"عين سامية" تذرف حزنها منذ 70 عاما تحت الصفيح الصدىء.. ولا مجيب !
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
مهند العدم - من بين الأشياء التي تبعث الأسى لدى الشيخ "أبو سلامة الكعابنة" المهموم بحياة 900 مواطن في"عين سامية"، هو أن رام الله التي تجاهر بالبذخ على مسافة 20 كم "لم ترمش بعد ..." ؛ لكي تخفف، ولو قليلا، من البؤس الذي يعيشونه تحت الصفيح الصدىء...
لمن لا يعرف كيف يعيش المواطنون التسعماية من عرب الكعابنة في منطقة " عين سامية" شمال شرقي رام الله، فقط علية أن يستمع، للشيخ أبو سلامة وهو يشرح معاناتهم المديدة تحت صفيح "الزينكو" و الخيش المهترىء منذ 70 عاما، أو بفعل محاصرتهم بإخطارات الهدم و الإخلاء من قبل قوات الاحتلال إرضاء لشهية التوسع و "التطهير العرقي" التي تتلبس نزلاء المستوطنة الإسرائيلية المسماة "كوخاف هاشاخر"..أو – كما قال بأسى – جراء "تطنيش" الجهات الفلسطينية المسؤولة لضراوتي الطبيعة و تدابير الإحتلال اللتين تستهدفان وجودهم في المنطقة .
في "بيت القصيد" الذي يكرره المواطنون من عرب الكعابنة في "عين سامية" بأمل الالتفات إلى معاناتهم، قال المواطن الخمسيني ناجح كعابنة أن الفقر حال دون أن يستكمل ابنه البكر دراسته في جامعة القدس المفتوحة برام الله، بعد أن عجز عن تأمين قيمة الأقساط الجامعية وتحمل تكاليف المواصلات، مشيرا إلى أن ابنته التي لا تزال على مقاعد الجامعة ذاتها، "قد تضطر لتأجيل الفصل الجامعي الجديد أو إنهاء دراستها" ؛ ما يستدعي، من وجهة نظره، التفات إدارة الجامعة وتقديمها العون لمساعدتها في استكمال حلمها .
قال المختار/ الشيخ "أبو سلامة" لـ دوت كوم ، أن الخيام وجميع العرائش تلقى أصحابها إخطارات هدم و إزالة من قبل الاحتلال بذريعة أنها مقامة على "أراضي دولة"، حيث ترافقت الإخطارات مع عرض من قبل سلطان الاحتلال لترحيل المواطنين إلى منطقة أخرى و تزويدهم بمنازل نقالة "كرافانات"، مدركا أن العرض يستهدف تسليم الأرض للمستوطنين، وهي أرض – كما لفتت مصادر "مركز القدس للمساعدة القانونية" المهتم بمتابعة قضايا البدو لدى المحاكم الإسرائيلية، مملوكة للمواطنين من قرية كفر مالك المجاورة لـ"عين سامية" .
في الإطار، أوضح غير مواطن من عرب الكعابنة المقيمون في المنطقة – أوضحوا في أجاديث منفصلة مع "القدس دوت كوم" أنهم طالبوا الجهات المسؤولة في السلطة الفلسطينية بإيجاد خطة لاستيعابهم في حال نفذ الاحتلال تهديداته بترحيلهم بالقوة،. فيما اتهم بعضهم وزارة الزراعة ب "التقصير" في دعمهم لتامين الأعلاف لأغنامهم بعد سيطرة المستوطنات على مراعيهم، وبفعل مطاردات "الدوريات الخضراء" التابعة لـ "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية، حيث تمنع الأخيرة الرعاة من دخول الأراضي الرعوية وتفرض عليهم الغرامات و تحتجز مواشيهم وتعتقلهم أحيانا.
تبقى الإشارة على أن الحياة الصعبة التي يعيشها المواطنون ألـ 900 من عرب الكعابنة، هي نصيبهم من معاناة أشمل تطال الكثير من التجمعات البدوية، بينها – مثلا – معاناة نحو 450 عائلة تعيش البؤس ذاته في بمنطقة "فصايل" في الأغوار الوسطى .