ربع قرن على استشهاد أول مسيحي من غزة بالانتفاضة الأولى ...
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عبد الناصر فروانة
خمسة وعشرون عاماً مرت على رحيله وذكراه ( لا ) تزال باقية فينا وصورته ماثلة أمامنا ، واسمه محفور في قلوبنا ، وباستشهاده يؤكد بأن الاحتلال ( لا ) يميز بين هذا الفلسطيني أو ذاك ، من حيث الجنس والعمر ، أو الانتماء أو الديانة ، وأن المسيحيين كانوا ولا يزالوا شركاء في الألم والأسر والنضال والتضحيات والدم .
عربي الانتماء .. فلسطيني الهوية .. مسيحي الديانة ، واختط الثورة طريقاً ومقاومة الإحتلال نهجاً وخياراً ... فقبض على حجره المقدس وقذف الاحتلال به ، معبراً عن رفضه لوجوده ولاستمرار احتلاله لوطنه .
انه الشهيد الأسير " خضر إلياس الترزي " أعزب ومن مواليد الثامن من آب / أغسطس عام 1968 في حي الزيتون شرق مدينة غزة .
كبر وترعرع بين أزقة الحي ، ومن ثم انتقلت أسرته لتسكن في حي الصبرة غرب المدينة ، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الإمام الشافعي ، والإعدادي في مدرسة الزيتون الإعدادية ، وواصل تعليمه الثانوي في مدرسة الكرمل بالقرب من مستشفى الشفاء بغزة ، وكان بسيطاً معطاءً أحبه أصدقاؤه وجيرانه ومدرسوه وكان يشارك في أغلب النشاطات المدرسية .
ويضيف فروانة في مقالته : عانى كما باقي أبناء شعبه من ظلم الاحتلال وعنجهيته وممارساته الدموية ، والذي لا يميز ما بين فلسطيني وفلسطيني ، مسلم ام مسيحي ، فالكل سواسية أمام شواخص استهدافه وممارساته القمعية ، كما وأن حال المقدسات المسيحية تحت الاحتلال ( لا ) تختلف عن مثيلتها المقدسات الإسلامية .
ومع اندلاع الانتفاضة الشعبية وتزايد مشاهد القتل والدمار ، لم يقبل " خضر " أن يبقى واقفا على قارعة الطريق ، فقبض على حجره وقذف به جنود الاحتلال كشكل من أشكال المقاومة المشروعة للتعبير عن رفضه لممارساته ولوجوده فوق أرضه .
وفي الثامن من شباط / فبراير عام 1988 وبعد شهرين فقط على اندلاع الإنتفاضة الشعبية أعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي ولم يكن حينها يعاني من أية أمراض ، لكنه تعرض ومنذ اللحظة الأولى لاعتقاله لتعذيب قاسي وضرب مبرح داخل الجيب العسكري وتم ربطه على مقدمة الجيب العسكرية ، وحين وصوله لمعتقل أنصار 2 غرب مدينة غزة ، رفضت إدارة المعتقل تقديم العلاج له بذريعة أنه في الرمق الأخير من حياته .
وبعد ضغط وصراخ من الأسرى اضطر الجيش لنقله إلى مستشفى سوروكا ببئر السبع ، حيث فارق الحياة هناك بعد يوم واحد فقط وذلك في التاسع من شباط / فبراير عام 1988 وكان يبلغ من العمر آنذاك 20 عاماً ، وبعدها تم نقله إلى معهد أبو كبير الطبي وتعتقد عائلته انه قد تم سرقة بعض أجزاء جسده هناك .
و قد أكد التقرير الطبي بأن سبب الوفاة كانت " قسوة التعذيب والضرب المبرح، كسور في جمجمة الرأس، كسر في العامود الفقري، وكسور وكدمات أخرى في أنحاء متفرقة من جسمه " ، وهذه العلامات وآثار التعذيب بدت واضحة على جثته قبل دفنها .
وعودة على بدء .. فان المسيحيين الفلسطينيين هم جزء ( لا ) يتجزأ من النسيج الوطني وتعرضوا للظلم التاريخي والتشريد والاعتقال والتعذيب ، وانخرطوا في النضال ضد الاحتلال وقدموا تضحيات جسام ، وبرزت منهم القيادات التاريخية التي شكلت معالم بارزة في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وأن الآلاف منهم ذاقوا مرارة الاعتقال وقسوة السجان ، واحتجزوا مع المعتقلين المسلمين في ظروف قاسية ، وتعرضوا لما تعرض له باقي المعتقلين من معاملة لا إنسانية وصنوف مختلفة من التعذيب والحرمان ، وكانوا شركاء في الألم والصمود والنضال خلف القضبان ، وبرزت منهم نماذج أعتبرت قيادات ورموز للحركة الأسيرة .
و أن قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة لم تخلُ من أسمائهم ، فكان الشهيد الأسير " خضر الترزي " عنوان لوحدة الألم والدم والمصير المشترك ، وهو يكون بذلك أول مسيحي من غزة يستشهد في الانتفاضة الأولى .
zaعبد الناصر فروانة
خمسة وعشرون عاماً مرت على رحيله وذكراه ( لا ) تزال باقية فينا وصورته ماثلة أمامنا ، واسمه محفور في قلوبنا ، وباستشهاده يؤكد بأن الاحتلال ( لا ) يميز بين هذا الفلسطيني أو ذاك ، من حيث الجنس والعمر ، أو الانتماء أو الديانة ، وأن المسيحيين كانوا ولا يزالوا شركاء في الألم والأسر والنضال والتضحيات والدم .
عربي الانتماء .. فلسطيني الهوية .. مسيحي الديانة ، واختط الثورة طريقاً ومقاومة الإحتلال نهجاً وخياراً ... فقبض على حجره المقدس وقذف الاحتلال به ، معبراً عن رفضه لوجوده ولاستمرار احتلاله لوطنه .
انه الشهيد الأسير " خضر إلياس الترزي " أعزب ومن مواليد الثامن من آب / أغسطس عام 1968 في حي الزيتون شرق مدينة غزة .
كبر وترعرع بين أزقة الحي ، ومن ثم انتقلت أسرته لتسكن في حي الصبرة غرب المدينة ، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الإمام الشافعي ، والإعدادي في مدرسة الزيتون الإعدادية ، وواصل تعليمه الثانوي في مدرسة الكرمل بالقرب من مستشفى الشفاء بغزة ، وكان بسيطاً معطاءً أحبه أصدقاؤه وجيرانه ومدرسوه وكان يشارك في أغلب النشاطات المدرسية .
ويضيف فروانة في مقالته : عانى كما باقي أبناء شعبه من ظلم الاحتلال وعنجهيته وممارساته الدموية ، والذي لا يميز ما بين فلسطيني وفلسطيني ، مسلم ام مسيحي ، فالكل سواسية أمام شواخص استهدافه وممارساته القمعية ، كما وأن حال المقدسات المسيحية تحت الاحتلال ( لا ) تختلف عن مثيلتها المقدسات الإسلامية .
ومع اندلاع الانتفاضة الشعبية وتزايد مشاهد القتل والدمار ، لم يقبل " خضر " أن يبقى واقفا على قارعة الطريق ، فقبض على حجره وقذف به جنود الاحتلال كشكل من أشكال المقاومة المشروعة للتعبير عن رفضه لممارساته ولوجوده فوق أرضه .
وفي الثامن من شباط / فبراير عام 1988 وبعد شهرين فقط على اندلاع الإنتفاضة الشعبية أعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي ولم يكن حينها يعاني من أية أمراض ، لكنه تعرض ومنذ اللحظة الأولى لاعتقاله لتعذيب قاسي وضرب مبرح داخل الجيب العسكري وتم ربطه على مقدمة الجيب العسكرية ، وحين وصوله لمعتقل أنصار 2 غرب مدينة غزة ، رفضت إدارة المعتقل تقديم العلاج له بذريعة أنه في الرمق الأخير من حياته .
وبعد ضغط وصراخ من الأسرى اضطر الجيش لنقله إلى مستشفى سوروكا ببئر السبع ، حيث فارق الحياة هناك بعد يوم واحد فقط وذلك في التاسع من شباط / فبراير عام 1988 وكان يبلغ من العمر آنذاك 20 عاماً ، وبعدها تم نقله إلى معهد أبو كبير الطبي وتعتقد عائلته انه قد تم سرقة بعض أجزاء جسده هناك .
و قد أكد التقرير الطبي بأن سبب الوفاة كانت " قسوة التعذيب والضرب المبرح، كسور في جمجمة الرأس، كسر في العامود الفقري، وكسور وكدمات أخرى في أنحاء متفرقة من جسمه " ، وهذه العلامات وآثار التعذيب بدت واضحة على جثته قبل دفنها .
وعودة على بدء .. فان المسيحيين الفلسطينيين هم جزء ( لا ) يتجزأ من النسيج الوطني وتعرضوا للظلم التاريخي والتشريد والاعتقال والتعذيب ، وانخرطوا في النضال ضد الاحتلال وقدموا تضحيات جسام ، وبرزت منهم القيادات التاريخية التي شكلت معالم بارزة في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وأن الآلاف منهم ذاقوا مرارة الاعتقال وقسوة السجان ، واحتجزوا مع المعتقلين المسلمين في ظروف قاسية ، وتعرضوا لما تعرض له باقي المعتقلين من معاملة لا إنسانية وصنوف مختلفة من التعذيب والحرمان ، وكانوا شركاء في الألم والصمود والنضال خلف القضبان ، وبرزت منهم نماذج أعتبرت قيادات ورموز للحركة الأسيرة .
و أن قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة لم تخلُ من أسمائهم ، فكان الشهيد الأسير " خضر الترزي " عنوان لوحدة الألم والدم والمصير المشترك ، وهو يكون بذلك أول مسيحي من غزة يستشهد في الانتفاضة الأولى .