البؤرة الملتهبة
جنود الاحتلال في قرية المناطير
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رشا حرزالله
يصرخ المواطن محمود عيد على جموع المواطنين والنشطاء الشباب: "عليكم أن تجلسوا الى جانب الخيم، المستوطنون بدأو بالزحف على أراضي القرية، اجمعوا مزيدا من الحجارة وتمركزوا بجانب الخيم قبل أن يسرقوها".
مرت ساعات، ولازال عيد جاثم على ركبتيه، يرقب تحركات جنود الاحتلال والمستوطنين الذين بدأو بتطويق أهالي قرية بورين جنوب مدينة نابلس، وجموع الشبان القادمين من مختلف محافظات الضفة، ويزيد عددهم على 300، لإقامة قرية "المناطير" على الأراضي المهددة بالمصادرة والتي لا تبعد سوى أمتار عن مستوطنتي "براخا ويتسهار" المقامتا على أرضي القرية.
استعد النشطاء الشباب، وأفرغوا أمتعتهم وما أحضروا من مستلزمات للمكوث داخل الخيم التي وضعت وتمركزوا بداخلها، بدأت الهتافات والأغاني الوطنية والشعبية تتعالى، وصوت واحد يصدح في المكان "لاكتب اسمك يا بلادي..عالشمس ال ما بتغيب"، معلنين ولادة قرية "المناطير" التي مالبث أن أطفأت أنوارها تحت قمع جنود الاحتلال ومستوطنيه.
المواطن عيد كان على ثقة بأن قرية "المناطير" لن ترى النور فمستوطنو براخا كما يقول "هم الأشرس في الضفة، حتى وإن كانت الفعالية سلمية، هؤلاء لا يفهمون إلا لغة العنف، يوميا يقومون بالاعتداء على سكان بورين، غير أن محاولة إقامة المناطير هنا تمثل خطوة دعم معنوية".
في الطريق إلى قرية المناطير حاول الشبان إخفاء ما حملوا معهم من امتعة وأعلام فلسطينية، خوفا من منعهم من قبل جنود الاحتلال من الوصول إلى القرية المقامة ضمن المنطقة المصنفة "B"، حيث طوق الجنود جميع مداخل القرية، وانتشرت الآليات العسكرية في كافة المحاور، ومنعت العديد من المواطنين من الوصول.
انهالت مئات القنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع على الشبان وأهالي القرية، أصيب العديد منهم بحالات اختناق، فيما تعرض آخرون للضرب بأعقاب بنادق جنود الاحتلال، فيما بدأ المستوطنون بإزالة وسرقة "الكرفانات" التي وضعها الشبان في الصباح لإقامة المناطير، قال المواطن محمود عيد: " قلت لكم سيسرقوها، لن يدعونا نقيم القرية بسلام".
"المواجهات أكثر حدة اليوم" يقول زيدان النجار أحد سكان قرية بورين: "نحن معتادون على همجيتهم، نتعرض يوميا لحرق الأشجار، المنطقة لا تهدأ من الاعتداءات، نحو3800 مواطن يسكنون قرية بورين لايعرفون طعم النوم".
هذا المواطن الذي فقد أرضه البالغة مساحتها 40 دونم لصالح توسيع مستوطنة "براخا" يقول إن أرضه تبعد مسافة 5 أمتار عن منزل أحد المستوطنين، قام بزراعتها بنحو 1500 شجرة تفاح، وحفر بئر ماء، غير أن المستوطنين قاموا بحرق الأشجاء وتفجير البئر.
يشير أحد الشبان بيديه إلى مكان تجمع المستوطنين وقال ساخرا: "يرتدون اللباس الأبيض، هذه إشارة إلى إعلان حرمة يوم السبت".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول الذي تواجد بالقرية، إن إقامة قرية المناطير "حراسة الأرض" رسالة شعبنا بأن الفلسطيني يجب أن يكون حر فوق أرضه، وهي تمثل خطوة للتصدي للاستيطان والانتهاكات الإسرائلية خاصة في قرية بورين.
وبيّن العالول أن الفعالية كانت سلمية لولا إقدام جنود الاحتلال على إطلاق القنابل الغازية والصوتية تجاه الناشطين، معتبرا أن إقامة هذه القرية جزء من فعاليات مماثلة تم تنفيذها بالقرب من مدينة القدس المحتلة، وأخرى سيتم تنفيذها في عدة مناطق في الضفة، خاصة تلك التي تتعرض لاعتداءات متكررة من قبل الاحتلال، والمهددة بالمصادرة.
وقال أحد المنسقين لفعالية قرية المناطير خالد منصور، إن اختيار قرية بورين جاء نتيجة تطويقها من مختلف جهاتها بالمستوطنات لإسرائيلية، وفي كل يوم هناك بؤر استيطانية جديدة فيها، كذلك هناك إخطارات بهدم مسجد القرية
عاد النشطاء أدراجهم بعد محاولات عدة لبناء القرية، والمبيت فيها، غير أنهم أجبروا على العودة تحت تهديد السلاح، أحدهم أكتفى بالقول "شرف المحاولة يكفينا".
zaرشا حرزالله
يصرخ المواطن محمود عيد على جموع المواطنين والنشطاء الشباب: "عليكم أن تجلسوا الى جانب الخيم، المستوطنون بدأو بالزحف على أراضي القرية، اجمعوا مزيدا من الحجارة وتمركزوا بجانب الخيم قبل أن يسرقوها".
مرت ساعات، ولازال عيد جاثم على ركبتيه، يرقب تحركات جنود الاحتلال والمستوطنين الذين بدأو بتطويق أهالي قرية بورين جنوب مدينة نابلس، وجموع الشبان القادمين من مختلف محافظات الضفة، ويزيد عددهم على 300، لإقامة قرية "المناطير" على الأراضي المهددة بالمصادرة والتي لا تبعد سوى أمتار عن مستوطنتي "براخا ويتسهار" المقامتا على أرضي القرية.
استعد النشطاء الشباب، وأفرغوا أمتعتهم وما أحضروا من مستلزمات للمكوث داخل الخيم التي وضعت وتمركزوا بداخلها، بدأت الهتافات والأغاني الوطنية والشعبية تتعالى، وصوت واحد يصدح في المكان "لاكتب اسمك يا بلادي..عالشمس ال ما بتغيب"، معلنين ولادة قرية "المناطير" التي مالبث أن أطفأت أنوارها تحت قمع جنود الاحتلال ومستوطنيه.
المواطن عيد كان على ثقة بأن قرية "المناطير" لن ترى النور فمستوطنو براخا كما يقول "هم الأشرس في الضفة، حتى وإن كانت الفعالية سلمية، هؤلاء لا يفهمون إلا لغة العنف، يوميا يقومون بالاعتداء على سكان بورين، غير أن محاولة إقامة المناطير هنا تمثل خطوة دعم معنوية".
في الطريق إلى قرية المناطير حاول الشبان إخفاء ما حملوا معهم من امتعة وأعلام فلسطينية، خوفا من منعهم من قبل جنود الاحتلال من الوصول إلى القرية المقامة ضمن المنطقة المصنفة "B"، حيث طوق الجنود جميع مداخل القرية، وانتشرت الآليات العسكرية في كافة المحاور، ومنعت العديد من المواطنين من الوصول.
انهالت مئات القنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع على الشبان وأهالي القرية، أصيب العديد منهم بحالات اختناق، فيما تعرض آخرون للضرب بأعقاب بنادق جنود الاحتلال، فيما بدأ المستوطنون بإزالة وسرقة "الكرفانات" التي وضعها الشبان في الصباح لإقامة المناطير، قال المواطن محمود عيد: " قلت لكم سيسرقوها، لن يدعونا نقيم القرية بسلام".
"المواجهات أكثر حدة اليوم" يقول زيدان النجار أحد سكان قرية بورين: "نحن معتادون على همجيتهم، نتعرض يوميا لحرق الأشجار، المنطقة لا تهدأ من الاعتداءات، نحو3800 مواطن يسكنون قرية بورين لايعرفون طعم النوم".
هذا المواطن الذي فقد أرضه البالغة مساحتها 40 دونم لصالح توسيع مستوطنة "براخا" يقول إن أرضه تبعد مسافة 5 أمتار عن منزل أحد المستوطنين، قام بزراعتها بنحو 1500 شجرة تفاح، وحفر بئر ماء، غير أن المستوطنين قاموا بحرق الأشجاء وتفجير البئر.
يشير أحد الشبان بيديه إلى مكان تجمع المستوطنين وقال ساخرا: "يرتدون اللباس الأبيض، هذه إشارة إلى إعلان حرمة يوم السبت".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول الذي تواجد بالقرية، إن إقامة قرية المناطير "حراسة الأرض" رسالة شعبنا بأن الفلسطيني يجب أن يكون حر فوق أرضه، وهي تمثل خطوة للتصدي للاستيطان والانتهاكات الإسرائلية خاصة في قرية بورين.
وبيّن العالول أن الفعالية كانت سلمية لولا إقدام جنود الاحتلال على إطلاق القنابل الغازية والصوتية تجاه الناشطين، معتبرا أن إقامة هذه القرية جزء من فعاليات مماثلة تم تنفيذها بالقرب من مدينة القدس المحتلة، وأخرى سيتم تنفيذها في عدة مناطق في الضفة، خاصة تلك التي تتعرض لاعتداءات متكررة من قبل الاحتلال، والمهددة بالمصادرة.
وقال أحد المنسقين لفعالية قرية المناطير خالد منصور، إن اختيار قرية بورين جاء نتيجة تطويقها من مختلف جهاتها بالمستوطنات لإسرائيلية، وفي كل يوم هناك بؤر استيطانية جديدة فيها، كذلك هناك إخطارات بهدم مسجد القرية
عاد النشطاء أدراجهم بعد محاولات عدة لبناء القرية، والمبيت فيها، غير أنهم أجبروا على العودة تحت تهديد السلاح، أحدهم أكتفى بالقول "شرف المحاولة يكفينا".