ) ، على خلفية مشاركتهما بقتل ضابط إسرائيلي برتبة مقدم ،وصدر بحقه حكماً بالسجن المؤبد، ونظرا لصغر سنهما تم الاستئناف وتخفيف حكم المؤبد الى (20) عاما لايمن ،(12) عام لأخيه أمين ، إلا أن الاحتلال تعمد الانتقام منه عدة مرات ورفض خروجه ضمن أفواج افراجات السلام او تبادل الأسرى.
نضال داخل السجون
لم يتوقف العمل النضالي للأسير أيمن بل زاده السجن وتعسف السجان إصرار على مواصلة نضاله من خلف القضبان فقد تولى عدة مهام تنظيمية كان أخرها عضو لجنة مركزية بسجن نفحة، وقد خاض مع زملائه عدة أضربات عن الطعام وقاد الحركة الأسيرة في أكثر من موضع في مواجهة تعنت إدارة السجون وفى إطار نضالها المستمر لانتزاع حقوقها .
أطفال بثوب الرجال
خضع الأسير أيمن وأخوه أمين لأبشع أنواع التحقيق ولم يرحم الاحتلال صغر سنهما في ذلك الوقت وانهم لم يتجاوزا السن القانوني ،فهم حسب اتفاقيات الدولية كانوا في ذلك الوقت أطفال ( ايمن 16 عاما وامين 15 عاما )، ضاربين عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية واتفاقية جنيف ،وتم الحكم عليهما بالمؤيد ،وامتد الأذى لأسرتهم حيث أغلق الاحتلال منزلهم وقام بتشريدهم ،ليسكنوا الخيام.
ثلاث سنوات من العزل الانفرادي
بسبب مواجهته المستمرة مع إدارة السجون من اجل انتزاع الحقوق لإخوانه الأسرى الذي كان يقلصها السجان عاما بعد أخر ،تم معاقبته بالعزل الانفرادي تحت الأرض ثلاث سنوات متواصلة في عزل نيتسان داخل سجن الرملة ،ولم يكتفوا بهذا العقاب فقد حرموه ايضا من مواصلة دراسته الجامعية بعد ان درس عامين في الجامعة العبرية ، إضافة إلى حرمانه من رؤية أسرته منذ ما يقرب من 12 عاما وهذه احد أساليب العقاب الذي تفرضها السياسة الإسرائيلية ومصلحة السجون بحجة المنع الأمني .
حرمان من العلاج .
يذكر أن إدارة سجون الاحتلال قد ضاعفت من عقاب الأسير شعت بحرمانه من ابسط حقوقه كأسير ،المتمثل بحقه في العلاج ،فقد دخل شعت الأسر وهو مصاب بعدة طلاقات بالرصاص الحي في أنحاء جسده كان قد أصيب بها في الانتفاضة الأولي برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح ،وقد تفاقمت جروحه بسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجون الاسرائلية .