شاب مقدسي يوظف فن الكاريكاتير لتغيير الواقع
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد ابو الريش- اول الرسوم التي نشرها، كانت صورة ملثمين يحملون الاسلحة في الشارع، اضاف لها عبارة "احنا في شيكاغو". رسمٌ نشره الشاب صالح حلح (24 عاما) على موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك"، ليبدأ مشواراً ربما لم يكن يتوقعه في مكافحة ظاهرة تؤرق الاف المواطنين، من ابناء بلدات ابو ديس والعيزرية والسواحرة بالقدس، جراء حالة من الفلتان الامني التي تعانيها البلدات الثلاث الخاضعة لسيطرة امنية اسرائيلية.
نشر الشاب حلح -وهو من بلدة العيزرية- الرسم سالف الذكر، بعد عملية اطلاق نار كثيفة قام بها مسلحون في البلدة، ما استقطب ترحيب واعجاب المواطنين، المكتويين بنار الفلتان والفوضى، حيث سارع المئات منهم لاعادة نشر الرسم على صفحاتهم وتداوله على نطاق واسع، ما دفع الرسام الشاب لاستحداث صفحة خاصة كي يشارك مجتمعه تصميماته ورسوماته الساخرة والناقدة لظواهر اجتماعية مختلفة.
إنطلق الشاب حلح في معالجاته من هموم وقضايا سكان بلدات القدس، التي تعاني من حالة فوضى وفلتان، واصبحت حسب وصف بعض المواطنين مرتعا لـ "الارهاب الاجتماعي" بسبب غياب تطبيق القانون (تخضع لسيطرة امنية اسرائيلية)، بعكس المحافظات الفلسطينية الاخرى، لكن رسوماته لم تتوقف هناك، حيث انها تعالج مختلف القضايا العامة رغم ان نصيب القدس، وقضاياها يستحوذ على القسم الاكبر منها.
وجذبت هذه الرسومات"التصميمات" العديد من المعجبين على صفحة "فيس بوك" الخاصة بصالح ، كما تلقى تعليقات تشجعه على المضي في فضح ونقد الواقع عبر أعماله.
وتناولت بعض الرسوم قضايا السيارات غير القانونية "المشطوبة"، وانتشار الاسلحة بين صغار السن، والمخدرات، وما يتعرض له المواطنون من اعتداءات، ينفذها بعض الخارجين عن القانون، وغيرها من القضايا الاجتماعية والمحلية.
واشار حلح لـدوت كوم، ان تصمياته ترمي انتقاد ظواهر وممارسات تزعج المواطنين وتشكل تعديا على حقوقهم، للاسهام في ايجاد رأي عام لتصحيحها او منعها.
ويقول بأن ما شجعه ودفعه على هذا العمل في المقام الاول هو "حالة الفلتان في منطقة القدس الشرقية ، حيث كانت الصورة الاولى تهدف نقد انتشار الاسلحة" وما تبع نشره هذا الرسم- التصميم من تعليقات وتشجيع للاستمرار في التعبير عن رفض الناس لذلك".
ويقول "كان لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في نجاح الرسومات التي اتعمد ان تتسم بالبساطة لتحاكي وتؤثر في كل من يشاهدها".
واوضح انه "لولا المساحة التي تتيحها وسائل التواصل الاجتماعي، لما كان لهذه الرسومات الكاريكاتورية ان تصل للناس".
واضاف" الهدف الرئيسي من هذه الرسوم هو تحفيز الراي العام، ودعوته لتغير الواقع السلبي القائم في المجتمع، ممن يستغلوا ظروف غياب القانون".