الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

العيد العاشر في منفاه القسري غزة....المبعد مازن حسين :اجمل هدية لامهات المبعدين في رمضان والعيد القادم عودتنا احياء

المبعد مازن حسين جنين – غزة -تقرير علي سمودي -عندما كانت تتعالى اصوات الماذن تعلى انتهاء اليوم الاول من شهر رمضان المبارك وتجتمع العائلات في كل مكان من العالم على موائد الافطار وفي مقدمتهن الامهات ، احتفالا ببهجة شهر العبادة والرحمة والبركات وبمعانيه الايمانية والوجدانية التي تجمع الشمل وتقرب الاهل وتعزز صلة الوصل ، كان لرمضان طعم وشكل اخرى في منزل الحاجة ليلى حسين في قرية تعنك قضاء جنين، لحظات من الالم تقاومها بتلاوة دعوات قلب الام الحزينة والدموع تنهمر من عينيها بغزارة فاجتماع شمل اسرتها لم يتحقق للعام العاشر على التوالي جراء استمرار ماساة ابعاد نجلها مازن طاهر حسين حسين (37 عاما) الذي يستقبل رمضان مرة اخرى وحيدا في منفاه القسري في غزة .ورغم اجتماع الاهل ومحاولة التخفيف عنها ، لم تتوقف الوالدة عن البكاء وهي تقول " أي شريعة تجيز هذا الظلم الذي يفرضه الاحتلال علينا ، للعام العاشر ياتي رمضان وما زلنا محرومين من مازن الذي افتقده كل لحظة وخاصة في هذه الايام المباركة التي تتفتح فيها الجراح وتتفاقم معاناتنا ، والعمر يمضي وما زال يدفع ثمن سياسة القهر والظلم التي فرضها الاحتلال علينا وعلى كل عائلات المبعدين ، فهل يتذكر احد ابنائنا ؟، ومن يشعر بالم قلوبنا ؟ والى متى سنبقى محرومين منهم ".
صورة اخرى من عزة
ولم تختلف تفاصيل المشهد في غزة ، ففي منزله الذي استقر به منذ وصوله مع قائمة مبعدي كنيسة المهد يستقبل مازن شهر رمضان وحيدا حزينا يتملكه الشوق والحنين ويواجه الاحزان بشريط ذكريات تكثر فيه صور الحنين لايام رمضان وسط الاهل والاحبة ، ويقول " عندما تاتي أي مناسبة نشعر بحقيقة وابعاد قرار الابعاد الذي لا زال الجميع عاجزين عن وضع حد له رغم ما ندفعه من ثمن قاسي تتضاعف فيه ماسينا ، واكثر ما يحزنني صورة امي التي تنتابها الاحزان طوال شهر رمضان وهي تتالم لفراقي الذي طال "، ويضيف " حتى لو كان كل البشر معي والتف الجميع حولي للتخفيف عني فلا شيء يعوض عن لحظة اجتماع الشمل مع العائل، اشعر بالحزن لانني بعيد عن عائلتي فهناك طقوس معينة نعيشها بين عائلتي في رمضان وافتقدتها منذ عشرة سنوات من الابعاد وهذا رمضان العاشر وانا افطر رمضان دون امي واهلي ، اشتقت لدعواتها وكلماتها ولطعامها الرائع ، اشتقت لاهلي وابناء قريتي وامنيتي ان ياتي رمضان القادم وان اكون بين العائلة ".
امنية وحيدة
هي الامنية الوحيدة التي تمنحه القوة والصبر الامل في رمضان وكل الايام ، ويقول " غزة جزء من الوطن ولكن كل حياتنا وذكرياتنا هناك وعندما تشتد الاوجاع نستقوي بها فيكبر الامل الذي نتنفس به ولم ينقطع في لحظة ،ونحن لدينا امل بالعودة ويشدني للعودة اهلي وبلدي وحياتي التي حولها الاحتلال لجحيم ".
 المبعد وحياته
وفي دعوات ما بعد الصلاة ، تجتمع القلوب بين تعنك وبيت لحم وغزة لتتضرع لله ان يرفع هذه الغمة ويفرج الكرب والمحنة عن كل المبعدين ويجتمع الشمل وتستمر الحياة لتفشل اهداف واحلام الاحتلال الذي فرق القلوب ولكنه لن يمنع لقاء الارواح ، وفي لحظات الانتظار يحمل الحنين مازن لحديث الذكريات لمهد الطفولة في قرية تعنك ، ويقول "هناك ولدت ونشات ودرست وحملت احلام الشباب الفلسطيني بمتسقبل وحياة افضل مؤمنا بسلاح العلم كاحد اشكال النضال والتحدي والمستقبل ، وبعد اكمال دراستي الاعدادية تابعت الثانوية في مدرسة السيلة الحارثية وحصلت على التوجيهي عام 1991 " ، سافر مازن للارن وتابع مسيرته التعليمة وتخرج من الجامعة الاردنية تخصص علم النفس بعد 4 سنوات ، ويضيف " عدت للوطن وفي عام 1996 التحقت بدورت الضباط الثالثة في اريحا و تخرجت كضابط برتبة ملازم ، وكان عملي في محافظة بيت لحم في ادراة مكاقحة المخدرات ، وهناك تابعت حياتي واديت رسالتي لخدمة وطني وشعبي ومشروعنا الوطني حتى لحظىة الابعاد عام 2002 .
 حصار المهد
بين منزله الاول في تعنك والثاني في البلدة القديمة في بيت لحم ، اسس حياته وبنى علاقات واسعة حظي خلالها باحترام وحب الجميع وحقق نجاحا كبيرا في مهمته الشرطية ، في وقت تتالت فيه هجمات الاحتلال على مدينة بيت لحم التي كان اشدها مع اعلان حملة السور الواقي ، ويقول " عندما بدء الاجتياح كنا متواجدين في منطقة سوق الخضار، وكان من ضمن الاشخاص المتواجدين معنا المرحوم الشهيد المبعد عبد الله داوود وصامد خليل وصلاح العجارمة ، وجراء اطلاق النار اصيب المبعد جهاد جعارة – كان مطلوبا انذاك - ، وتم نقله لكنيسة الشريان و عندما اشتد الحصار واغلقت كل الطرق اضطرنا لكونها صغيرة الحجم للانتقال لكنيسة المهد بعدما علمنا بتحصن عدد من المواطنين وافراد الامن والمطلوبين فيها وبالفعل دخلنا الى الكنيسة "، ويضيف "في الطريق كانت المنطقة اجواء حرب واطلاق نار من الطائرات والدبابات والجنود المتركزين على الاسطح ورغم ذلك لم نتوقع الحصار اواستهداف الكنيسة لانها مكان مقدس ".
 ويقول مازن " ولكن الاحتلال ادار للعالم ظهره وفاجا الجميع بالحصار والهجوم الشامل واطلاق النار الذي ادى لاستشهاد الشاب خالد صيام من رفح وهو في الامن الوطني نذ اليوم الاول / وبدا يسقط الشهداء الواحد تلو الاخر حتى وصل عددهم 9 شهداء وكان هناك اصابات عديدة "واضاف،عشنا ايام معاناة فاسية خاصة مع رفض اخلاء الشهداء والجرحي ، وعزلنا وانقطع عنا الطعام ومياه الشراب فكان كل يوم يمر علينا يكون صعبا جدا واسوا في اليوم السابق"
صدمة الابعاد
اتفاق الابعاد بعد الصمود رغم المعاناة شكل صدمة لمازن وكل المحاصرين ، ويقول " كنت حرمت بسبب الاغلاق والاجراءات الظالمة عقب اندلاع انتفاضة الاقصى من رؤية وزيارة اهلي لمدة عامين ، واليوم سيجري ابعادنا كانت صدمة وفاجعة لان قرار الابعاد كان قسريا واجباريا وليس اختياريا ولم يكن امامنا في ظل الظروف لمعقدة سوى تقبل الواقع المرير الذي فرض علينا "، ويضيف "شعرت بالغضب والصدمة لابعادنا ، خاصة لانني لم اودع احدا والدتي ووالدي وقاربي وحتى اصدقائي الاعزاء المتواجدي قريبين مني في بيت لحم" .
الام لا تنتهي
ووسط اجراءات صارمة نفذت اسرائيل قرار الابعاد ، وقال مازن " شعرت بالموت فور ابعادي عن مديتنتا لانني ساعيش حياة جديدة وانا مدرك هذا الشيئ ،لكنني اتذكر كل ثانية ودقيقة عشتها في تعنك وبيت لحم اتذكر كل تفاصيل حياتي في بيت لحم هي هادئة وادعة بمسلميها ومسيحييها بكنيستها ومساجدها مدينة فيها تميز مواطنيها كريمين هاديين وطيبين بسيطين ،وكذلك اهلي وقريتي وكانت امنيتي ان ارى والدتي ووالدي واهلي" .
حرم مازن من زيارة اهله ، ورفضت سلطات الاحتلال منح عائلته تصريح لزيارته في غزة ، وبعد 4 سنوات من العذاب ، تحقق حلمه لمرة واحدة لم تتكرر ، ويقول " اكثر ما كان يؤلمني حزن ودموع والدي ، ورسائل امي التي كانت تتمنى فيها احتضاني ، وبعد فشل كل الاساليب لحصولهم على تصريح ، التقينا في عمان عام 2006 ،كتمت الاحزان والالام كي لا يتالم والدي ، لكنهما بكيا وانهمرت دموعمها لانهما لم يرياني طوال تلك الفترة ورغم انه كان بداخلي بحر من الدموع لكنني تماسكت ، لان رؤيتهما كانت الاهم وهي اول مرة اخرج فيها من سجني الصفير في منفى الغربة الى عمان بعد الابعاد من غزة "
وفي يوميات العذاب لمازن في ابعاده كثير من الصور ، ويقول " حزنت دوما لرحيل عدد من الاقارب والاصدقاء دون ان اتمكن من رؤيتهم ووداعهم ، كما ان البعض من اشقائي وشقيقاتي تزوجوا وتخرجوا من الجامعات والبعض الاخر مازال على مقاعد الدراسة ومنهم من كانوا صغار وكبروا ولم اشاركهم افراحهم واحزانهم .
امل العودة ..
ورغم محطات المعاناة ، وجد مازن العديد من الاساليب التي يستثمر فيها رحلة الابعاد ويتحدى فيها اهداف الاحتلال ، ويقول " واصلت دراستي الجامعية وحصلت على الماجستير في علم النفس من جامعة عين شمس في القاهرة و احضر حاليا للدكتوراة في جامعة القاهرة عن "الشخصية الاسرائيلية "واتمنى ان احقق النجاح واعود لاسرتي ومعي المزيد من شهادات التخرج التي تؤكد ارادة الفلسطيني وتمسكه بالحياة والمستقبل رغم كل ممارسات الاحتلال ".
واضاف " في رمضان اصلي لله ليفرح قلبنا بانتهاء هذه المعاناة المستمرة منذ 10 اعوام بلا توقف او بارقة امل بالعودة ، لذلك املي ان تتكاثف الجهود وان يدعم الجميع جهود الاخت كفاح حرب التي تواصل الحملة الوطنية لعودة مبعدي كنيسة المهد احياء حتى نعود ، فلا حياة ولا استقرار ولا معنى لاي شيء في غياب الاهل والبعد عن الوطن ، غزة جزءلايتجزا من فلسطين لكنننا نتوق للعودة الى مسقط راسنا وللعيش فيه احرار ككل العالم بلا سجون وحواجز وحصار واحتلال "، واضاف " اتامل من الرئيس محمود عباس ان يشرف شخصيا على ملفنا وان يفرح قلبي امي وكل امهات المبعدين لتكون اجمل هدية لهن في رمضان والعيد القادم عودتنا احياء ".

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024