أنفاق غزة: الخبز مغمساً بالموت
حازم عرام..وقد عاين الموت، ثم نجا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد الأسطل - يحاول الغزيون كسر حصارهم بأنفاق يحفرونها لكسب لقمة عيشهم، وهم يعلمون أن ما يحفرونه بأيديهم ربما يكون قبورهم خلال ثوانٍ.
ساعات الموت التي قضاها حازم عرام (25 عاماً) في أحد الأنفاق ما زالت ماثلةً أمام ناظريه، إذ لم يغادر مخيلته مشهد تهاوي أحدها عليه، رغم أنه الآن بين أهله وأصدقائه بعد شهر من تلك الحادثة.
حازم الذي لم تطأ قدماه منطقة الأنفاق منذ تلك الحادثة، سرد لـ دوت كوم تفاصيل الموت الذي حلق فوقه كالطير لكنه أخذ أربعةً من أصدقائه وتركه يروي لحياته قصة موته.
بدأت الحكاية مع انتهاء موجة الأمطار الأخيرة، إذ عاد إلى النفق الذي يعمل فيه لتهيئته مجددا، بعد تعرضه لانهيارات جراء شدة الأمطار، فنزل بعض زملائه إلى الأسفل وبقي هو وآخر عند فتحة النفق، ليحدث انهيار مفاجئ، فسقطا معاً في منتصف النفق وبقيا عالقين بين الرمال التي أحاطت بهما من كل جانب.
عندها شعر حازم أنه على موعد مع الموت المحقق الذي حاول الفرار منه أكثر من مرة، إلا أن "المكتوب ما عنه مهروب" كما يقول حازم، والنجاة تبدو صعبة هذه المرة، فأي تحريك للنفق سيؤدي إلى سقوطه بالكامل، بعد أن كان رأسه هو الوحيد الحر بين رمال، فظل ساعات طويلة يحاول تحريك يديه بهدوء حتى نزلت عليه رحمة ربه على هيئة حبل ربطه على جسده ليسحبه من في الأعلى.
يقول حازم "كنت أنطق بالشهادتين كل لحظة، لأنه لم يكن أمامي إلا الموت، فحالة كهذه لم ينج منها أحد، عندها بدأت أتذكر سريعاً كل ما حدث معي منذ بدأت العمل في الأنفاق قبل تسع سنوات، تذكرت عائلتي وأصدقائي، تذكرت كل من نصحني بعدم العمل في الأنفاق".
ويضيف: "ما زلت غير مصدق أنني لم أمت، هذه التجربة كانت أقسى ما عشته في حياتي، ولا يمكن للكلمات اختصار لحظات الموت، فيكفي الشعور بأن أنفاسك قد تتوقف في أي لحظة .. ستموت قبل أوانك !".
حازم الذي كان يستقبل أصدقاءه في منزله، بدا هادئاً وهو يبادلهم الحديث، إذ اعتادوا على زيارته بصورة يومية منذ تلك الحادثة التي تعرض لها، لمساعدته في العودة إلى حياته الطبيعية، التي انقلبت رأساً على عقب بعد الحادثة، فلم يعد يرغب في الخروج أو العمل، كما أن شخصيته المائلة إلى الضحك والمرح اختفت، وحل مكانها الهدوء، حسب ما ذكر أحد أصدقائه.
صديق حازم يروي "انقلابات" صديقه قائلا إن "حازم الآن، ليس هو الشخص الذي كان قبل حادثة الموت، هو الآن منطوٍ إلى حد كبير وهادئ، ويبتعد عن الجميع، بل يرفض الحديث عن الأنفاق، وهو الموضوع الذي لم يغادر مجالسنا منذ سنوات".
ورغم أن كثيرا من أصدقائه وأقربائه فقدوا في الأنفاق إلا أن حازم "قرر عدم العودة إلى العمل في الأنفاق مهما كانت الظروف، أو الحاجة إلى هذا العمل، لأن محاولاته الحثيثة لتوفير لقمة العيش، كانت ستودي به لولا قدر الله عز وجل"، بحسب ما يذكر صديقه.
لم ينسَ حازم أن يوجه النصيحة إلى كل من يعمل في الأنفاق، بأن يتوقف عن ذلك الآن وقبل أن يفقد حياته في لحظة واحدة، "صحيح أن متطلبات الحياة كثيرة، لكن أسباب الموت في الأنفاق أكثر من غيرها"، محملا الجهات المختصة مسؤولية فتح مجالات آمنة للعمل.
zaمحمد الأسطل - يحاول الغزيون كسر حصارهم بأنفاق يحفرونها لكسب لقمة عيشهم، وهم يعلمون أن ما يحفرونه بأيديهم ربما يكون قبورهم خلال ثوانٍ.
ساعات الموت التي قضاها حازم عرام (25 عاماً) في أحد الأنفاق ما زالت ماثلةً أمام ناظريه، إذ لم يغادر مخيلته مشهد تهاوي أحدها عليه، رغم أنه الآن بين أهله وأصدقائه بعد شهر من تلك الحادثة.
حازم الذي لم تطأ قدماه منطقة الأنفاق منذ تلك الحادثة، سرد لـ دوت كوم تفاصيل الموت الذي حلق فوقه كالطير لكنه أخذ أربعةً من أصدقائه وتركه يروي لحياته قصة موته.
بدأت الحكاية مع انتهاء موجة الأمطار الأخيرة، إذ عاد إلى النفق الذي يعمل فيه لتهيئته مجددا، بعد تعرضه لانهيارات جراء شدة الأمطار، فنزل بعض زملائه إلى الأسفل وبقي هو وآخر عند فتحة النفق، ليحدث انهيار مفاجئ، فسقطا معاً في منتصف النفق وبقيا عالقين بين الرمال التي أحاطت بهما من كل جانب.
عندها شعر حازم أنه على موعد مع الموت المحقق الذي حاول الفرار منه أكثر من مرة، إلا أن "المكتوب ما عنه مهروب" كما يقول حازم، والنجاة تبدو صعبة هذه المرة، فأي تحريك للنفق سيؤدي إلى سقوطه بالكامل، بعد أن كان رأسه هو الوحيد الحر بين رمال، فظل ساعات طويلة يحاول تحريك يديه بهدوء حتى نزلت عليه رحمة ربه على هيئة حبل ربطه على جسده ليسحبه من في الأعلى.
يقول حازم "كنت أنطق بالشهادتين كل لحظة، لأنه لم يكن أمامي إلا الموت، فحالة كهذه لم ينج منها أحد، عندها بدأت أتذكر سريعاً كل ما حدث معي منذ بدأت العمل في الأنفاق قبل تسع سنوات، تذكرت عائلتي وأصدقائي، تذكرت كل من نصحني بعدم العمل في الأنفاق".
ويضيف: "ما زلت غير مصدق أنني لم أمت، هذه التجربة كانت أقسى ما عشته في حياتي، ولا يمكن للكلمات اختصار لحظات الموت، فيكفي الشعور بأن أنفاسك قد تتوقف في أي لحظة .. ستموت قبل أوانك !".
حازم الذي كان يستقبل أصدقاءه في منزله، بدا هادئاً وهو يبادلهم الحديث، إذ اعتادوا على زيارته بصورة يومية منذ تلك الحادثة التي تعرض لها، لمساعدته في العودة إلى حياته الطبيعية، التي انقلبت رأساً على عقب بعد الحادثة، فلم يعد يرغب في الخروج أو العمل، كما أن شخصيته المائلة إلى الضحك والمرح اختفت، وحل مكانها الهدوء، حسب ما ذكر أحد أصدقائه.
صديق حازم يروي "انقلابات" صديقه قائلا إن "حازم الآن، ليس هو الشخص الذي كان قبل حادثة الموت، هو الآن منطوٍ إلى حد كبير وهادئ، ويبتعد عن الجميع، بل يرفض الحديث عن الأنفاق، وهو الموضوع الذي لم يغادر مجالسنا منذ سنوات".
ورغم أن كثيرا من أصدقائه وأقربائه فقدوا في الأنفاق إلا أن حازم "قرر عدم العودة إلى العمل في الأنفاق مهما كانت الظروف، أو الحاجة إلى هذا العمل، لأن محاولاته الحثيثة لتوفير لقمة العيش، كانت ستودي به لولا قدر الله عز وجل"، بحسب ما يذكر صديقه.
لم ينسَ حازم أن يوجه النصيحة إلى كل من يعمل في الأنفاق، بأن يتوقف عن ذلك الآن وقبل أن يفقد حياته في لحظة واحدة، "صحيح أن متطلبات الحياة كثيرة، لكن أسباب الموت في الأنفاق أكثر من غيرها"، محملا الجهات المختصة مسؤولية فتح مجالات آمنة للعمل.