الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

"سلحفاة معدنية" تُسابق التكنولوجيا !

جنين- ألف - عبد الباسط خلف: يتفاخر نضال أبو التين بامتلاكه سيارة برتقالية اللون، يطلق عليها لقب" سلحفاة معدنية"؛ بسبب تشابهها مع الحيوان الزاحف الذي يحمل بيته فوق ظهره : " سلحفاتي الحديدية موديل العام 1974. وأقتني في بيتي ثلاثة زواحف، الأولى مرسيدس من الطراز الحديث، والثانية "فولكس فاجن" صغيرة وقديمة، أما الثالثة فهي سلحفاة طبيعية أربيها؛ لأدهن سيارتي مثل لونها".
ينحاز قلب أبو التين إلى مركبته الصغيرة، التي اشتراها قبل ربع قرن، ودفع ثمنها ثلاثة آلاف دينار، وصار يحافظ عليها، ويضيف إليها كل "صرعات" المركبات الحديثة. يضيف، وهو يقف بجوار مركبته: أدللها؛ ولا يوجد سيارة تشبهها، حتى من يقني النوعية نفسها، لا يستطيع معاملة سيارته مثلي. ففي كل سنتين أو ثلاث أضعها في المخزن، ولا أعيد استخدامها إلا بعد تغيير لونها؛ وأفعل هذا حتى لا تفقد بريقها، وتظل محترمة.
يحرض أبو التين على" الخنفساء"، ويسافر بها إلى رام الله، فيقضي ساعتين ليصل إلى هدفه، ويتجاوز أحياناً الشاحنات الكبيرة، كما لا يسمح إلا للمقربين وأطفاله: بهاء، وفايز، وياسمين بركوبها في رحلات قصيرة داخل المدينة في المناسبات السعيدة : "رفضت بيعها، رغم الكثير من العروض المغرية التي انهالت عليّ، و لم أقبل بيعها بـ 90 ألف شيقل، ووضعت بها شاشة( دي، في دي)، وكمبيوتر صغير، وإضافات كثيرة لإطاراتها".
كانت شوارع جنين تعج بمركبات مماثلة قبل عشرين سنة تقريباً، لكن نضال يتفاخر بأن العدد تناقص كثيراً، وبالكاد بقيت ثلاث بجانب سيارته، غير أن أيا منها لا يستطيع مجاراته بما يفعله بسيارته، فهو يسابق هجمات التكنولوجيا لإضافتها إلى سلحفاته.
قاد نضال سيارته طويلاً دون الحصول على رخصة قيادة، ولم يرتكب مخالفة مرورية واحدة، كما لم يتسبب بأي حادث سير، غير أنه حصل على إذن القيادة، العام 2000، وصار ينقل مهمة الحفاظ على"الخنفساء" لابنه فايز( 15 عاماً)، ويتمنى لو أن مراسم حفلة عرسه استضافتها سيارته.
يعمل أبو التين، الذي أبصر النور العام 1973 في جنين، في مهنة تصليح المركبات، كما أتقن فنون حرفة الفران، ويقول بابتسامة طوقت وجهه الملتحي:" أنا أكبر من سيارتي بسنة، لكنني لن أسمح لأحد غيري بقيادتها، فهي عزيزة على قلبي، ومن يراها يحسبها موديل سنتها، وفي أقرب فرصة سأطليها بنفس ألوان السلحفاة التي أراقب تغير لونها عن قرب كل يوم."

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024