تحقيق: الإهمال تسبب في وفاة "نصار" والسجان رفض نقله للمستشفى

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
دق ملف وفاة الموقوف محروس نصار في سجون حماس الجمعة الماضية ناقوس الخطر. في ظل عدم رقابة السجون ومراكز التوقيف المنتشرة في قطاع غزة من قبل الجهات المختصة لا سيما بعد تفشي مرض السحايا وإصابة العديد من الموقوفين بالعدوى.
داخلية حماس حسب بيانها أشارت إلى أن الموقوف كان يعاني من أمراض عدة قبل إيقافه ولكن التحقيقات تثبت غير ذلك حيث انتقلت العدوى من داخل السجن ولم يكن "نصار" يعاني أي أثار أو أمراض قبل إعتقاله الأمر الذي يضع القضية بين قوسين..
 
المتوفي لم يشكي من أي مرض
عائلة محروس فتحي نصار 36 عام أوضحت أن أبنها لم يعاني من أي مرض قبل احتجازه في نظارة سجن الشيخ رضوان شمال مدينة غزة مشيرة إلى أن شرطة حماس أهملت علاجه في ظروف صحية صعبة كان يعاني منها جراء احتجازه في غرفة لا تتعدى 6 أمتار وغير صحية منذ عشرة أيام متواصلة دون عرضه على النيابة أو ما شابه للنظر في قضيته.
وحملت العائلة في حديث لـ" فلسطين برس" حكومة حماس مسؤولية مقتل أبنها في سجونها نتيجة الإهمال الطبي وعدم مراعاة حالة المحتجزين صحياً.
وتقول العائلة إن نجلها جرى اعتقاله في 30 يناير على أيدي قوة تابعة للحكومة المقالة حضرت إلى منزل العائلة وجرى احتجازه في نظارة مركز الشيخ رضوان ومنذ ذلك الوقت لم يكن نجلهم يعاني من أي أمراض أو أعراض كما زعمت داخلية المقالة في بيانها مشيرة إلى أنه جرى زيارته قبل أربعة أيام من وفاته ولم يكن يعاني أي أمراض تذكر وكانت صحته جيدة.
 
الاهمال الطبي وراء وفاته..
وتقول العائلة إن إتصال ورد إليها في ساعات متأخرة من ليلة "الخميس الجمعة " بضرورة الحضور إلى مستشفى الشفاء لرؤيته أبنهم محروس وتضيف " توجهنا على الفور إلى المستشفى وهناك رأينا أبننا في حالة صعبة وقد جرى إدخاله إلى قسم العناية المركزة نظراً لخطورة حالته دون معرفة الأسباب ".
وتوضح العائلة " عندما استوضحنا الأمر لمعرفة ما يجري مع أبننا لم يكن قد مضى أكثر من نصف ساعة حتى تم إعلان وفاته في العناية المركزة وقد أبلغونا أن أبننا أصيب بمرض السحايا مما أدى لوفاته على الفور نظراً لخطورة حالته
وتشير العائلة إلى أن الأطباء أبلغوها أن التأخير في نقل أبنهم إلى المستشفى أدى لتفاقم حالته الصحية مما أدى لصعوبة علاجه حيث وصل إلى المستشفى في حالة خطرة للغاية مما استدعى لنقله إلى غرفة العناية المركزة في محاولة منهم لإنقاذه ولكن دون جدوى-  محملة داخلية حماس المسؤولية الكاملة عن مقتل أبنها وطالبت كافة الجهات بالوقوف عند مسؤولياتها ومحاسبة المتورطين.
 
السجان رفض نقله للمستشفى..
وفي تفاصيل ما جرى داخل النظارة قال أحد السجناء الذين رافقوا محروس إلى مستشفى الشفاء إن أفراد الشرطة في المركز رفضوا نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج مشيراً إلى أنه منذ ساعات الصباح الأولى جرى إطلاعهم على حالته الصحية ولكنهم رفضوا علاجه أو نقله إلى المستشفى وقالوا لنا ( أتركوه أتركوه) دون معرفة الأسباب وراء طلبهم.
وأضاف أحد السجناء الذي أفرج عنه في وقت لاحق لـ" فلسطين برس" في ساعات المساء وتحديدا التاسعة والنصف ساءت حالة محروس وأصبحت مخيفة مما دفعنا للاحتجاج والطلب من السجانين نقله إلى المستشفى حيث كان وضعه الصحي صعب للغاية مما دفعهم للموافقة ونقله حيث رافقته إلى مستشفى الشفاء ".
ويؤكد " نقلنا محروس إلى المستشفى وكان في حالة صعبة للغاية ولا يتحرك لدرجة أننا كنا نعتقد انه قد فارق الحياة داخل النظارة وهذا الأمر الذي دفع السجانين للموافقة على نقلة إلى المستشفى ".
 
انتشار الوباء داخل النظارة ..
أحد الأطباء العاملين في الخدمات العسكرية أكدوا إصابة عدد من الموقوفين بالوباء داخل نظارة مركز الشيخ رضوان وأشار الطبيب إلى أنه جرى نقل نحو 70 موقوف إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة عليهم وتبين هناك إصابة 3 موقوفين بالعدوى.
ويضيف الطبيب معلقاً على حالة وفاة نصار قائلاً  " إن التأخر في نقله إلى المستشفى أدى لتفاقم حالته الصحية ووفاته على الفور لدى وصوله إلى المستشفى ".
ويضيف الطبيب الذي رفض  كشف هويته لحساسية الأمر " لولا اكتشاف المرض لكان عدد أخر من الموقوفين قد توفوا نتيجة تفشيه داخل النظارة " مؤكدة أنه جرى تطعيم كافة الموقوفين في النظارة ومعالجة الإصابات الثلاثة على الفور ومتابعة حالتهم الصحية خشية من انتقال العدوى لآخرين في مستشفى الشفاء بغزة.
 
القانون يكفل التعويض..
هذا وطالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان حكومة حماس بفتح تحقيق جدي في ظروف وملابسات وفاة المواطن محروس فتحي نصار، خلال احتجازه في مركز شرطة الشيخ رضوان التابع لأجهزة امن المقالة، شمال مدينة غزة، خاصة مع وجود شبهات إهمال طبي بحقه.
ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ففي حوالي الساعة 2:00 من فجر يوم أمس الأول الجمعة الموافق 08 فبراير 2013، أعلنت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة عن وفاة المواطن محروس فتحي نصار، 36 عاماً، من سكان حي الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة، وهو موقوف في مركز توقيف شرطة الشيخ رضوان، إثر إصابته بمرض التهاب السحايا.
ودعا المركز في بيان صحفي وزارة داخلية حماس، الجهة المشرفة على مراكز الإصلاح والتأهيل والتوقيف قانوناً، بوضع إجراءات صارمة من شأنها معاينة كل نزيل صحياً قبل احتجازه في مراكز التأهيل أو التوقيف، إضافة إلى نقل كل من تتطلب حالته المرضية إلى عيادة أو مستشفى للعلاج دون تأخير.
وأكد على مسئولية السلطة الفلسطينية عن حياة كافة المسجونين والموقوفين لديها، وإنها بذلك مسئولة عن معاملتهم بما يحفظ كرامتهم، بما في ذلك توفير الرعاية الطبية لهم، وفقاً لقانون مراكز الإصلاح والتأهيل لعام 1998
كما أكد على حق أسرة المسجون بالمطالبة بالتعويض إذا ثبت قضائياً إهمال الشرطة في الحفاظ على حياة ابنها.
 عن بال برس