نجاة الاغا.. فلسطينية مجبرة على اثبات أُمومة ابنها الاسير لزيارته
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد الأسطل- الفلسطينية نجاة الاغا (الفالوجي)، غزيةٌ في الستين من عمرها، وضعها الاحتلال مؤخراً أمام تحدٍ إضافي، بالغ الغرابة، عليها أن تثبت أُمومتها لابنها محمد الذي يقضي حكما بالسجن 12 عاما ونصف العام..!
ما زالت المواطنة نجاة (الفالوجي) الأغا (60 عاماً) في حالة صدمة، مصلحة السجون الإسرائيلية لم تعد تعترف أن "محمد إبن أُمه"، واصبحت الام بين ليلة وضحاها غريبة عن ابنها، وبالتالي فانها لن تتمكن من زيارته، علماً انها كانت زارته مرارا خلال سنوات اعتقاله التي لم يتبق منها غير عامين ونصف.
ورغم غرائبية الحالة، التي "تعتبر جزءا من منهج، تضييق على الاسرى وذويهم" كما يقول متابعون لهذا الملف، فان "الحظ" لم يُدر الظهر تماما لهذه الفلسطينية، نجاة الاغا، لا تزال على قيد أمومتها لابنها ضياء، المعتقل ايضا في سجون الاحتلال، حيث زارته مؤخرا.
وقالت الاغا لـ دوت كوم: "الجميع يعرف أنني أُم محمد، أنا الذي ولدته، وربيته، وكبرته، وزرته لسنوات منذ اعتقاله، انا مصدومة، لم أكن أتخيل أن يصل الاحتلال إلى هذا الحد، كيف سمح لي بزيارته خلال السنوات السابقة ثم منعني بعد ذلك؟".
وأضافت الأغا وهي تذرف دموعها: "عندما زرت ضياء بعد أكثر من ست سنوات، كان أجمل يوم في حياتي، شعرت بفرحة لم أتخيلها وأنا أتحدث معه، وأراه أمام عيني، لكن فرحتي لم تكتمل عندما أُبلغت بأنني لن أزور شقيقه محمد، وعندما سألت أبلغوني أنه ليس إبني"!!
وذكرت والدة الأسيرين ضياء ومحمد الأغا، أنها تمتلك كافة الوثائق القانونية التي تثبت أنها أم ابنها محمد، وسارعت لاظهار شهادة ميلاد وبطاقة هوية محمد، مستهجنة مطالبة الاحتلال إياها بجلب ورقة تثبت صلة قرابتها بابنها (يفترض استصدارها من الضفة مع ما ينطوي عليه ذلك من معيقات لأم ستينية تقيم في غزة كما قالت) .
ويظهر اسم نجاة الأغا، في بطاقة هوية نجلها الأسير محمد الأغا، مثلما بقية أوراق الصليب الأحمر، والوثائق الإسرائيلية، الخاصة بالسجن، وكذلك الحال بالنسبة للأوراق الرسمية الفلسطينية.
وأوضحت أن ابنها محمد أبلغ إدارة السجون، بأنها إذا لم تسمح بزيارة أمه، كما كانت في السابق، فانه لن يقبل بأن تكون امه هدفا لمطالبتها بوثائق واجراءات تعجيزية لتبرير منع زيارته، مشيرة الى أنه يفضل عدم زيارته حتى نهايته محكوميته بعد نحو عامين ونصف، كي لا يعرضها للمتاعب والمشاق الجسدية والنفسية.
وانتقدت الأغا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بسبب ما وصفته "عدم التدخل الجدي والضغط الحقيقي على الاحتلال، حتى يتراجع عن ادعاءاته الكاذبة".
واوضحت المسؤولة الإعلامية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أروى مهنا لـ دوت كوم بان اللجنة الدولية للصليب الأحمر "قامت بالعديد من المحاولات والحوارات مع السلطات المعنية، منذ إصدار قرار منع زيارات أهالي المعتقلين من قطاع غزة"وانها تقوم بحوارات بخصوص الممنوعين أمنياً، وتعمل على التدخل الانساني والمحايد مع أي من السلطات المعنية في ملف المعتقلين، وتتولى تسهيل زيارة أهالي المعتقلين في السجون الاسرائيلية من ناحية انسانية ومحايدة بحتة.