في قصرة.. لا فرق بين مستوطن وجندي إلا بنوع الرصاص!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بشار دراغمة - المشهد في قرية قصرة جنوبي مدينة نابلس اصبح مشوها، أشجار مقطعة، وسيارات متفحمة، وأعمدة كهرباء محطمة، ويلحظ المار من هناك أن هجمة منظمة تتعرض لها القرية تستهدف في كل مرة شيئا جديدا.
وما ان تبدأ قصرة نهارا جديدا، حتى يشرع سكانها في الاستعداد لهجمات جديدة ينفذها المستوطنون برعاية وحماية كاملة من جيش الاحتلال، وما ان يلقي الليل هدوءه بعد ظله، حتى تتسلل عصابات متطرفة لارتكاب جريمة جديدة عنوانها دائما البشر والشجر والحجر وأخيرا السيارات.
قرية قصرة (24 كيلومترا جنوب شرق نابلس) كانت خلال الأسبوع الماضي عنوانا مركزيا لهجمات المستوطنين الذين لا يترددون في إطلاق النار والرصاص الحي باتجاه المواطنين وهو مشهد اعتادت عليه القرية منذ سنوات لكنه تكثّف خلال الفترة الماضية.
يصحو أكثر من 8000 من سكان قصرة في كل يوم وهم يتساءلون فيما بينهم صغيرا وكبيرا عن الهدف القادم للمستوطنين، فكل شيء في نظر السكان متوقع، بينما يدركون في ذاتهم أن كلا منهم قد يكون هو وممتلكاته عرضة لهجمة استيطانية جديدة عادة ما يتبعها تعزيزات عسكرية إسرائيلية شغلها الشاغل توفير الحماية للمستوطنين في اعتدائهم الجديد.
القرية الهادئة لم تعد كذلك، ومعالم الجمال فيها يحاول المستوطنون تشويهها، فلا يترددون بشكل شبه يومي في قطع اشجار الزيتون واللوزيات والحمضيات ونثر الدمار والحرائق في كل مكان وعلى امتداد 8900 دونم هي مساحة الأراضي التابعة لقصرة ومعظمها زراعية ومنها 400 دونم مساحة عمرانية.
ومن على قمم الجبال، يتدحرج المستوطنون من بؤر ومستوطنات يتم فيها الاعداد لاعتداء جديد يجزم المواطنون أنه بإشراف قوات الاحتلال.
يرفض سكان قصرة الاستسلام لسياسة "دفع الثمن" التي ينتهجها المستوطنون، وما أن يقتحم الزائر الغريب وثقيل الظل القرية، حتى ينتفض السكان غضبا في وجهه، متسلحين بإرادة الدفاع عن أرضهم وعرضهم، وسرعان ما تتحول القرية إلى ساحة مواجهات، وفي لحظة يعلو صوت سيارات الإسعاف وتبدأ مهمة نقل الجرحى وربما الشهداء إلى المستشفيات.
ويؤكد عبدالعظيم الوادي، رئيس مجلس قروي قصرة لـ"الحياة الجديدة" أن عدد الإصابات خلال أربعة أيام تجاوز 34 إصابة منها واحدة في حالة الخطر.
ويرفض الوادي التمييز بين هجمات المستوطنين والاحتلال، مؤكدا أن سكان القرية يواجهون عدوا واحدا، ولا فرق بين الإثنين، فحتى المستوطنون ربما يكونون جنودا في جيش الاحتلال.
وأشار الوادي إلى حادثة حرق السيارات التي وقعت في القرية حيث اقتحمها مستوطنون بعد منتصف الليل وقاموا بتكسير وحرق سيارات المواطنين وهي تعود لكل من "ياسر منصور ابو ريدة، وسفيان عبد الرحيم ابو ريدة، ورائد مصباح دعاس، ونشأت فوزي حسن، ويوسف بسام رشيد عودة، وعبد المنعم طاهر حسن"، وأكد الوادي أنه لا مجال في التشكيك بهوية الجهة الفاعلة لأنه تم العثور في مكان الحادث على بطاقة هوية لأحد المستوطنين.
وبين الوادي أن التصعيد الأخير بدأ في القرية مع تحطيم قوات الاحتلال لأعمدة الكهرباء في جزء من قصرة، حيث تم إزالة 36 عامود كهرباء، وهي شبكة تم إنشاؤها من قبل المجلس القروي وسلطة الطاقة الفلسطينية في عام (2011)، من اجل توفير الإنارة للمنازل والمناطق الزراعية والبركسات لكن بتاريخ 04/09/2012 تلقى المجلس القروي إخطارا احضره رعاة الأغنام، وجدوه معلقا على احد أعمدة الكهرباء وقد قام المجلس القروي بالذهاب إلى بيت ايل من اجل الاجتماع مع ضابط البنية التحتية، من اجل ترخيص خط الكهرباء وذلك لكون الخط واقع ضمن منطقة "ج" وتم تحويل الطلب من اجل إجراءات الترخيص إلى ما يسمى مكتب الارتباط الإسرائيلي في حوارة. وهناك تم الطلب من المجلس القروي إحضار شهادات ملكية الأرض، ومنذ ذلك الحين لم يتلق المجلس أي إجابات على طلب ترخيص خط الكهرباء، ويضيف الوادي:" بدلا من الترخيص فوجئنا ظهيرة الأربعاء الماضي بقدوم الجرافة مع الإدارة المدنية وقوات الجيش لتحطيم الشبكة".
ويرى الوادي أن تحطيم شبكة الكهرباء أمر بالغ الخطورة ويسعى الاحتلال من خلاله لمنع أصحاب المنازل وأصحاب الأراضي ومزارعي الأغنام والأبقار من الوصول إلى ممتلكاتهم، والحد من إقامة مشاريع زراعية، خاصة أنه منذ أكثر من (10) سنوات بدأ أهالي قرية قصرة بالتوجه لاستصلاح أراضيهم وزراعتها والاهتمام بها، وذلك لحاجة هؤلاء المواطنين للتوسع والبناء في أراضيهم التي يمتلكونها.
ويشير الوادي إلى أن قصرة تعرضت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى 42 اعتداء موثقا، وقع فيها إصابات واعتداءات على الممتلكات، بالإضافة لهجمات أخرى لم يتم تسجيلها.
أمام غرف العناية المركزة في مستشفى رفيديا في نابلس كانت عائلة المصاب حلمي عبدالعزيز حسن (28 عاما) تنتظر طبيبا يخرج يحمل نبأ سارا عن تحسن حالة حلمي الذي أصيب أمس الأول برصاص المستوطنين، لكن الأنباء الواردة من داخل تلك الغرفة لا تبشر بخير، وكل ما يقوله الأطباء أن الحالة حرجة بسبب طبيعة الرصاص المتفجر الذي أصاب الكلى، لتبقى العائلة تنتظر فرجا قريبا تماما كما هي قصرة التي تنتظر أن تصحو ذات يوم وقد عاد لها الهدوء وحرية الوصول للأرض.
zaبشار دراغمة - المشهد في قرية قصرة جنوبي مدينة نابلس اصبح مشوها، أشجار مقطعة، وسيارات متفحمة، وأعمدة كهرباء محطمة، ويلحظ المار من هناك أن هجمة منظمة تتعرض لها القرية تستهدف في كل مرة شيئا جديدا.
وما ان تبدأ قصرة نهارا جديدا، حتى يشرع سكانها في الاستعداد لهجمات جديدة ينفذها المستوطنون برعاية وحماية كاملة من جيش الاحتلال، وما ان يلقي الليل هدوءه بعد ظله، حتى تتسلل عصابات متطرفة لارتكاب جريمة جديدة عنوانها دائما البشر والشجر والحجر وأخيرا السيارات.
قرية قصرة (24 كيلومترا جنوب شرق نابلس) كانت خلال الأسبوع الماضي عنوانا مركزيا لهجمات المستوطنين الذين لا يترددون في إطلاق النار والرصاص الحي باتجاه المواطنين وهو مشهد اعتادت عليه القرية منذ سنوات لكنه تكثّف خلال الفترة الماضية.
يصحو أكثر من 8000 من سكان قصرة في كل يوم وهم يتساءلون فيما بينهم صغيرا وكبيرا عن الهدف القادم للمستوطنين، فكل شيء في نظر السكان متوقع، بينما يدركون في ذاتهم أن كلا منهم قد يكون هو وممتلكاته عرضة لهجمة استيطانية جديدة عادة ما يتبعها تعزيزات عسكرية إسرائيلية شغلها الشاغل توفير الحماية للمستوطنين في اعتدائهم الجديد.
القرية الهادئة لم تعد كذلك، ومعالم الجمال فيها يحاول المستوطنون تشويهها، فلا يترددون بشكل شبه يومي في قطع اشجار الزيتون واللوزيات والحمضيات ونثر الدمار والحرائق في كل مكان وعلى امتداد 8900 دونم هي مساحة الأراضي التابعة لقصرة ومعظمها زراعية ومنها 400 دونم مساحة عمرانية.
ومن على قمم الجبال، يتدحرج المستوطنون من بؤر ومستوطنات يتم فيها الاعداد لاعتداء جديد يجزم المواطنون أنه بإشراف قوات الاحتلال.
يرفض سكان قصرة الاستسلام لسياسة "دفع الثمن" التي ينتهجها المستوطنون، وما أن يقتحم الزائر الغريب وثقيل الظل القرية، حتى ينتفض السكان غضبا في وجهه، متسلحين بإرادة الدفاع عن أرضهم وعرضهم، وسرعان ما تتحول القرية إلى ساحة مواجهات، وفي لحظة يعلو صوت سيارات الإسعاف وتبدأ مهمة نقل الجرحى وربما الشهداء إلى المستشفيات.
ويؤكد عبدالعظيم الوادي، رئيس مجلس قروي قصرة لـ"الحياة الجديدة" أن عدد الإصابات خلال أربعة أيام تجاوز 34 إصابة منها واحدة في حالة الخطر.
ويرفض الوادي التمييز بين هجمات المستوطنين والاحتلال، مؤكدا أن سكان القرية يواجهون عدوا واحدا، ولا فرق بين الإثنين، فحتى المستوطنون ربما يكونون جنودا في جيش الاحتلال.
وأشار الوادي إلى حادثة حرق السيارات التي وقعت في القرية حيث اقتحمها مستوطنون بعد منتصف الليل وقاموا بتكسير وحرق سيارات المواطنين وهي تعود لكل من "ياسر منصور ابو ريدة، وسفيان عبد الرحيم ابو ريدة، ورائد مصباح دعاس، ونشأت فوزي حسن، ويوسف بسام رشيد عودة، وعبد المنعم طاهر حسن"، وأكد الوادي أنه لا مجال في التشكيك بهوية الجهة الفاعلة لأنه تم العثور في مكان الحادث على بطاقة هوية لأحد المستوطنين.
وبين الوادي أن التصعيد الأخير بدأ في القرية مع تحطيم قوات الاحتلال لأعمدة الكهرباء في جزء من قصرة، حيث تم إزالة 36 عامود كهرباء، وهي شبكة تم إنشاؤها من قبل المجلس القروي وسلطة الطاقة الفلسطينية في عام (2011)، من اجل توفير الإنارة للمنازل والمناطق الزراعية والبركسات لكن بتاريخ 04/09/2012 تلقى المجلس القروي إخطارا احضره رعاة الأغنام، وجدوه معلقا على احد أعمدة الكهرباء وقد قام المجلس القروي بالذهاب إلى بيت ايل من اجل الاجتماع مع ضابط البنية التحتية، من اجل ترخيص خط الكهرباء وذلك لكون الخط واقع ضمن منطقة "ج" وتم تحويل الطلب من اجل إجراءات الترخيص إلى ما يسمى مكتب الارتباط الإسرائيلي في حوارة. وهناك تم الطلب من المجلس القروي إحضار شهادات ملكية الأرض، ومنذ ذلك الحين لم يتلق المجلس أي إجابات على طلب ترخيص خط الكهرباء، ويضيف الوادي:" بدلا من الترخيص فوجئنا ظهيرة الأربعاء الماضي بقدوم الجرافة مع الإدارة المدنية وقوات الجيش لتحطيم الشبكة".
ويرى الوادي أن تحطيم شبكة الكهرباء أمر بالغ الخطورة ويسعى الاحتلال من خلاله لمنع أصحاب المنازل وأصحاب الأراضي ومزارعي الأغنام والأبقار من الوصول إلى ممتلكاتهم، والحد من إقامة مشاريع زراعية، خاصة أنه منذ أكثر من (10) سنوات بدأ أهالي قرية قصرة بالتوجه لاستصلاح أراضيهم وزراعتها والاهتمام بها، وذلك لحاجة هؤلاء المواطنين للتوسع والبناء في أراضيهم التي يمتلكونها.
ويشير الوادي إلى أن قصرة تعرضت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى 42 اعتداء موثقا، وقع فيها إصابات واعتداءات على الممتلكات، بالإضافة لهجمات أخرى لم يتم تسجيلها.
أمام غرف العناية المركزة في مستشفى رفيديا في نابلس كانت عائلة المصاب حلمي عبدالعزيز حسن (28 عاما) تنتظر طبيبا يخرج يحمل نبأ سارا عن تحسن حالة حلمي الذي أصيب أمس الأول برصاص المستوطنين، لكن الأنباء الواردة من داخل تلك الغرفة لا تبشر بخير، وكل ما يقوله الأطباء أن الحالة حرجة بسبب طبيعة الرصاص المتفجر الذي أصاب الكلى، لتبقى العائلة تنتظر فرجا قريبا تماما كما هي قصرة التي تنتظر أن تصحو ذات يوم وقد عاد لها الهدوء وحرية الوصول للأرض.