سطور من بطولات الحمام الفلسطيني
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
دائرة التعبئة الفكرية والإعلام – القاهرة
تقرير/ أ. أماني الأسطل
يمتاز الحمام بقوة تحمله للصعاب التي يمر بها في حياته، كذلك بالشجاعة فهو يدافع عن عشه في حال وجود متطفلين، ومخلص لوطنه حيث يمتاز بالحنين لموطنه الأول، وهكذا اسرانا البواسل حمام من نوع أخر يمثل رمز التحدي والصمود والشجاعة، مخلصون لوطنهم، مواجهون للموت بصومهم وصمتهم وصبرهم، أعدادهم في ازدياد مستمر، بدؤا معركة الأمعاء الخاوية منذ عام مضى، وأصبحوا علامات بارزة في تاريخ الحرية، سطرت أسمائهم ليبقوا عبر التاريخ مثال يحتزى به ليس امام ذويهم فقط، وإنما أمام العالم أجمع.
ومن الأسماء التي برزت في تاريخ الحرية خضر عدنان أسير محرر منذ عام مضى كان قابع في سجون الاحتلال، قاوم تعنت وجبروت المحتل ليس بالسلاح فهو أسير لا يملك من أمره شيء ولكنه أصر ألا يبقى تحت الذل والمهانة، أثر بنفسه فهذا كل ما يملك ما بين اربعة حيطان، أعلن اضرابه المفتوح عن الطعام في ديسمبر 2011، حتى يتحقق مطلبه، فإما الحرية وإما الشهادة. ودائما ما كان يقول "أنا ولدت حراً ولن أذهب إلى السجن طواعية واحتجاز حريتي واعتقالي هو اعتداء على هويتي". أوقف إضرابه عن الطعام الذي استمر 66 يوماً يوم 22 فبراير 2012، وهو أطول إضراب عن الطعام في تاريخ الأسرى الفلسطيينيين في تلك الفترة، بعد صفقة مع النيابة العسكرية الإسرائيلية قضت بالإفراج عنه في أبريل 2012.
بعد الافراج عن خضر عدنان بعدة أيام، قرر اثنان من الأسرى خوض معركة الكرامة بنفس الوسيلة التي اتبعها عدنان، ففي فبراير 2013 أعلن الأسيران ثائرحلاحلة، وبلال دياب إضرابهما عن الطعام احتجاجًا على استمرار سياسة الاعتقال الإداري دون تهمة موجهة، واستمر اضرابهما عن العام لمدة 76 يومًا. حتى استطاعا بصومهما وصمتهما ان يكسر قيود الأسر وأفرج عنهما.
ولا عجب أن تخط المرأة الفلسطينية سطور تاريخ الحرية، كيف لا وهي رمز الصمود، خنساء العصر الحديث، فنجد هناء شلبي التي أصدرت سلطات الاحتلال أمر باعتقالها إداريًا في فبراير 2012 ولمدة ستة أشهر، دون أن توجه لها اتهامات غير ما صرح به ناطف في الجيش الإسرائيلي "أنها تشكل تهديدًا على المنطقة".
فور اعتقالها بدأت اضرابها عن الطعام احتجاجاً على إلقاء القبض عليها واحتجازها، وفقدت من وزنها 14 ك وواجهت خطر الموت في سبيل قضيتها وإيمانها بحقها، صمدت في وجه المحتل لمدة 43 يوماً، ليفرج عنها بعد ذلك وفق اتفاق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية يقضي بابعادها إلى قطاع غزة لمدة ثلاث أعوام.
محمود السرسك رمز أخر من رموز الصمود، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما أوقفته على حاجز "أيرز العسكري" في 22 يوليو 2009، بينما كان في طريقه للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي في نابلس للإحتراف في صفوفه كلاعب كرة قدم، على الرغم من حصوله على تصريح مرور من قوات الاحتلال لدخول الضفة الغربية المحتلة، دامصموده 96 يومًا ليوقف بعدها أضرابه عن الطعام وفق صفقة الإفراج عنه مع سلطات الاحتلال.
الصمود لن ولم ينتهي فخلف الأسوار الحديدية في السجون الإسرائيلية، وفي 17 أبريل 2012 أعلن الأسرى في سجون الاحتلال دخولهم في حالة إضراب مفتوح تضامناً مع بقيّة الأسرى المُضربين ولزيادة الضغوط على إدراة السجون الإسرائيلية، ليكملوا مسيرة معركة الكرامة ويلحقوها بمعركة الأمعاء الخاوية، حتى أنتهى الإضراب باتفاق مع ادارة السجون الإسرائيلية في مايو الماضي، وكان أحد مطالبهم الرئيسية الإفراج عن الأسرى المعتقلين إدارياً، شرط أن لا يكون تم توجيه تهم ضدهم. ووافقت سلطات الاحتلال بموجب الاتفاق على ثلاثة مطالب رئيسية للأسرى هي: إلغاء العزل الانفرادي، والسماح بزيارات عائلية للأسرى من قطاع غزة، وإنهاء التوقيف الإداري دون محاكمة، مقابل "الامتناع عن المشاركة في أي عمل إرهابي" وعدم إعلان إضراب جديد عن الطعام.
وفي هذه الأثناء، يواصل الأسير المقدسي سامر العيساوي إضرابه المفتوح عن الطعام والذي تخطى الـ 208 على التوالي وسط تدهور حاد في صحته، يقول العيساوى في رسالة موجه إلى أسرته "مناشدتي الأخيرة إلى القيادة المصرية والسلطة الفلسطينية إذا لم يتمكنوا من تحريري حياً واستشهدت أن يمنعوا الاحتلال من تشريح جسدي، وأن يصلى علي في المسجد الأقصى وأدفن بجوار شقيقي الشهيد فادي". وأكد من خلال رسالته أن استمراره في الإضراب عن الطعام ما تواصل لولا دعم الشعب الفلسطيني له ومساندته في المعركة التي يخوضها مضيفاً: "الاحتلال حاول الالتفاف على ما تم إنجازه في صفقة التبادل". وشدد العيساوي على أن حريته من حرية الشعب الفلسطيني وأن قضيته "قضية وطنية وليست شخصية"، مؤكدًا أنه وصل لنهاية النفق ولا يرى إلا نور الحرية أو الشهادة.
كما قال في رسالته "أن تحملوا روحي صرخة من أجل كل الأسرى والأسيرات". كما قال "أتوجه بالتحية والإكبار إلى جماهير شعبنا الفلسطيني البطل وقيادتنا الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) أبو مازن، والى كل القوى والفصائل والمؤسسات الوطنية، على وقوفها إلى جانب معركتنا في الدفاع عن حقنا بالحرية والكرامة".
ويشاطر العيساوي احتجاجه على إيداعه قيد الاعتقال الإداري؛ أي من دون تهمة ولا محاكمة عدد من الاسرى منهم أيمن شراونة المضرب عن الطعام منذ أول يوليو 2012، وطارق قعدان وجعفر عزالدين المضربين عن الطعام بمدد مختلفة.
في سياق متصل، نفذ 360 أسيرا فلسطينيا في ثلاثة أقسام بسجن ريمون الإسرائيلي 14 فبرابر 2013، إلى جانب قيادات فلسطينية في مختلف السجون، إضرابا عن الطعام ليوم واحد يتمثل بإرجاع وجبات الطعام. فيما أعلنت القوى الوطنية الفلسطينية أنها ستنفذ إضرابا ليوم واحد؛ تضامنا مع الأسير الفلسطيني سامر العيساوي الذي يهدد الموت حياته، وذكر بيان لنادي الأسير أن جميع السجون ستشهد يوم 19 فبراير 2013 إضرابا عن الطعام؛ تضامنا مع الأسرى المضربين.
ردود فعل في المدن الفلسطينية
أسرانا البواسل يسطرون تاريخ الحرية ويشاطرهم كافة أطياف الشعب الفلسطيني، وكان نشطاء أطلقوا حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، ودعوا بهذا الصدد إلى اعتبار يوم الجمعة 15 فبراير 2013 "جمعة كسر الصمت" للتظاهر في جميع المدن الفلسطينية، وحث النشطاء جميع الفلسطينيين، على ضرورة الخروج إلى كافة الميادين العامة ونقاط التماس مع الجنود الإسرائيليين بعد صلاة الجمعة "لإيصال رسالة بأن وفاة أي أسير في سجونه سيفتح عليه أبواب جهنم". ويطالب المتظاهرون الفلسطينيون بالإفراج عن هؤلاء الأسرى وإنهاء اعتقالهم الإداري الذي يتيح للسلطات الإسرائيلية تمديد احتجازهم دون تقديم لوائح اتهام بحقهم، يذكر أن الكيان الصهيوني يعتقل، وفق بعض المصادر، أكثر من 4500 أسير فلسطيني.
ووفق تلك الحملة اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومتظاهرين اعتصموا قرب سجن عوفر جنوب مدينة رام الله عقب تأدية مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة 15 فبراير 2013، حيث أتى الاعتصام تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، ومنهم سامر العيساوي الذي نقل إلى مستشفى "آساف هروفيه" لوضعه تحت المراقبة والإشراف الطبي نظرا للمضاعفات التي طرأت على وضعه الصحي.
كما شهدت مدينة بيت لحم مظاهرة مماثلة، نجح خلالها شبان فلسطينيون ونشطاء من "مقاتلين من أجل السلام" للوصول إلى مستوطنة أفرات ورفعوا بداخلها وعلى بوابتها الخارجية برفع أعلام فلسطين، وصور الأسير العيساوي على بوابة مستوطنة أفرات جنوب مدينة بيت لحم إلا أن القوات الإسرائيلية فرقت المتظاهرين عبر إطلاق القنابل الغاز المسيلة للدموع.
وأفاد الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم محمد بريجية، بأن جنود الاحتلال أغلقوا الطريق الموصل إلى مكان إقامة الجدار ومنعوا المشاركين بالمسيرة من الوصول إليه، ورفع المشاركون العلم الفلسطيني وصور الأسرى المضربين عن الطعام، ورددوا الهتافات الوطنية المنددة بسياسة القمع الاحتلالية.
كما اصيبت فتاة بقنبلة صوتية إنفجرت مباشرة في رأسها أثناء تفريق الاحتلال لمسيرة قرية النبي صالح الأسبوعية قرب رام الله. وانطلقت المسيرة من ميدان الشهداء وسط القرية بمشاركة العديد من أهالي القرية والمتضامنين الأجانب تحت عنوان "جمعة الغضب نصرة للأسرى في سجون الاحتلال". وأطلقت قوات الاحتلال العديد من قنابل الغاز والعيارات المطاطية والمياه العادمة ما أدى إلى إصابة 3 شبان بالأعيرة المطاطية وإصابة العشرات بحالات الاختناق. واندلعت بعد ذلك مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت القرية بشكل وحشي وقامت برش البيوت بالمياه العادمة واستهدافها بقنابل الغاز والصوت.
وفي جنين، أصيب العديد من الشبان بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال على حاجز الجلمة العسكري.
وفي قلقيلية، أصيب العشرات من المشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية السلمية بحالات اختناق. وانطلقت المسيرة السلمية من وسط كفر قدوم بمشاركة المئات من أبناء البلدة وأبناء حركة "فتح" ومتضامنين أجانب، ومن داخل أراضي العام 1948، باتجاه الطريق الرئيس للقرية الذي أغلقته قوات الاحتلال قبل عشر سنوات لصالح مستوطنة "قدوميم" المقامة على أراضي القرية. ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، واليافطات الداعية إلى فتح الطريق وإنهاء الاحتلال والاستيطان، وأخرى تطالب بالإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال
وفي القدس، هاجمت قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال مسيرة جماهيرية حاشدة في بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة تضامناً مع الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من سبعة شهور، وأصابت عددا من المواطنين بينهم عدد من الصحفيين.
ردود فعل فلسطينية
وجه رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طالبه فيها بالتدخل لإنقاذ حياة الأسرى، وأعرب عن خشيته من تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في حال حدوث مكروه للأسرى المضربين عن الطعام.
وكان الرئيس عباس حذر من انهيار "لا يمكن السيطرة عليه" إذا لم يتم إنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام. كما وصل سيادته إلى خيمة نصبت في البيرة شمال القدس, وذلك تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، كما وعد الرئيس أهالي الأسرى بأن يتحقق حلم إطلاق سراح ذويهم من السجون الإسرائيلية، تمامًا مثل حلم الدولة.
واكد أنه سيطرح قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلي على الرئيس الأميركي باراك اوباما في زيارته المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط. وتابع أن "وفدا أميركيا سيأتينا برئاسة وزير الخارجية جون كيري، ووفدا آخر سيأتي برئاسة رئيس الولايات المتحدة. ثقوا تماما أنه لن يكون على رأس جدول أعمالنا إلا أسرانا البواسل". وقال عباس أمام المعتصمين في الخيمة «إننا لا نتضامن مع أسرانا وإنما نقول انهم جزء منا، لذلك لنقول "لن ننساهم ولن نتركهم يعانون خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف "إننا نتصل بالأمم المتحدة والدول الأوروبية والإسلامية ونحضها على أن تتحرك من اجل إطلاق سراح الأسرى".
كما طالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.حنان عشراوي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والسياسية تجاه قضية الأسرى العادلة، وتحقيق مطالبهم الانسانية المكفولة بالقانون الدولي والقانون الدولي الانساني والضغط على اسرائيل لتنفيذ الاتفاقات التي أبرمت سابقا حول الإفراج عن الأسرى. وحملت عشراوي اسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير سامر العيساوي ورفاقه المضربين عن الطعام.
بينما الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، طالب خلال الإجتماع الذي عقده في محلية سبسطسية، اليوم، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته اتجاه الأسرى المضربين عن الطعام، محملا المسؤولية للمجتمع الدولي إذا ماتم الإفراج عن الأسرى المضربين وتحسين أوضاع الأسرى بشكل عام ورفع المعاناة عنهم وتحسين ظروف اعتقالهم وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة واعتبارهم اسرى حرب.
ردود فعل دولية
لا يتوقع أبناء الشعب الفلسطيني من المجتمع الدولي أي ردود فعل سوى الإدانه والاستنكار والمناشدة بإيحاد حل لمعاناة الأسرى في سجون الاحتلال وفي هذا الصدد، أعربت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي عن قلقها البالغ بشأن أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام، لاسيّما في أعقاب ورود تقارير تؤكّد تدهور الظروف الصحية بشكل بالغ لثلاثة أسرى مضربين؛ هم: سامر العيساوي المضرب منذ اكثر من مائتي يوم، وكل من طارق قاعدان، وجعفر عز الدين ويخوضان إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 78 يوماً
كما عبرت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، عن قلقها البالغ إزاء التدهور الكبير في الحالة الصحية للسجناء المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم آشتون في بيان صحفي إنها تتابع بقلق التقارير الواردة عن تدهور صحة كل من أيمن الشراونة، وسامر العيساوي، وجعفر عز الدين، وطارق قعدان، المعتقلين في السجون الإسرائيلية والذين يخوضون إضرابا طويلاً عن الطعام. ودعا الاتحاد الأوروبي، الحكومة الإسرائيلية السماح لعائلات المضربين عن الطعام بزيارتهم واحترام حقوقهم الكاملة والالتزام بحقوق الإنسان تجاه جميع المعتقلين والسجناء الفلسطينيين.
واستنكرت بيلاي في رسالة بعثت بها إلى "لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية" سياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية بحق المواطنين الفلسطينيين، لتمكنها من احتجازهم دون توجيه أي تهمة محدّدة أو محاكمتهم، قائلةً: "يجب توجيه الاتهام للأشخاص المحتجزين، وتقديمهم للمحاكمة بضمانات قضائية وفقاً للمعايير الدولية أو إطلاق سراحهم على الفور".
بدورها، دعت منظمة العفو الدولية في بيان إلى "تحرك عاجل" لمصلحة العيساوي "المريض المضرب عن الطعام منذ شهر أغسطس 2012، "الذي باتت حياته في خطر شديد". ودعت المنظمة السلطات الإسرائيلية إلى تقديم علاج طبي ملائم للعيساوي، أو الإفراج عنه فوراً.
كما أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جيمس دبليو راولي، على إستمرار قلق الأمم المتحدة على وضع الأسرى الفلسطينيين. وأشار منسق الشؤون الإنسانية إلى موقف الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يدعو إلى توجيه اتھام للأسرى لمثولھم للمحاكمة بضمانات قضائية بما يتماشى مع المعايير الدولية، أو الإفراج عنھم دون إبطاء. وقال راولي "أنه لا يزال على تواصل مع الحكومة الإسرائيلية، مؤكداً على ضرورة حل ھذه المشكلة على وجه السرعة".
كما وعدت الجمعية الطبية الألمانية العربية بالالتزام بمعالجة الأسيرة المحررة لينا الهنداوي، من سكان جنين التي أصيبت بمرض خلال اعتقالها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث ستهتم الجمعية بعلاج الأسيرة على نفقتها الخاصة وكمنحة في جمهورية ألمانيا.
ردود فعل عربية
عربياً، كشف وزير الأسرى والمحرّرين في حكومة رام الله عيسى قراقع عن جهود وتحرّكات جادّة يبذلها الجانب المصري؛ للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال قراقع في تصريحات صحفية: "إن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو يبذل جهوداً حثيثة ومتواصلة من أجل إنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام، وإن مصر تقوم بالضغط على الجانب الإسرائيلي للإفراج عنهم جميعاً من سجونه".
كما أعرب وزير الخارجية المصري محمد عمرو عن قلقه من الأنباء الواردة حول تراجع الحالة الصحية لعدد من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام. وحذر عمرو من أن تعرض حياة الأسرى للخطر سيؤدي إلى ازدياد في حالة الاحتقان السائدة، بما ستنعكس آثاره على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة ككل. ودعا الوزير المصري المنظمات الدولية المعنية والمجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الممارسات الإسرائيلية.
في غضون ذلك، نفذ العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات منطقة صور وبدعوة من حركة "فتح"، إعتصاماً حاشدا أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في صور، تضامناً مع الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية، رفع المشاركون خلال الاعتصام الاعلام اللبنانية والفلسطينية وصور الاسرى المضربين عن الطعام.
كما سلم المعتصمون مذكرة لمندوب اللجنة الدولية للصليب الاحمر رياض دبوق موجهة الى أمين اللجنة، مطالبين فيها بالتدخل العاجل للافراج عن الأسرى والمعتقلين، والعمل على إنقاذ حياة المضربين عن الطعام في أطول إضراب عرفه التاريخ، حيث تجاوز إضراب الاسير سامر العيساوي المئتي يوم.
كما طالبت المذكرة لجان حقوق الانسان والمؤسسات الدولية والصليب الاحمر بزيارة الاسرى للاطلاع على أوضاعهم الصحية الخطيرة، محملة حكومة الاحتلال التي تتنكر للأعراف والقوانين الدولية "مسؤولية تدهور حالتهم الصحية"، آملة في "الضغط على حكومة الاحتلال بالوسائل الممكنة كافة، لإلزامها بالشرعية الدولية والافراج عن الأسرى والمعتقلين وبخاصة المضربين عن الطعام قبل تفاقم الأمور وفوات الاوان".
المعاناة مستمرة
ستبقى معاناة الأسرى مستمرة وسيبقى أسرنا القابعين خلف الأسوار الحديدة في ازدياد مستمر، مسطرون باعمارهم تاريخ النضال والبطولة إلى أن يفيق الضمير العربي والعالمي من ثباته العميق، وفي هذا المقام ندق ناقوص الخطر ونصرخ قائلين أن قائمة عمداء الأسرى - وهم الذين أمضوا ما يزيد عن عشرين عاماً في سجون الاحتلال - قد ارتفعت إلى 73 أسيراً، بعد انضمام أسيرين إليها من مدينة جنين دخلا عامهما الواحد والعشرين .
وأن الاسير المحرر فواز زهران أقر بكامل أرادته عن إستعداده الكامل بالتبرع بكل أعضائه وبكل ما يملك للأسرى المضربين عن الطعام، ووجه رسالة رسالة إلى الضمائر النائمة في الأمة قال فيها "أن الحياة لن تتكرر فإما عيش بكرامة أو فلنمت قبل أن يمس جبيننا الذل العقيم
وأن المحكمة العسكرية الاسرائيلية في بئر السبع فرضت كفالة مالية قيمتها 50 الف شيكل للافراج عن المواطنة فتحية خنفر (58 عاماً) والدة الاسير رامي يوسف خنفر (33 عاماً) من بلدة سيلة الظهر لحين محاكمتها، بعد أن تم اعتقالها أثناء زيارة ولدها الأسير بزعم انها تشكل خطر على الامن الاسرائيلي.
وحديثاً، أفاد مركز معلومات وادي حلوة بأن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الاسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي، في بلدة العيساوية شرق القدس واعتقلت شقيه شادي العيساوي، كما اعتقلت محمود فايز محمود الذي يقطن قرب منزل العيساوي.
كما أعلنت والدة الاسير المضرب عن الطعام ايمن الشراونة الاضراب في خيمة التضامن مع ابنها وباقي المضربين المقامة في حي ابن ارشد وسط مدينة الخليل، وأوضحت أم ايمن أنها واثنين من ابنائها وعدد من المتضامنين شرعوا في اضرابهم لحماية نجلها ومنع تصفيته بدم بارد ووقف الهجمة الشرسة التي يتعرض لها من ادارة السجون التي تمارس كل اشكال العقاب والضغط بحقه وسط صمت العالم أجمع.
وأختم القول بكلمات المبدع صلاح جاهين (لسة الطيور بتقن، والنحليات بتطن، والطفل ضحكه يرن مع إن مش كل البشر فرحانين) حيث جاءت أخيراً بارقة أمل تطل علينا من داخل النفق المظلم الذي نعيشه، فقد نجحت أول عملية تلقيح صناعي لزوجة أسير فلسطيني، وذلك من خلال تهريب حيوانات منوية له من داخل زنزانة الاحتلال، فمنحه الله سبحانه وتعالى بمولد رغم مضي 15 عاماً على اعتقاله، وبهذا سيبقى أسرانا البواسل خاصة، وأبناء شعبنا الفلسطيني عامة في مواجهة المحتل بكافة الوسائل ليصبحوا رموزاً في تاريخ الحرية والنضال.