من يُنقذ قرى الـ sos بعد أن أنقذت المئات من أطفال فلسطين ؟
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد ابو الريش- منذ سبع سنوات، تعيش الطفلة كارولين (11 عاماً) واخواتها مايا وكلوديا، اللتان تصغرانها، في قرية الاطفال (sos ) بمدينة بيت لحم، حيث وجدن المأوى والدفء الى جانب 350 طفلا وطفلة من الايتام والمحتاجين الذين تؤويهم وتقدم لهم الرعاية في فروع قرى الاطفال بالضفة وغزة.
وكانت هذه القرى، والى جانب رعاية الايتام وايوائهم، تقدم عبر فروع تتبعها، الارشاد النفسي والاجتماعي لاكثر من 20 الف طفل في 6 محافظات فلسطينية، لكنها اضطرت لوقف ذلك بسبب ازمة خانقة باتت تعانيها وتهدد هدفها الاول والاهم، رعاية الايتام وايوائهم، التي تقوم بها منذ اكثر من نصف قرن.
وتستند قرى sos في عملها الى من ميثاق الامم المتحدة لحقوق الطفل، وتعمل على تربية الاطفال، وفقا لاسس علمية مدروسة، تحت اشراف مختصين اجتماعيين، مُدربينَ بعناية، لصقل شخصيات الاطفال الايتام، وتعزيز قدراتهم، ودمجهم في المجتمع، ضمن عملية تتواصل الى ما بعد تخرجهم من الجامعات.
ويتمثل نظام قرى الـ sos بان تضم كل قرية عدداً من المنازل، وفي كل منزل تقطن عائلة من 7 الى 9 اطفال، لهم أمٌ بديلة، تحتضنهم في أجواء من التعاون والالفة والامان، ويقدم لكل منزل مصروف شهري تتحكم به الاسرة كما تشاء، وفق احتياجاتها.
ويستمر هذا النظام من الرعاية للاطفال الايتام في قرى الـ sos الى حين وصولهم سن 14 حيث ينتقلون الى بيوت التهيئة، التي تفصل ما بين الذكور والاناث.
اليوم، وبعد نصف قرن، نجحت قرية الاطفال المقامة في حي الكركفة بمدينة بيت لحم، بتخريج 400 طالب وطالبة من الجامعات، ومنهم من تزوج وانجب، ولا زالوا ينظرون بعرفان لمن قدم لهم يد العون بعد ان فقدوا من يرعاهم.
ولكن ورغم هذا العطاء والدور الانساني النبيل، الا ان أزمة مالية خانقة، باتت تهدد قرى الاطفال في فلسطين، وتهدد فرص عشرات ومئات الايتام من فرص الرعاية.
ويقول المدير الوطني لقرى sos محمد الشلالدة: القرية جزء من مؤسسة دولية لها فروع في 134 دولة، والازمة نجمت عن سببين: الاول يعود للازمة المالية العالمية، ما اضعف تمويلها الخارجي، والثاني يتعلق بالدعم الداخلي من قبل المجمتع المحلي، حيث تبلغ نسبة الدعم من فلسطين (المحلي) ما بين 5-10% فقط.
ويعتبر الدعم المحلي الفلسطيني المقدم لهذه المؤسسة المجتمعية الحيوية ضئيلا جدا مقارنته بما تحظى به فروع قرى الاطفال (sos) في البلدان العربية حيث تصل نسبة الدعم في الدول الاخرى، 50% تاتيها من مؤسسات المجتمع المدني، والحكومات، والافراد كما اوضح الشلالدة.
واشار الى ان القرية تستقبل انواعا مختلفة من التبرعات كهدايا واموال زكاة من الافراد والمؤسسات، وان المشاركة في اعالة طفل تبلغ في حدها الادنى 120 دولار للفرد سنويا وبامكان اي شخص المساهمة في اعالة اكثر من طفل ممن ترعاهم القرية.
وقال :"الحكومة الفلسطينية لا تخصص اي ميزانيات منتظمة للقرية " لكنه اشار الى وجود "صلة مباشرة مع وزارة الشؤون الاجتماعية، بما يتعلق بعمل القرية والنظم المتبعة فيها".
ودعا الشلالدة كافة المؤسسات، والافراد المقتدرين، لتقديم الدعم لقرى الاطفال في فلسطين كي تبقى قادرة على العطاء، ورعاية الذين فقدوا من يرعاهم.