بالصور- "سقف من سحاب" ينقل القدس تاريخا وواقعا إلى الجيل الجديد
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يزن طه
اختلط كل شيء على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي، مساء اليوم الجمعة، اختلط الشعر بالنثر، الغناء بالرقص، الحركة بالسكون، والحزن بالفرح، التاريخ بالحاضر، القدس برام الله، لنقل قصة مدينة، منذ اللحظة الأولى لاحتلالها حتى تاريخ رقصة اليوم، بمن مروا عليها، من شهداء وأسرى ورواد، بما مر عليها من حرف وصناعات، بما مر عليها من رصاص وجدار واستيطان، وترحيل وتهجير وتدمير.
45 دقيقة كانت كافية لنقل تاريخ يحكي قصة 45 عاما لمدينة القدس المحتلة، لنقل كل ما فيها من صغيرة وكبيرة، من نصيحة جد على أعتاب رحلته الأخيرة لحفيدته، ومن قرع آنية، أو نكش لـ"بابور"، وهي من مهن القدس الأصيلة، عبر أوبريت فني غنائي أدائي راقص، اختير له أن يسمى "سقف من سحاب"، أو لم يقل شاعرنا محمود درويش يوما، "لبلادنا، وَهِيَ القريبةُ من كلام اللهِ، سَقْفٌ من سحابْ، لبلادنا، وهي البعيدةُ عن صفاتِ الاسمِ، خارطةٌ الغيابْ"؟.
هكذا أريد لهذا العمل أن يكون، أن يحكي قصة دون أية محددات، فسقفه السحاب، يتناول بأدق التفاصيل قصة احتلال القدس، وتهجير أهلها، ورحلتهم المستمرة من العذاب والعناء، "سرد لتاريخ القدس، منذ بداية الاحتلال إلى الآن، ونقله للجيل الجديد الذي لم يعش تلك الأيام، من خلال عمل مكثف قصير مليء بالأحداث"، كما يوضح كاتب الأوبريت الدكتور وائل أبو عرفة.
خاطب أبو عرفة الجمهور عبر شخصية (الجد) الذي طالب أحفاده "بزرع فكرة عن زمن جميل، لخلق حرية لا انتظارها، ليرد عليه أحفاده "نحن لا نسمع شيئا، سمعنا ألف عام، نريد أن نرتاح من مهنتنا الأولى، دعونا نتكلم".
تكلم الصغار، بإيد مكبلة، وجثوا على ركبهم، بانحناءة ظهر أمام من لازمهم القيد في حياتهم، وأمام من أمضوا سنين من العمر خلف قضبان سجن معتم، لا لشيء سوى لأنهم من أبناء القدس، لأنهم أبوا إلا أن يدافعوا عن قدسهم وعن أهلهم، رد الصغار "أنا باق هنا في القدس، رغم القيد، باقون، ورغم الاستيطان والعربدة باقون".
لم يكتف الصغار بالكلام، بل تكلموا عبر أقدامهم، عبر تمايلهم وحركاتهم، عبر صوتهم الذي لم يستقر على نغمته بعد، أجادوا الرقص والغناء، وأجادوا الفرح والموت، فهم من القدس ولها.
37 فتى وفتاة، من طلبة مدارس القدس، هم من قدموا أوبريت "سقف من سحاب"، وهو الأوبريت الذي تنتجه المدرسة بالتعاون مع مركز الفن الشعبي، وبدعم من مؤسسة التعاون، ضمن أحدث إنتاجات المدرسة الفنية.
ويعتبر "سقف من سحاب" الإنتاج الثقافي الفني الثالث لمدرسة الفرير الثانوية في القدس، بعد إنجازها عملين سابقين كان الأول عام 2009 بعنوان (فرح إلنا)، والثاني عام 2010 بعنوان (للعشق نغني).
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.586285274733603.145026.307190499309750&type=1