حارس الزيتون ...
المزارع "أبو عاصم" في حقله بقرية عصيرة الشمالية في نابلس
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بسام ابو الرب
يتلمس المواطن محمد عامر حموده 'ابو عاصم'، البالغ من العمر 58 عاما، من بلدة عصيرة الشمالية بمحافظة نابلس، أغصان أشجار زيتونه وكأنها طفلة يدغدغ أناملها.. يتمايل معها على أنغام حفيفها الذي يساير الريح، فتدنو من وجنتيه ولا تخدشها.
'أبو عاصم' الطيار المتقاعد، بعد أن كان يحرس السماء ويسابق الغيوم، أصبح اليوم حارس الأرض وزيتونها، وهو صاحب أشهر زيت زيتون في فلسطين، بجودته العالية وغزارة إنتاجه، حتى وصل صيت زيته إلى الولايات المتحدة الأميركية.
عمل 'أبو عاصم' نحو خمس سنوات في أرضه التي تبلغ مساحتها ما يقارب 60 دونما من الزيتون، من خلال مشروع تعزيز قدرات القطاع الخاص بفلسطين(COMPETE) في إطار زيادة إنتاجية الزيتون ضمن مشروع الري التكميلي لبساتين الزيتون، الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، والمنفذ من مؤسسة الشرق الأدنى والمركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية.
يروي 'أبو عاصم' حكايته مع تطوير وزارعة الزيتون، التي بدأت فكرتها من خلال التواصل مع مؤسسة الشرق الأدنى، التي قدمت المساعدة في كثير من المجالات لرعاية أشجار الزيتون، وكيفية التعامل معها بطرق سليمة تحافظ على إنتاجها وجودة زيتها، الأمر الذي انعكس بشكل ايجابي على زيادة الإنتاج، والذي وصل إلى ثلاثة أضعاف المتعارف عليه عقب تطبيق مشروع الري التكميلي واستخدام الري بواسطة براميل، وهذا انعكس على تسويقه وبأفضل الأسعار.
قال 'أبو عاصم' إن الأرض قبل خمس سنوات 'كانت شبه مهملة، كان فيها ما يقارب 500 شجرة زيتون تنتج بمعدل 100 صفيحة زيت كل سنتين، بينما تنتج بعد تطبيق المشروع والعناية بها ما يقارب 400 صفيحة زيت ذي ذات المدة، إضافة إلى تميز الأشجر عن الموجود في المنطقة، وأصبح إنتاجه يصدر إلي أميركا وأوروبا من خلال جمعية كنعان للتجارة العادلة'.
وأكد أن المشروع شكل نقلة نوعية على الجانب الاقتصادي، وساعد في تعليم ثلاثة مهندسين من أولاده، مشيرا إلى أن هناك تفكير في تقديم خدمات أكثر للأرض في المستقبل، من خلال توفير المياه خاصة في الصيف، وذلك بإضافة بئر أخرى للأرض.
يصف 'أبو عاصم' علاقته بشجرة الزيتون، فيراها مختلفة عن باقي الأشجار، وبأنه يتعامل معها وكأنها 'كائن حي حساس'، خاصة في أيام الظروف الجوية المتقلبة، وبأنها بحاجة لعناية وزيارات متكررة للحصول على نتائج أفضل، وذلك منذ الزارعة والري حتى الوصول إلى عملية القطف.
بدوره، قال عصام أبو خيزران من مشروع (COMPETE)، إنه من خلال المشروع تم العمل على تصدير زيت الزيتون وتعزيز قدرة المنتج الفلسطيني بهذا الخصوص، بحيث يكون هذا القطاع منافس في الأسواق العالمية من خلال زيادة الكم والنوع، مشيرا إلى أن هذا كان واضحا من خلال بعض المزارع إذ كان هناك ما يقارب 250% زيادة إنتاج، وبالتالي المزارع يصبح قادرا على البيع بما هو متوفر في الأسواق سواء المحلية أو العالمية.
وأكد أهمية تحسين الجودة من خلال المعاملات الزراعية الجيدة، وإعطاء الأشجار حقها في الري من خلال الري التكميلي، مشيرا إلى أنه يتم العمل مع المزارع من خلال اختيار الأرض، والإشراف على جميع العمليات من خلال التدريب، والقدرة على تطبيق العملية على مساحات أوسع من الأراضي، وتأدية التجربة في الوقت المناسب من إضافة السماد العضوي أو إضافة المياه.
وأشار إلى أن معايير اختيار المزارعين، يتم بمعرفة من يوجد لديهم القدرة ليشكلوا نقلة نوعية، وذلك بالتمحيص من خلال البنية التحتية والمقدرة في الاستثمار، فالمشروع يعمل على تعزيز القدرات من ناحية وتقديم النصائح حول أوقات تقليم الزيتون ووقت الحراثة إذا كانت سطحية، كما يزود المزارعين بالسماد العضوي السائل وأدوات القطف وصفائح التي يتم تخزين الزيت بها، بالإضافة إلى عملية الري والمساعدة في التسويق.
من جانبه، أوضح فارس الجابي وهو خبير في مجال زيت الزيتون، أن الزيت الفلسطيني يتمتع بمواصفات مختلفة عن غيره، كون الطبيعة التي ينمو فيها مختلفة من حيث معدل الأمطار، ونظام الري الموسمي (البعلي)، الأمر الذي ينعكس إيجابا على نسبة المواد المفيدة للصحة بشكل اكبر.
وقال إن هناك تباين في الضفة لجودة الزيت، وذلك حسب طريقة القطف والموعد الملائم له وعدد المعاصر الكافي بحيث تقصر المدة بين قطف الزيتون وعصره، إذ هذا يؤدي للحصول على جودة عالية من الزيت، إضافة إلى عمليات التخزين التي يجب أن تكون بعبوات وأماكن صحية وبعيدة عن الحرارة والشمس والروائح.
وبين أن هناك طاقة تخزين للزيت بأكثر من 5 أطنان، حيث تنتج الأراضي الفلسطينية بمتوسط ومعدل سنوي ما يقارب 25 ألف طن من زيت الزيتون، موضحا أن استهلاك الزيت في فلسطين يقارب 13 ألف طن حسب السعر، كما أن هناك فائضا حوالي 5 آلاف طن، مشيرا إلى أن زيادة الإنتاج وبتكاليف أقل تساعد في تسويق الزيت عالميا، وبأسعار منافسة.
ولفت الجابي إلى أن الأسواق الخارجية غير متاحة للمنتج الفلسطيني من الزيت؛ بسبب تكاليف النقل العالية وضعف القدرة التنافسية أمام نظيره الأوروبي، مشددا على ضرورة التميز وتعريف العالم بفوائد الزيت الفلسطيني، 'الذي يعتبر خال من الكيماويات وعالي الجودة بقيمته الصحية'.
ويشار إلى أنه تم البدء بالعمل بمشروع زيادة إنتاجية الزيتون في الأول من أب عام 2012، إذ تم حينها اختيار المزارعين والمناطق المستهدفة، وقدمت كافة الاستشارات والخدمات والفحوص اللازمة وتمت متابعة عمليات الري والتسميد وتعليق المصائد والقطف.
zaبسام ابو الرب
يتلمس المواطن محمد عامر حموده 'ابو عاصم'، البالغ من العمر 58 عاما، من بلدة عصيرة الشمالية بمحافظة نابلس، أغصان أشجار زيتونه وكأنها طفلة يدغدغ أناملها.. يتمايل معها على أنغام حفيفها الذي يساير الريح، فتدنو من وجنتيه ولا تخدشها.
'أبو عاصم' الطيار المتقاعد، بعد أن كان يحرس السماء ويسابق الغيوم، أصبح اليوم حارس الأرض وزيتونها، وهو صاحب أشهر زيت زيتون في فلسطين، بجودته العالية وغزارة إنتاجه، حتى وصل صيت زيته إلى الولايات المتحدة الأميركية.
عمل 'أبو عاصم' نحو خمس سنوات في أرضه التي تبلغ مساحتها ما يقارب 60 دونما من الزيتون، من خلال مشروع تعزيز قدرات القطاع الخاص بفلسطين(COMPETE) في إطار زيادة إنتاجية الزيتون ضمن مشروع الري التكميلي لبساتين الزيتون، الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، والمنفذ من مؤسسة الشرق الأدنى والمركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية.
يروي 'أبو عاصم' حكايته مع تطوير وزارعة الزيتون، التي بدأت فكرتها من خلال التواصل مع مؤسسة الشرق الأدنى، التي قدمت المساعدة في كثير من المجالات لرعاية أشجار الزيتون، وكيفية التعامل معها بطرق سليمة تحافظ على إنتاجها وجودة زيتها، الأمر الذي انعكس بشكل ايجابي على زيادة الإنتاج، والذي وصل إلى ثلاثة أضعاف المتعارف عليه عقب تطبيق مشروع الري التكميلي واستخدام الري بواسطة براميل، وهذا انعكس على تسويقه وبأفضل الأسعار.
قال 'أبو عاصم' إن الأرض قبل خمس سنوات 'كانت شبه مهملة، كان فيها ما يقارب 500 شجرة زيتون تنتج بمعدل 100 صفيحة زيت كل سنتين، بينما تنتج بعد تطبيق المشروع والعناية بها ما يقارب 400 صفيحة زيت ذي ذات المدة، إضافة إلى تميز الأشجر عن الموجود في المنطقة، وأصبح إنتاجه يصدر إلي أميركا وأوروبا من خلال جمعية كنعان للتجارة العادلة'.
وأكد أن المشروع شكل نقلة نوعية على الجانب الاقتصادي، وساعد في تعليم ثلاثة مهندسين من أولاده، مشيرا إلى أن هناك تفكير في تقديم خدمات أكثر للأرض في المستقبل، من خلال توفير المياه خاصة في الصيف، وذلك بإضافة بئر أخرى للأرض.
يصف 'أبو عاصم' علاقته بشجرة الزيتون، فيراها مختلفة عن باقي الأشجار، وبأنه يتعامل معها وكأنها 'كائن حي حساس'، خاصة في أيام الظروف الجوية المتقلبة، وبأنها بحاجة لعناية وزيارات متكررة للحصول على نتائج أفضل، وذلك منذ الزارعة والري حتى الوصول إلى عملية القطف.
بدوره، قال عصام أبو خيزران من مشروع (COMPETE)، إنه من خلال المشروع تم العمل على تصدير زيت الزيتون وتعزيز قدرة المنتج الفلسطيني بهذا الخصوص، بحيث يكون هذا القطاع منافس في الأسواق العالمية من خلال زيادة الكم والنوع، مشيرا إلى أن هذا كان واضحا من خلال بعض المزارع إذ كان هناك ما يقارب 250% زيادة إنتاج، وبالتالي المزارع يصبح قادرا على البيع بما هو متوفر في الأسواق سواء المحلية أو العالمية.
وأكد أهمية تحسين الجودة من خلال المعاملات الزراعية الجيدة، وإعطاء الأشجار حقها في الري من خلال الري التكميلي، مشيرا إلى أنه يتم العمل مع المزارع من خلال اختيار الأرض، والإشراف على جميع العمليات من خلال التدريب، والقدرة على تطبيق العملية على مساحات أوسع من الأراضي، وتأدية التجربة في الوقت المناسب من إضافة السماد العضوي أو إضافة المياه.
وأشار إلى أن معايير اختيار المزارعين، يتم بمعرفة من يوجد لديهم القدرة ليشكلوا نقلة نوعية، وذلك بالتمحيص من خلال البنية التحتية والمقدرة في الاستثمار، فالمشروع يعمل على تعزيز القدرات من ناحية وتقديم النصائح حول أوقات تقليم الزيتون ووقت الحراثة إذا كانت سطحية، كما يزود المزارعين بالسماد العضوي السائل وأدوات القطف وصفائح التي يتم تخزين الزيت بها، بالإضافة إلى عملية الري والمساعدة في التسويق.
من جانبه، أوضح فارس الجابي وهو خبير في مجال زيت الزيتون، أن الزيت الفلسطيني يتمتع بمواصفات مختلفة عن غيره، كون الطبيعة التي ينمو فيها مختلفة من حيث معدل الأمطار، ونظام الري الموسمي (البعلي)، الأمر الذي ينعكس إيجابا على نسبة المواد المفيدة للصحة بشكل اكبر.
وقال إن هناك تباين في الضفة لجودة الزيت، وذلك حسب طريقة القطف والموعد الملائم له وعدد المعاصر الكافي بحيث تقصر المدة بين قطف الزيتون وعصره، إذ هذا يؤدي للحصول على جودة عالية من الزيت، إضافة إلى عمليات التخزين التي يجب أن تكون بعبوات وأماكن صحية وبعيدة عن الحرارة والشمس والروائح.
وبين أن هناك طاقة تخزين للزيت بأكثر من 5 أطنان، حيث تنتج الأراضي الفلسطينية بمتوسط ومعدل سنوي ما يقارب 25 ألف طن من زيت الزيتون، موضحا أن استهلاك الزيت في فلسطين يقارب 13 ألف طن حسب السعر، كما أن هناك فائضا حوالي 5 آلاف طن، مشيرا إلى أن زيادة الإنتاج وبتكاليف أقل تساعد في تسويق الزيت عالميا، وبأسعار منافسة.
ولفت الجابي إلى أن الأسواق الخارجية غير متاحة للمنتج الفلسطيني من الزيت؛ بسبب تكاليف النقل العالية وضعف القدرة التنافسية أمام نظيره الأوروبي، مشددا على ضرورة التميز وتعريف العالم بفوائد الزيت الفلسطيني، 'الذي يعتبر خال من الكيماويات وعالي الجودة بقيمته الصحية'.
ويشار إلى أنه تم البدء بالعمل بمشروع زيادة إنتاجية الزيتون في الأول من أب عام 2012، إذ تم حينها اختيار المزارعين والمناطق المستهدفة، وقدمت كافة الاستشارات والخدمات والفحوص اللازمة وتمت متابعة عمليات الري والتسميد وتعليق المصائد والقطف.