نتنياهو في ورطة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
juبنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود الحاكم لم يتوقع ان يفشل في الانتخابات، مع ان استطلاعات الرأي قبل الإعلان عن توقيت عقد الانتخابات كانت لصالحه، وانه سيحصل على 45 مقعدا بعد تشكيل كتلة مع ابيجدور ليبرمان.
نتائج الانتخابات كانت اكبر دليل على فشل نتنياهو وفشل تحالفه مع ليبرمان، ولم يعد حزب الليكود قادرا ان يشكل ائتلاف واسع ومستقر كما هو الحال في الكنيست الاخيرة ، حيث ادار نتنياهو الحكومة دون ان يهدده احدا من احزاب الائتلاف ولا المعارضة، لكن اليوم نتنياهو يتعرض للضغوطات والشروط التي من شأنها ان تمنعه من تشكيل حكومة حتى وان كانت تعتمد فقط على عدد قليل من اعضاء الكنيست 61 عضوا فقط.
نتنياهو لم يتوقع ان يفوز حزب 'يش عتيد' برئاسة يئير لبيد بالانتخابات ويحصل على 19 مقعدا وحزب البيت اليهودي الأكثر تطرفا من نتنياهو ب 12 مقعدا، الاول وضع شروطا تعجيزية على نتنياهو في موضوعين اساسيين بالنسبة لحزبه، الشرط الاول: تجنيد طلاب المعاهد الدينية للجيش، والثاني العودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.
قبول نتنياهو للشرط الأول يعني إخراج حزب شاس ويهودات هتوراة من الائتلاف الحكومي، في هذه الحالة سيدخل الائتلاف 19 مقعدا (لبيد) وسيمتنع 18 مقعدا (شاس ويهدوت هتوراة) في هذه الحالة فان ائتلاف نتنياهو سيكون ضعيفا وهشا، ولن يتمكن نتنياهو من ادارة حكومة واسعة وقوية.
نتنياهو اضطر الى التوجه الى زعيمة حزب 'هتنوعه' برئاسة تسيبي ليفني، لكي تنضم الى الائتلاف مع المتدينين وهي على استعداد ان تدخل الائتلاف شرط ان تعمل على المفاوضات مع الجانب الفلسطيني دون الحصول على وزارة الخارجية. موافقة نتنياهو على شرط ليفني، يعني اعتراض حزب البيت اليهودي ولن يقبل هذا الحزب ان يجلس في حكومة توافق على مبدا المفاوضات على اساس اقامة دولتين في حدود 67 ، وكما قال عضو الكنيست اوري اوريئيل ، من قادة الاستيطان انه من الصعب عليه وعلى حزبه الجلوس في حكومة تتحدث عن اقامة الدولة ألفلسطينية، وهذا الموقف سيصعب على نتنياهو تشكيل ائتلاف ووضع الخطوط العريضة لسياسة الحكومة القادمة.
نتنياهو استنجد برئيسة حزب العمل، شيلي يحيموبيتش وطلب الاجتماع معها اليوم (الثلاثاء) في محاولة اخيرة من جانبه لاقناعها بالانضمام الى حكومته (لحزب العمل 15 مقعدا) لكن يحيموبيتش اعلنت انها ستلتقي نتنياهو لكن موقفها لن يتغير ولن تشارك في حكومته.
رئيس حزب البيت اليهودي، أعلن انه ينسق خطواته مع يئير لبيد ولن يتخلى عنه وسيدخلان الائتلاف الحكومي معا او البقاء في المعارضة معا. قادة حزب الليكود ، الذين امتنعوا عن مهاجمة لبيد ، يشنون اليوم هجوما عليه ويتهمونه بأنه مبتدئ سياسيا وانه يعتقد بأنه من سيدير الحكومة والدولة، وأنهم لن ينتظروه طويلا للانضمام الى الائتلاف.
ليبرمان لذي يواجه القضاء التزم الصمت بكل ما يتعلق بالائتلاف، لكنه عاد ليطالب بابقاء وزارة الخارجية له ليعود اليها بعد انتهاء محاكمته ، وهذا المطلب سيزيد من مشاكل نتنياهو لان لبيد كان قد اعلن بأنه سيطالب بوزارة الخارجية في حال انضمامه للحكومة.
باختصار نتنياهو يواجه الصعاب في تشكيل حكومته ولن ينجح في تقليص الفوارق الايديولوجية بين الاحزاب التي من الممكن ان تشكل الحكومة القادمة ، وسيضطر الى تبكير الانتخابات القادمة.