20 طفلا مهددون بالتراب القادم من السماء في رام الله !!!!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بلال غيث
لا يبدو مشهدا معتادا في بلادنا، لكنه مشهد حقيقي سجل بالفعل في مدينة رام الله، وفي حي الإرسال تحديدا، حيث تجلس الطفلتان سارة نبهان عثمان (7 سنوات)، ويارا (5 سنوات) تحملان مظلة للاحتماء من المطر المنهمر عليهما من سقف منزلهما وتتابعان الرسوم المتحركة على التلفاز، هما لا تعلمان أن ما يحصل غير طبيعي، فقد اعتادتا على المياه المنهمرة في المنزل من الحديقة المقامة على سقفه، والتي أقامها أحد القاطنين هناك.
القادم إلى البناية السكنية التي تقطن فيها الطفلتان يلحظ أشجار نخيل صغيرة تلف العمارة في الطابق الخامس، تحيط بشقة بنيت وسط البناية السكنية، ويسقفها القرميد الأحمر، يبدو منظرا جميلا بالفعل، لكنه حول حياة عائلة نبهان عثمان إلى "كابوس لا يمكن تخيله"، كما تقول أم الطفلتين ليالي بصة، والتي تشير إلى 20 طفلا يسكنون البناية باتوا مهددين في حال انهيار سقف الشقة.
حديقة تطل على الساحل
وتضيف ليالي "بدأت القصة قبل سنوات عندما قام جارنا الذي يسكن فوقنا بوضع التراب على سطح منزلنا، لعمل حديقة جميلة تطل على الساحل بشكل مخالف للقانون، ورويدا رويدا أصبحت المياه تتسرب من سقف المنزل، لدرجة أنه بات من المتعذر السكن فيه. لكنا لا نملك مكانا آخر نذهب إليه".
وتضيف ليالي: "توجهنا إلى الجهات المختصة في البلدية مثل المحافظة وغيرها من الجهات التنفيذية، وقمنا برفع دعوى ضد جارنا لإجباره على إزالة التراب من سطح منزلنا، لكن شيء لم يحدث، بل ازداد الوضع سوءا وأصبحت قضبان الحديد التي تحمل سقف المنزل تصدأ بشكل كبير، لدرجة دفعت لجان هندسية مختصة إلى الطلب منها ضرورة إخلاء المنزل فورا، لأنه بات يشكل خطرا على عائلتي وعلى جميع قاطني العمارة، وفي حال انهياره يمكن أن يدمر العمارة بالكامل".
وتشير الأم إلى أنها باتت تخشي على مستقبل عائلتها، ولم يعد بمقدورها البقاء في المنزل كما انه من المتعذر تركه خصوصا أن العائلة قامت بالاقتراض من ثلاث جهات من أجل تجهيز شقة العمر".
وتتحدث ليالس عن أيد خفية تتبع هذه القضية وتوقفها في كل الجهات الرسمية التي تتوجه إليها، وكان ذلك بداية في النيابة العامة عندما رفعت دعوى ضد جارها، وأخبرتها النيابة العامة أنه جرى سحب القضية ولم يتم التعامل معها.
وتقول، "توجهت إلى البلدية بشكوى شفهية، وكان الرد أن هذا الأمر ليس من اختصاصها، عدت وتوجهت بعد ذلك بشكوى رسمية مكتوبة من أجل وضع حد لما يحدث في منزلنا، ووعدت بمتابعة الموضوع ولم يحدث جديد".
لم تترك العائلة بابا إلا وطرقته، فتوجه رب الأسرة نبهان عثمان إلى محافظة رام الله والبيرة، ويقول إنه جرى تشكيل لجنة بشكل سريع وبعد الكشف عن المنزل أصدرت اللجنة قرارا بضرورة إزالة التراب على الفور لما يشكله من خطر على العائلة، لكن ذلك لم يحدث أيضا.
ويحمل عثمان مجموعة من التقارير إحداها موقعة من مكتب "نواه" الهندسي في مدينة رام الله ومصادق عليه من نقابة المهندسين، يشير إلى أن عمق الحديقة يصل إلى 50 سم من التراب، وأن سقاية النباتات والأمطار تسببت في تسريب مياه إلى الشقة الواقعة أسفلها وإلى زيارة أحمال السقف، وأن ذلك سيكون سبب في سقوطه.
ويخلص التقرير إلى أن الرطوبة وتسرب المياه سببتا مكرهة صحية في الشقة، وأخطار على تمديدات الكهرباء في السقف، وأن وجود الأحمال الزائدة من الأتربة والأحواض والأشجار والمياه يشكل خطورة إنشائية على السقف خاصة مع تشكل الصدأ في حديد التسليح.
وينصح التقرير بإزالة الأوزان الزائدة عن السقف خاصة الأتربة والأشجار لإزالة الخطر، وبوجوب عزل السقف بشكل كافي لمنع تسرب الرطوبة والمياه للشقة السفلية لحماية حديد التسليح من الخطر.
جرادات: ما يجري مبالغات
صاحب الحديقة التي تقول عائلة عثمان إنه متسبب بالضرر وهو المواطن يوسف جرادات، فضل عدم الحديث في موضوع الحديقة، وقال: إن "عائلة عثمان تقوم بتهويل الأمر، ولا يبدو الأمر كذلك".
إزالة الجزء الأكبر من الضرر
من جانبه، قال مدير دائرة الصحة والسلامة العامة في محافظة رام الله والبيرة خليل فلنة، إن الجزء الأكبر من الضرر أزيل وأنه يوجد حاليا أحواض فوق المنزل ويجري دراسة هل وجود هذه الأحواض مسموح بها أم لا خاصة أن صاحب المنزل يقول إنه حاصل على ترخيص بها من بلدية رام الله.
وأضاف فلنة: " وجه قبل شهر ونصف تقريبا شكوى لمحافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، بخصوص التراب الموجود في منزل المواطن يوسف جرادات، وبأنه أنشأ حديقة تسبب مشكلة لمنزل المواطن نبهان عثمان، وشكلنا لجنة مباشرة من قبل لجنة السلامة العامة في المحافظة بمشاركة الدفاع المدني ووزارة الزراعية وبلدية رام الله وجرى الكشف على الحديقة، والتقرير صدر بعد يوم أو يومين بأنه لابد من إزالة الحديقة لوجود ضرر حقيقي على العائلة".
وبين فلنة بأنه جرى مخاطبة المواطن يوسف جرادات بكتاب رسمي بقرار المحافظة بناء على توصيات لجنة السلامة العامة بضرورة الإزالة فورا وأعطي مهلة 14 يوما لإزالة الأتربة، لكن المواطن يوسف قدم طعنا في آخر يوم أو يومين للمحافظة، بأنه أزال أسباب الضرر وطالب المحافظة بالرجوع عن قرارها، ومن جانبها محافظ رام الله والبيرة أرجعت لنا التقرير وطلبت إبداء الرأي وعقدنا اللجنة وأكدنا ضرورة الإزالة مرة أخرى، لثقل التراب وتسريب المياه، والمعالجة التي تمت لم تكن مقنعة، بناء على ذلك راسلناه بكتاب رسمي بضرورة الإزالة وتجاوب معنا، أبغلنا أنه أزال الضرر وذهبت شخصيا إلى الموقع، وكشفنا على الموقع ووجدنا أنه أزال معدل 85-90 % من الضرر".
ويوضح فلنة أن "ما بقي هو أحواض بترخيص من بلدية رام الله كما يقول صاحب "الرووف" جرادات، وطلبنا من دائرة المحافظة في البلدية أن تخرج طواقمها لعمل تقرير حول ذلك، وننتظر تقرير البلدية المتوقع أن يصدر قريبا جدا، وبناء على التقرير سنتحرك وإذا كان هناك قرار بالإزالة سنلزمه به وإذا كانت الأحواض قانونية ستبقى".
البلدية.... الحديقة موجودة وهذا عمل المحافظة وليس عملنا!
في ذات السياق، قال مصدر في بلدية رام الله، إن الضرر لم يزل كما تقول محافظة رام الله، وإن هذا الموضوع ليس من شأن البلدية وسيجري بحثه في اجتماع بين المحافظة والبلدية، بناء على شكوى رسمية توجه بها المواطن نبهان عثمان إلى البلدية.
وأضاف المصدر، "سيجري تداول الموضوع مع المحافظة، لأنه يوجد تراب بعمق 50 سم وهذا مخالف لقانون البناء، ولكن لن نتخذ أي إجراء دون الرجوع للمحافظة وقرارنا يجب أن يكون مدعم من اللجنة المحلية للأبنية والتنظيم التابعة لمجلس بلدي رام الله".
وأوضح، "الموضوع مدني والبلدية لا علاقة لها به ولها علاقة فقط بالحقوق التنظيمية وفقا لقانون تنظيم المدن، بينما الحق المدني والأمور التنفيذية هي للمحافظة والشرطة، ونحن وجهنا المواطن المتضرر للمحافظة".
الدفاع المدني: يجب إزالة الحديقة فورا
وأشار تقرير صدر عن الدفاع المدني في الثامن والعشرين من كانون ثاني الماضي، وهو معد بمشاركة المحافظة واللجنة الهندسية في الإدارة العامة للدفاع المدني، ولجنة السلامة في المحافظة وأعضاء من وزارات الاقتصاد والصحة والزراعية، إلى أنه يجب العمل على إزالة الحديقة الموجودة فوق سطح المنزل، وأنه يجب ترميم وإصلاح ما تم تدميره من تسريب المياه، ويجب العمل فورا على عزل ومعالجة السقف بشكل جذري ومعالجة الرطوبة، ويجب العمل على توفير مخططات التسليح للمبنى.
وأوضح التقرير الموقع من مدير الإدارة العامة للوقاية والسلام في الدفاع المدني الرائد المهندس حسن دراغمة، إلى أن "المشكلة تكمن في تسرب المياه من طابق "الرووف" الذي يحتوي على حديقة، ما أدى إلى تشقق وتصدع وانهيار القصارة في بيت نبهان عثمان، نتيجة وجود تربة حمراء طينية يبلغ سمكها من 30-40 سم، تم وضعها على سطح "الرووف" واستغلالها في زراعة أشجار حرجية مثل النخيل وأشتال زراعية أخرى تحتاج لكميات كبيرة من المياه التي قد تشكل وزنا إضافيا على الأحمال الحية التي تم أخذها بعين الاعتبار وهذا أدى إلى انبعاج السقف (Deflection)، كما أن التربة التي توجد فيها أسمدة كيماوية تفرز أحماض ومواد تساعد على تقليل قوى الربط بين الخرسانة والحديد ما يؤدي إلى ضعف في عقدة السقف مع مرور الزمن".
وأوضح تقرير الدفاع المدني أن تسرب المياه يؤثر على تمديدات الكهرباء الموجودة في الشقة ما يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي من خلاله قد يتم نشوب حريق وأن التسرب يشكل رطوبة في الشقة تؤثر سلبا على صحة الساكنين، كما أن طبقة العزل الموجودة تحت التربة الحمراء الطينية غير كافية وغير فعالة.
خبراء: الأوزان الزائدة تهدد بسقوط البناية مع أول زلزال بسيط
من جانبه، قال الدكتور المهندس أشرف أبو هلال المحاضر في جامعة القدس "أبو ديس"، إن وضع تراب فوق سقف بناية من خمس طوابق يمكن ان يكون له تأثير كارثي على البناية في حالة لم تكن معدة لذلك.
وأضاف أن التراب قد يسبب رطوبة وتسرب للمياه وهو ما يهدد بتدمير شبكة الحديد في السقف وتفتيت الأسمنت الامر الذي قد تظهر آثاره فجأة وتكون مميتة، فالوزن المركز على السقف يختلف عن الوزن المتحرك.
وبين أبو هلال أن آثار وضع تراب فوق سقف عمارة قد لا تظهر فجأة، أو في في الفترة الأولى من وضع التراب، لكن بالمقابل يمكن أن يحصل انهدام مفاجئ في السقف جراء المياه والتسرب والأحمال الكبيرة.
وأوضح أبو هلال أن البنايات في فلسطين غير مصممة لحمل حدائق على سقفها، كما أن تركيز الوزن في منطقة واحدة يمكن أن يحدث آثار مدمرة، وفي حال حدوث أي هزة أرضية خفيفة خصوصا في المباني غير المؤهلة لذلك، يمكن أن تغير التصرف الإنشائي للمبنى ويحصل سقوط للسقف بشكل مفاجئ، إضافة إلى أن تسرب المياه في الحديد والإسمنت يساعد على الانهدام بسرعة.
ولفت أبو هلال إلى أن مواد العزل التي قد تستخدم لعزل المياه والأتربة عن السقف لها عمر معين وتاريخ انتهاء ويمكن أن ينتهي ويسهم في تسرب المياه.
في ذات السياق، قال المهندس محمد حمد العامل في شركة مقاولات برام الله، أن المهندسين لا يحتسبون في تصميم المباني أي أوزان فوق سقف المنزل، إضافة إلى أن عقد آخر طابق يكون عادي، وفي حال الرغبة في إقامة سقف يجب أن يتم بشكل مختلف وليس حديد وطوب كما في بلادنا، ويجب عمل سقف كامل من الحديد دون طوب.
وأوضح حمد، أن هذا التصرف يمكن أن يسهم في إحداث أضرار في البناية بشكل كامل في حال تضرر السقف الأخير، وكذلك العمر الافتراضي للحديد يمكن ان يضعف لان الحديد في أغلبيته قد يتعرض للتآكل في حال وجود مياه.
ووسط الجدل الدائر بين مختلف الدوائر الرسمية والحكومية، حول على عاتق من تقع مسؤولية ما يجري في سقف شقة عائلة نبهان؟ تبقى الطفلتان سارة ويارا تحلمان بمنزل آمن بعيدا عن المياه المنهمرة، ويبقى 20 طفلا آخرين يقطنون في البناية مهددون بالموت في أي لحظة.
zaبلال غيث
لا يبدو مشهدا معتادا في بلادنا، لكنه مشهد حقيقي سجل بالفعل في مدينة رام الله، وفي حي الإرسال تحديدا، حيث تجلس الطفلتان سارة نبهان عثمان (7 سنوات)، ويارا (5 سنوات) تحملان مظلة للاحتماء من المطر المنهمر عليهما من سقف منزلهما وتتابعان الرسوم المتحركة على التلفاز، هما لا تعلمان أن ما يحصل غير طبيعي، فقد اعتادتا على المياه المنهمرة في المنزل من الحديقة المقامة على سقفه، والتي أقامها أحد القاطنين هناك.
القادم إلى البناية السكنية التي تقطن فيها الطفلتان يلحظ أشجار نخيل صغيرة تلف العمارة في الطابق الخامس، تحيط بشقة بنيت وسط البناية السكنية، ويسقفها القرميد الأحمر، يبدو منظرا جميلا بالفعل، لكنه حول حياة عائلة نبهان عثمان إلى "كابوس لا يمكن تخيله"، كما تقول أم الطفلتين ليالي بصة، والتي تشير إلى 20 طفلا يسكنون البناية باتوا مهددين في حال انهيار سقف الشقة.
حديقة تطل على الساحل
وتضيف ليالي "بدأت القصة قبل سنوات عندما قام جارنا الذي يسكن فوقنا بوضع التراب على سطح منزلنا، لعمل حديقة جميلة تطل على الساحل بشكل مخالف للقانون، ورويدا رويدا أصبحت المياه تتسرب من سقف المنزل، لدرجة أنه بات من المتعذر السكن فيه. لكنا لا نملك مكانا آخر نذهب إليه".
وتضيف ليالي: "توجهنا إلى الجهات المختصة في البلدية مثل المحافظة وغيرها من الجهات التنفيذية، وقمنا برفع دعوى ضد جارنا لإجباره على إزالة التراب من سطح منزلنا، لكن شيء لم يحدث، بل ازداد الوضع سوءا وأصبحت قضبان الحديد التي تحمل سقف المنزل تصدأ بشكل كبير، لدرجة دفعت لجان هندسية مختصة إلى الطلب منها ضرورة إخلاء المنزل فورا، لأنه بات يشكل خطرا على عائلتي وعلى جميع قاطني العمارة، وفي حال انهياره يمكن أن يدمر العمارة بالكامل".
وتشير الأم إلى أنها باتت تخشي على مستقبل عائلتها، ولم يعد بمقدورها البقاء في المنزل كما انه من المتعذر تركه خصوصا أن العائلة قامت بالاقتراض من ثلاث جهات من أجل تجهيز شقة العمر".
وتتحدث ليالس عن أيد خفية تتبع هذه القضية وتوقفها في كل الجهات الرسمية التي تتوجه إليها، وكان ذلك بداية في النيابة العامة عندما رفعت دعوى ضد جارها، وأخبرتها النيابة العامة أنه جرى سحب القضية ولم يتم التعامل معها.
وتقول، "توجهت إلى البلدية بشكوى شفهية، وكان الرد أن هذا الأمر ليس من اختصاصها، عدت وتوجهت بعد ذلك بشكوى رسمية مكتوبة من أجل وضع حد لما يحدث في منزلنا، ووعدت بمتابعة الموضوع ولم يحدث جديد".
لم تترك العائلة بابا إلا وطرقته، فتوجه رب الأسرة نبهان عثمان إلى محافظة رام الله والبيرة، ويقول إنه جرى تشكيل لجنة بشكل سريع وبعد الكشف عن المنزل أصدرت اللجنة قرارا بضرورة إزالة التراب على الفور لما يشكله من خطر على العائلة، لكن ذلك لم يحدث أيضا.
ويحمل عثمان مجموعة من التقارير إحداها موقعة من مكتب "نواه" الهندسي في مدينة رام الله ومصادق عليه من نقابة المهندسين، يشير إلى أن عمق الحديقة يصل إلى 50 سم من التراب، وأن سقاية النباتات والأمطار تسببت في تسريب مياه إلى الشقة الواقعة أسفلها وإلى زيارة أحمال السقف، وأن ذلك سيكون سبب في سقوطه.
ويخلص التقرير إلى أن الرطوبة وتسرب المياه سببتا مكرهة صحية في الشقة، وأخطار على تمديدات الكهرباء في السقف، وأن وجود الأحمال الزائدة من الأتربة والأحواض والأشجار والمياه يشكل خطورة إنشائية على السقف خاصة مع تشكل الصدأ في حديد التسليح.
وينصح التقرير بإزالة الأوزان الزائدة عن السقف خاصة الأتربة والأشجار لإزالة الخطر، وبوجوب عزل السقف بشكل كافي لمنع تسرب الرطوبة والمياه للشقة السفلية لحماية حديد التسليح من الخطر.
جرادات: ما يجري مبالغات
صاحب الحديقة التي تقول عائلة عثمان إنه متسبب بالضرر وهو المواطن يوسف جرادات، فضل عدم الحديث في موضوع الحديقة، وقال: إن "عائلة عثمان تقوم بتهويل الأمر، ولا يبدو الأمر كذلك".
إزالة الجزء الأكبر من الضرر
من جانبه، قال مدير دائرة الصحة والسلامة العامة في محافظة رام الله والبيرة خليل فلنة، إن الجزء الأكبر من الضرر أزيل وأنه يوجد حاليا أحواض فوق المنزل ويجري دراسة هل وجود هذه الأحواض مسموح بها أم لا خاصة أن صاحب المنزل يقول إنه حاصل على ترخيص بها من بلدية رام الله.
وأضاف فلنة: " وجه قبل شهر ونصف تقريبا شكوى لمحافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، بخصوص التراب الموجود في منزل المواطن يوسف جرادات، وبأنه أنشأ حديقة تسبب مشكلة لمنزل المواطن نبهان عثمان، وشكلنا لجنة مباشرة من قبل لجنة السلامة العامة في المحافظة بمشاركة الدفاع المدني ووزارة الزراعية وبلدية رام الله وجرى الكشف على الحديقة، والتقرير صدر بعد يوم أو يومين بأنه لابد من إزالة الحديقة لوجود ضرر حقيقي على العائلة".
وبين فلنة بأنه جرى مخاطبة المواطن يوسف جرادات بكتاب رسمي بقرار المحافظة بناء على توصيات لجنة السلامة العامة بضرورة الإزالة فورا وأعطي مهلة 14 يوما لإزالة الأتربة، لكن المواطن يوسف قدم طعنا في آخر يوم أو يومين للمحافظة، بأنه أزال أسباب الضرر وطالب المحافظة بالرجوع عن قرارها، ومن جانبها محافظ رام الله والبيرة أرجعت لنا التقرير وطلبت إبداء الرأي وعقدنا اللجنة وأكدنا ضرورة الإزالة مرة أخرى، لثقل التراب وتسريب المياه، والمعالجة التي تمت لم تكن مقنعة، بناء على ذلك راسلناه بكتاب رسمي بضرورة الإزالة وتجاوب معنا، أبغلنا أنه أزال الضرر وذهبت شخصيا إلى الموقع، وكشفنا على الموقع ووجدنا أنه أزال معدل 85-90 % من الضرر".
ويوضح فلنة أن "ما بقي هو أحواض بترخيص من بلدية رام الله كما يقول صاحب "الرووف" جرادات، وطلبنا من دائرة المحافظة في البلدية أن تخرج طواقمها لعمل تقرير حول ذلك، وننتظر تقرير البلدية المتوقع أن يصدر قريبا جدا، وبناء على التقرير سنتحرك وإذا كان هناك قرار بالإزالة سنلزمه به وإذا كانت الأحواض قانونية ستبقى".
البلدية.... الحديقة موجودة وهذا عمل المحافظة وليس عملنا!
في ذات السياق، قال مصدر في بلدية رام الله، إن الضرر لم يزل كما تقول محافظة رام الله، وإن هذا الموضوع ليس من شأن البلدية وسيجري بحثه في اجتماع بين المحافظة والبلدية، بناء على شكوى رسمية توجه بها المواطن نبهان عثمان إلى البلدية.
وأضاف المصدر، "سيجري تداول الموضوع مع المحافظة، لأنه يوجد تراب بعمق 50 سم وهذا مخالف لقانون البناء، ولكن لن نتخذ أي إجراء دون الرجوع للمحافظة وقرارنا يجب أن يكون مدعم من اللجنة المحلية للأبنية والتنظيم التابعة لمجلس بلدي رام الله".
وأوضح، "الموضوع مدني والبلدية لا علاقة لها به ولها علاقة فقط بالحقوق التنظيمية وفقا لقانون تنظيم المدن، بينما الحق المدني والأمور التنفيذية هي للمحافظة والشرطة، ونحن وجهنا المواطن المتضرر للمحافظة".
الدفاع المدني: يجب إزالة الحديقة فورا
وأشار تقرير صدر عن الدفاع المدني في الثامن والعشرين من كانون ثاني الماضي، وهو معد بمشاركة المحافظة واللجنة الهندسية في الإدارة العامة للدفاع المدني، ولجنة السلامة في المحافظة وأعضاء من وزارات الاقتصاد والصحة والزراعية، إلى أنه يجب العمل على إزالة الحديقة الموجودة فوق سطح المنزل، وأنه يجب ترميم وإصلاح ما تم تدميره من تسريب المياه، ويجب العمل فورا على عزل ومعالجة السقف بشكل جذري ومعالجة الرطوبة، ويجب العمل على توفير مخططات التسليح للمبنى.
وأوضح التقرير الموقع من مدير الإدارة العامة للوقاية والسلام في الدفاع المدني الرائد المهندس حسن دراغمة، إلى أن "المشكلة تكمن في تسرب المياه من طابق "الرووف" الذي يحتوي على حديقة، ما أدى إلى تشقق وتصدع وانهيار القصارة في بيت نبهان عثمان، نتيجة وجود تربة حمراء طينية يبلغ سمكها من 30-40 سم، تم وضعها على سطح "الرووف" واستغلالها في زراعة أشجار حرجية مثل النخيل وأشتال زراعية أخرى تحتاج لكميات كبيرة من المياه التي قد تشكل وزنا إضافيا على الأحمال الحية التي تم أخذها بعين الاعتبار وهذا أدى إلى انبعاج السقف (Deflection)، كما أن التربة التي توجد فيها أسمدة كيماوية تفرز أحماض ومواد تساعد على تقليل قوى الربط بين الخرسانة والحديد ما يؤدي إلى ضعف في عقدة السقف مع مرور الزمن".
وأوضح تقرير الدفاع المدني أن تسرب المياه يؤثر على تمديدات الكهرباء الموجودة في الشقة ما يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي من خلاله قد يتم نشوب حريق وأن التسرب يشكل رطوبة في الشقة تؤثر سلبا على صحة الساكنين، كما أن طبقة العزل الموجودة تحت التربة الحمراء الطينية غير كافية وغير فعالة.
خبراء: الأوزان الزائدة تهدد بسقوط البناية مع أول زلزال بسيط
من جانبه، قال الدكتور المهندس أشرف أبو هلال المحاضر في جامعة القدس "أبو ديس"، إن وضع تراب فوق سقف بناية من خمس طوابق يمكن ان يكون له تأثير كارثي على البناية في حالة لم تكن معدة لذلك.
وأضاف أن التراب قد يسبب رطوبة وتسرب للمياه وهو ما يهدد بتدمير شبكة الحديد في السقف وتفتيت الأسمنت الامر الذي قد تظهر آثاره فجأة وتكون مميتة، فالوزن المركز على السقف يختلف عن الوزن المتحرك.
وبين أبو هلال أن آثار وضع تراب فوق سقف عمارة قد لا تظهر فجأة، أو في في الفترة الأولى من وضع التراب، لكن بالمقابل يمكن أن يحصل انهدام مفاجئ في السقف جراء المياه والتسرب والأحمال الكبيرة.
وأوضح أبو هلال أن البنايات في فلسطين غير مصممة لحمل حدائق على سقفها، كما أن تركيز الوزن في منطقة واحدة يمكن أن يحدث آثار مدمرة، وفي حال حدوث أي هزة أرضية خفيفة خصوصا في المباني غير المؤهلة لذلك، يمكن أن تغير التصرف الإنشائي للمبنى ويحصل سقوط للسقف بشكل مفاجئ، إضافة إلى أن تسرب المياه في الحديد والإسمنت يساعد على الانهدام بسرعة.
ولفت أبو هلال إلى أن مواد العزل التي قد تستخدم لعزل المياه والأتربة عن السقف لها عمر معين وتاريخ انتهاء ويمكن أن ينتهي ويسهم في تسرب المياه.
في ذات السياق، قال المهندس محمد حمد العامل في شركة مقاولات برام الله، أن المهندسين لا يحتسبون في تصميم المباني أي أوزان فوق سقف المنزل، إضافة إلى أن عقد آخر طابق يكون عادي، وفي حال الرغبة في إقامة سقف يجب أن يتم بشكل مختلف وليس حديد وطوب كما في بلادنا، ويجب عمل سقف كامل من الحديد دون طوب.
وأوضح حمد، أن هذا التصرف يمكن أن يسهم في إحداث أضرار في البناية بشكل كامل في حال تضرر السقف الأخير، وكذلك العمر الافتراضي للحديد يمكن ان يضعف لان الحديد في أغلبيته قد يتعرض للتآكل في حال وجود مياه.
ووسط الجدل الدائر بين مختلف الدوائر الرسمية والحكومية، حول على عاتق من تقع مسؤولية ما يجري في سقف شقة عائلة نبهان؟ تبقى الطفلتان سارة ويارا تحلمان بمنزل آمن بعيدا عن المياه المنهمرة، ويبقى 20 طفلا آخرين يقطنون في البناية مهددون بالموت في أي لحظة.