حي الفهيدات.. الاحتلال يُقر هدمه خلال أسبوع بعد أن حوله سجناً لسكانه
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عواد الجعفري- يلهو الطفل أحمد الفهيدات 9 سنوات، بجوار منزله المتواضع، في حي يحمل اسم العائلة، شرق بلدة عناتا بمحافظة القدس، ولا تبدو عليه علامات اي علامات قلق بل يبدو فرحا مسروراً، لكن أهله لا يشاطرونه هذه المشاعر، بعد أن أبلغتهم سلطات الاحتلال، بأن هدم منزلهم بات وشيكا، ضمن عملية تستهدف هدم جميع منازل الحي.
وقد يفقد الطفل أحمد، ترف اللهو والتمتع باللعب، بعد أسبوع، هو الموعد الذي حدده ضباط ما يسمى" الإدارة المدنية"، كسقف أخير، للاعتراض على هدم جميع منازل الحي الـ14، وتسويتها بالأرض.
ويقول عم الطفل أحمد، زياد الفهيدات (40 عاما) والأسى بادٍ على وجهه، كما بقية افراد العائلات المهددة بفقد بيوتها "سلطات الاحتلال أخطرتنا، الثلاثاء بهدم منازلنا، بالتهمة الجاهزة دوما: البناء غير المرخص، رغم أن بعض هذه المنازل بُني قبل العام1967، ورغم أن القانون الإسرائيلي يعترف بالمباني التي بنيت قبل هذا التاريخ كمبان قانونية، فكيف أصبحت غير مرخصة، لكن السبب الرئيس هو محاولة تهجيرنا من منازلنا القريبة من معسكر "عنتوت" التابع للجيش الاسرائيلي، المقام على أراضي البلدة".
ويضيف الفيهدات في حيث لـ دوت كوم " ماذا يمكنك ان تفعل إذا كان القاضي هو الحكم؟.. لكن سنحاول ما في استطاعتنا، لتفادي القرار، سنلجأ للمحاكم الإسرائيلية، لكن إذا هدموا منازلنا، لا نعرف أين نذهب، لقد ولدنا هنا، ونعمل هنا، ولا اقارب لدينا في البلدة نلجأ إليهم"، ويتابع "نحن سكان الحي البالغ عددهم 60 فردا، بيننا 20 طفلا سنكون في العراء".
وأقيم مسعكر "عنتوت" الإسرائيلي، عام 1979، على أراضي بلدة عناتا، القريبة من حي الفهيدات، وتمت مصادرة 5 آلاف دونم، من أراضي البلدة، لكن سلطات الاحتلال لم تكتف بهذه المساحات الضخمة، وتعمل على ملاحقة سكان الحي، الذي تبلغ مساحته 57 دونما. ويعيش سكان حي الفهيدات في منازل متواضعة، لا تعرف الطابق الثاني، وكثير منها متهالك، ويعملون في مزارع صغيرة، لزراعة بعض البقوليات، وتربية الدواجن.
ويشاهد الزائر للحي الصغير انه محاصر من جهاته الأربع بجدران معسكر الجيش الاسرائيلي المقام على اراضي بلدة عناتا، كان آخرها جدار أقيم عام 2006، الذي فصل وعزل الحي نهائيا عن بلدة عناتا، إلا من خلال نفق يخضع لسطات الاحتلال التي يمكنها ببساطة إغلاقه، وإحكام حصارها لابناء الحي، ما يجعل الحي اشبه بسجن حقيقي.
وعملت سلطات الاحتلال على تهويد ومصادرة اراضي بلدة عناتا، للمستوطنات تارة وللجدار تارة اخرى، ولصالح معسكر الجيش الاسرائيلي تارة ثالثة ما قلص اراضي البلدة المتاحة لاصحابها من 34 ألف دونم، إلى أقل من 2000 دونم، هذا فضلا عن عمليات الملاحقة التي يتعرض لها اهالي البلدة، البالغ عددهم نحو 20 ألفا، لا سيما عمليات هدم المنازل كما يقول رئيس مجلس ملحي عناتا، طه الرفاعي.
ويقول الرفاعي" سنحاول من خلال المحاكم الإسرائيلي تقديم استنئاف ضد القرار، والتوجه إلى المؤسسات الحقوقية لمساعدة أهالي الحي".
عن القدس