فني الكراسي المُتحركة بلا حَركة !!!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لم يقف الشلل الكلي لقدمه اليمنى، عائقاً أمام تحقيق أحلامه البسيطة التي لا تتجاوز حدود حصوله على مكانة ذات أهمية داخل مجتمعه الفلسطيني، فبدأ بالسعي بكرسيه المتحرك، رافضاً نظرة المجتمع المغلوطة التي جعلت من أصحاب ذوي الإعاقة ضحايا فكرة أنهم لا يمتلكون قدرات جسدية تؤهلهم للحصول على مهنة تساعدهم في حياتهم.
رمزي الفجم "35 عاماً" من قطاع غزة، واحد من مئات الذين باتوا بحاجة لمن يقف إلى جانبهم ومساندتهم للتكيف مع ظروف حياته اليومية الصعبة، تقدم في عام 2007 بمقترح لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لإنشاء ورشة لصيانة الكراسي المتحركة.
الفكرة لاقت ترحيباً واسعا من إدارة الجمعية لاسيما أنها تخدم شريحة كبيرة تشل حركتهم بمجرد تعطل كراسيهم المتحركة ويواجهون صعوبة في البحث عن ورش متخصصة لصيانتها، ليصبح الفجم مع الوقت واحداً من أبرز الشخصيات بين ذوي الاعاقة وأقربهم لأنفسهم، خاصة الذين يترددون عليه ليقوم بصيانة كراسيهم، ليصفه أصدقاؤه بــ" معيد الفرحة للوجوه".
وقال الفجم: "جمعية الهلال الأحمر كان لها دور كبير في احتضان قدراتي، ووفرت الكثير من الإمكانيات لي حتى أصبحت أول فني صيانة يقوم بصيانة الكراسي المتحركة الخاصة بذوي الإعاقة في قطاع غزة"، منوها إلى أن بعض المؤسسات التي تهتم بذوي الاعاقة طلبت منه المساعدة في صيانة الكراسي والأجهزة الخاصة بها.
مع ممارسه الفجم للمهنة وتشجيع الجمعية له تمكن من تصنيع أجهزة مساندة للأشخاص ذوي الإعاقة مطابقة للأجهزة الأصلية، منها طاولة الوقوف، وهي لمن فقد حركة الأطراف السفلية، وكرسي الطعام والألعاب وكرسي الحمام.
وبدوره قال جهاد أبو حطب، المدير الإداري لمدينة الأمل التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خانيونس: "بمجرد افتتاح المدينة لجأ إلينا العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة، واكتشفنا أنهم يمتلكون إمكانيات ومواهب تؤهلهم ليصبحوا أشخاصا منتجين".
بدوره أشار حسن نصار، مسؤول مركز التأهيل في المدينة، إلى أن الورشة تشغل نسبة كبيرة من ذوي الإعاقة، وتدرب آخرين وتؤهيل بعضهم ليصبح مدرباً في الورش المحلية والخارجية، قائلا: "نقوم ببذل جهود لتسويق منتجات الورش، والمشاركة في معارض خاصة تعنى بتسليط الضوء على منتجات ذوي الإعاقة".
يذكر أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني انشأت الورش الإنتاجية في عام 1996 بمدينة الأمل بخانيونس جنوب قطاع غزة، لاستيعاب المهارات والعقول، وسخرت كافة الإمكانيات والمستلزمات لانتاج سلع غاية في الإبداع لتساهم بمنتجها في رحلة صنع الذات والتأكيد على حقوق ذوي الإعاقة في العمل والإنتاج.
وتساعد الورش الإنتاجية ذوي الإعاقة للحصول على فرص عمل تمكنهم من توفير قوت يومهم، حيث يوزع الأشخاص على الأقسام كل حسب قدراته وإمكاناته، منها الأشغال الفنية، والتطريز، والخياطة، وصناعة الخيزران والتريكو.