الاحتلال يفرض عقوبات مستمرة لحرمان الاسرى من رؤية ذويهم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
علي سمودي- يشتكي أهالي الأسرى من المعاناة وعمليات القهر التي يتعرضون لها على يد الاحتلال خلال زياراتهم لأبنائهم داخل السجون، من خلال ممارساته بالتضييق والحجز، والتأخير والإهانة والإساءة لكثير منهم، في محاولة للضغط عليهم وعلى الأسرى.
رحلة العذاب
ومن أبرز اشكال المعاناة في رحلة العذاب المريرة: الاكتظاظ والازدحام على الطريق، وبشكل خاص احتجازهم والانتظار في ساعات الفجر على الحواجز العسكرية القريبة من المدن الفلسطينية المحاذية للداخل، في الوقت نفسه الذي تزدحم بمئات من العمال، ما يخلق أزمة كبيرة على المعبر يدفع ثمنها الاهالي.
معبر الطبية
وعلى سبيل المثال فإن معبر الطيبة ورغم أنه يضم ثلاثة مداخل يسمح بالمرور عبرها، إلا أن جنود الاحتلال يغلقون اثنين منها ويبقون مدخلاً واحداً لمرور العمال وأهالي الأسرى، ما يضطرهم للوقوف ساعات حتى يسمح لهم باجتياز المعبر.
والدة الأسير عبد الرحمن شتية، من قرية سالم شرق نابلس، والتي تعاني من آلام في أرجلها أكدت لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، أنها تنتظر ساعات طويلة على معبر الطيبة تنتظر دورها، مشيرة الى أنه لا يوجد أدنى مراعاة لوضعها الصحي.
والدة الاسير شتية، الذي يقبع في سجن شطة، افادت بأن الوضع داخل السجن سيئ للغاية، فلا توفر ادارة السجن مكان للجلوس، ما يضطرهم للجلوس على الأرض، كما أن هناك غرفة بداخلها حمام، وتحتوي الغرفة على بعض المكعبات الاسمنتية للجلوس عليها، لكنها غير مريحة أبداً.
وتبلغ معاناة اهالي الاسرى ذروتها خلال الزيارات، جراء عدم وجود مرافق عامة، من حمامات التي وإن وجدت فإنها متعفنة، واكد الاهالي عدم توفر مرافق للشرب هناك، فيحضرون أكلهم ومشربهم معهم، حتى لا يضطروا للطلب من الجنود.
الانتظار الطويل
ويعاني أهالي الأسرى من مشكلة الانتظار طويلاً لحين الدخول لرؤية أبنائهم داخل المعتقل، ووفق شهاداتهم، فإن جنود الاحتلال يجمعون الأهالي في كل سجن، والذين يتجاوز عددهم في غالب المرات مئة فرد، في الساحة الخارجية، ويدخلونهم على شكل مجموعات، بعد أخذ تصاريح الزيارة منهم، ومن الأهالي من يزور وينهي زيارته مبكراً، ومنهم من تتأخر زيارته فيبقى للمساء ويغادر السجن ليصل بيته في منتصف الليل في كثير من المرات.
التفتيش المهين
أما الأجراء الأكثر إزعاجاً وإهانة، فهو التفتيش والدخول في غرف خاصة، لا سيما دخول النساء لتلك الغرف، اللواتي يشتكين من التفيش المهين والمذل عند كل زيارة، والحجز فترات طويلة، والدخول في غرف تحتوي على الأشعة المضرة.
فالحاجة الستينية أم بكر بلال وهي والدة الأسرى الثلاثة معاذ وعثمان وبكر بلال من مدينة نابلس، قالت إن التفتيش الذي يقوم به جنود الاحتلال مهين للغاية، ولا يراعون فيه حاجة أو امرأة أو حتى طفلة، فالكل يدخل غرفة التفتيش وسيخضع للآلة التي تكشف ما يحمل، مؤكدين أن أي اعتراض يحرم الاهالي من اكمال الزيارات.
تمزيق التصاريح
ومن المشاكل التي تتكرر مراراً، تمزيق جنود الاحتلال تصريح الزيارة لأحد الزائرين بحجج واهية ويرجعه، إما عن الحاجز، او بعد أن يصل السجن، ويجتاز مسافة طويلة، ما ينعكس سلباً على من جاء لرؤية ابنه أو ابنته، أو لأطفال يريدون رؤية والدهم داخل الأسر.
معاناة مستمرة
وبعد تجاوز كل مراحل الالم والعذاب وعندما يحين موعد اللقاء ويخفق القلب فرحاً برؤية الأحباب، حتى يصطدم الأهالي بعقبات أخرى حتى في الـ 45 دقيقة التي يحادثون فيها أبناءهم من وراء الزجاج المدعم بالقيود الحديدية، ومن تلك المشاكل، تعمد الجنود تأخير إحضار الأسرى لغرفة الزيارة، ما يهدر من وقت زيارتهم.
واشتكى الاهالي من تعمد الجنود اتلاف الهواتف الموجودة في غرف الزيارة او التلاعب بها خلال حديث الأسير مع ذويه، ما يسبب تشويشاً او خفضاً للصوت، فيتعذر سماع الاثنين لبعضهما البعض، في محاولة لإثارة غضب الأسير وبالتالي حرمانه من الزيارة.
واشار الاهالي، الى تغيير السجانين عقارب الساعة أثناء الزيارة، ما يؤدي لتأخيرها لاختصار الوقت وإنهاء الزيارة بسرعة، هذا عدا عن التنصت، بوجود فريق مختص من جنود الاحتلال يراقب الخطوط والمكالمات ومعرفة الحديث الذي يدور بين الأسير وذويه.
وقالت والدة الاسير خضر ضبايا إن "الجنود يمارسون سياسة العقاب خلال الزيارات بشكل متعمد لنعيش العذاب في كل لحظة لعدم معرفتنا بظروف اعتقال ابنائنا داخل السجن"، مضيفة "يعذبنا الشوق للقائهم والاطمئنان عليهم، رغم أن يوم الزيارة يعتبر بالنسبة لنا يوم عيد، لكننا نصطدم بممارسات الاحتلال البشعة خلال الزيارة، فنعود حاملين هماً مضاعفا".
من جهته، أكد مدير مركز أحرار فؤاد الخفش، أن كل هذه الإنتهاكات تتم تحت نظر وأمام ممثلي الصليب الأحمر، الجهة التي تنقل عائلات الأسرى للسجون وتنسق للزيارات دون أن يكون هناك موقف منها أمام الجانب الإسرائيلي، مطالبا الصليب الأحمر بضرورة التدخل لوقف جميع مظاهر هذه الإنتهاكات.