نزهة "البولو" الأخيرة- رشا حرز الله
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
shمدينة رام الله كانت النزهة الأخيرة التي قضتها عائلة فراخنة من قرية دير جرير شمال شرق المدينة في مركبتها "البولو" رمادية اللون، قبل أن تحولها نيران المستوطنين إلى كتلة متفحمة.
أمام المنزل لا تزال المركبة المتفحمة تأخذ مكانها، يتحسسها موسى فراخنة براحة يده بينما ينظر طفله عبد الله لأثر الهباب على يد والده، مدركا أنه لن يستطيع التنزه بالسيارة مرة أخرى، حينما قال "حرقوها اليهود".
الأب اكتفى بالقول: "العوض على الله، هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها القرية للاعتداء من قبل المستوطنين، في الساعة الثانية بعد منتصف الليل سمعت صوت محرك مركبة قرب المنزل، وعندما نظرت من النافذة كانت النيران تشتعل في مركبتي ومركبة شقيقي".
"دفع الثمن، و"الدم اليهودي ليس رخيصا"، و"تفوح (مستوطنة) لن يتم إفراغها" عبارات انتقامية باللون الأحمر خطها المستوطنون على جدران المنزل.
المستوطنون أحرقوا مركبة فراخنة الذي لم ينته من تسديد ثمنها الذي يفوق 90 ألف شيقل، وقال: "احرقوها، كنت أنقل بها أولاد أخي وأولادي إلى مدارسهم، خاصة في أيام الشتاء، لا أعلم من أي مستوطنة جاؤوا. هناك ثلاث مستوطنات تحيط بالقرية. أكثر من نصف ساعة ونحن نحاول إخماد النيران، لقد أحرقت بالكامل".
"المستوطنون مستفزون" قال عبد الرحمن أبو مخو أحد سكان القرية الذين تجمهروا قرب المنزل المطل على مساحات واسعة من أراضي دير جرير.
وهو يتفحص المركبة المحترقة وينفث دخان الغليون، قال أبو مخو:" نحن لسنا آمنين على أنفسنا، يأتون هنا بحماية من جنود الاحتلال، يعتدون على أراضينا ومزارعينا، كذلك على رعاة الأغنام. إنهم يحولون حياتنا إلى جحيم".
يعيش في بلدة دير جرير أكثر من 5000 نسمة، حسبما قال رئيس مجلسها القروي عماد علوي، مضيفا أن سكان القرية يعانون من اعتداءات المستوطنين من مستوطنة عوفرا، وكوكب الصباح في الجهة الشرقية، بالإضافة إلى تواجد جيش الاحتلال الدائم في القرية بسبب وجود معسكر تل العاصور المقام على أراضي قرية كفر مالك المجاورة.
وقال علوي: في الآونة الأخيرة استولت سلطات الاحتلال على المزيد من أراضي القرية البالغة مساحتها 33161 دونما، والآن تحاول توسعة المستوطنة في حوض المرج في القرية.