"كنعان".. تحد وصمود
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
امل حرب
فتحت "باب شمس" شرق القدس، أبوابا جديدة من المقاومة الشعبية السلمية، لإحياء قرى جديدة تقاوم التوسع الاستيطاني المسعور على قمم الجبال الفلسطينية، ولتجدد التأكيد على عدم شرعية المستوطنات التي تقام على الأراضي المستولى عليها من أصحابها الشرعيين.
اللجان الوطنية من مسافر شرق يطا جنوب الخليل اتخذت مقاومة جديدة تحمل اسم "كنعان"، القرية التي أقيمت على أراضي المواطنين المتاخمة للبؤر الاستيطانية الثلاث: "سوسيا"، و"كرمئيل"، ومستوطنة "افيجال".
إنشاء القرية المذكورة، أغضب الاحتلال الذي هرع لهدم خيامها، وحاول إبعاد المواطنين عن المكان، دافعا بحشود كبيرة إلى المكان.
منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور قال لـ"وفا"، إنه منذ شهر ونحن نستعد لإنشاء قرية "كنعان"، لترسيخ وجود الكنعانيين على هذه الأرض منذ أكثر من 1500 عام.
وأضاف الجبور أنه كان من المقرر أن يتمركز موقع القرية بالقرب من قرية اللتواني بمسافر يطا، حيث نصبت أربع خيام في ساعات الصباح الأولى من السبت الماضي، بمشاركة المواطنين ومتضامنين أجانب، إلا أن قوات الاحتلال اقتلعت الخيام؛ بحجة أنها في منطقة عسكرية مغلقة، واعتدت على المواطنين المتواجدين بالضرب، وأبعدتهم عن المكان.
وتابع قائلا: رفضنا الاستسلام، وأصرينا على إعادة بناء القرية في منطقة "خلة غزوية" جنوب شرق يطا، بمحاذاة الخط الالتفافي (المسمى 60)، وبالقرب من عشر مستوطنات، منها: مستوطنة افيجال"، و"يئير"، و"سوسيا"، و"ماعون"، و"حافات ماعون"، بالإضافة إلى البؤر العشوائية التي تحتل قمم الجبال.
وأوضح الجبور، أن الهدف من إنشاء "كنعان"، هو توطين المواطنين في أراضيهم القريبة من المستوطنات، بعد هدم الاحتلال لمساكنهم، وآبارهم، وبركساتهم الزراعية، والتضييق على مراعيهم.
وأشار إلى ردة فعل الاحتلال الغاشمة في مقاومة إنشاء القرى الفلسطينية في المناطق المهددة بالمصادرة، وعدم تورعه عن الاعتداء على المواطنين بكل الأساليب الوحشية أمام وسائل الإعلام المختلفة.
وأشار الجبور إلى الاعتداءات التي تتم من قبل الاحتلال على الصحفيين أثناء تغطيتهم لمثل هذه الفعاليات، من تكسير لكاميراتهم، واعتقال البعض منهم.
من جانبه، أكد الناطق الإعلامي باسم لجنة الجنوب لمقاومة الجدار والاستيطان يوسف أبو ماريا، أن اللجنة قامت بإنشاء قرية "كنعان" بالتنسيق مع الأهالي في يطا، الذين رحبوا بهذه الخطوة.
ودعا أبو ماريا كافة اللجان والقوى الوطنية إلى دعم صمود المواطنين شرق يطا، ومقاومة الاحتلال والاستيطان، مؤكدا الإصرار على إعادة بناء القرية، رغم قمع الاحتلال المستمر لهم.
بدوره، منسق لجنة الجنوب لمقاومة الجدار والاستيطان يونس عرار كشف عن وجود خطة للصمود، رغم الإمكانيات المعدومة، مشيرا إلى أنهم يعتمدون على أنفسهم في دعم صمود القرية.