دموع مع وقف التنفيذ...
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بسام أبو الرب
shبسام أبو الرب
بكبرياء وقوة عزيمة.. بكلمات يشوبها الحزن رغم وقعها وحدة لهجتها... أطلقت والدة الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من 200 يوم على التوالي، العنان لمخيلتها وهي تتحدث عن لحظات معاناتها وتجاربها مع اعتقال أبنائها.
حبست الوالدة دموعها مجبرة عندما رأت ولدها سامر خلال جلسة محاكمته آخر مرة، "لا أريد أن يرى السجان الإسرائيلي دموعي ولا ضعفي"، قالت وأضافت "لم استطع أن أتمالك نفسي لحظة رؤيته فهو أصبح جسدا هزيلا، ولم يتبق من وجهه سوى العينين والذقن، من شدة الإعياء واستمراره بالإضراب".
وأردفت، "تماسكت قدر المستطاع كي أصمد أمام جنود الاحتلال وقضاته، إلا أنني أصبت بحالة إغماء من شدة الموقف".
وأشارت العيساوي خلال مشاركتها في مؤتمر صحفي، عقدته وزارة الإعلام اليوم الأربعاء بمدينة رام الله، بعنوان "الأسرى المضربون عن الطعام: آخر المستجدات وآليات دعم الصمود"، إلى أن سامر بعث رسالة كتب فيها "اقبل الأقدام التي حررت جزءا بسيطا من القدس ولو لساعات"، تعقيبا منه على رفع مجموعة من المتضامين العلم الفلسطيني عاليا أمام محكمة الاحتلال بالقدس، خلال جلسة المحاكمة.
وتابعت، "بالأمس كانت ذكرى استشهاد ولدي فادي الذي استشهد في اليوم الثاني لمجزرة الحرم الإبراهيمي، وتذكرت الكثير عن لحظات الاعتقال التي مر بها أولادي، وتصميمهم على أن أكون قوية وصامدة، فلا أريد أن يرى الاحتلال ولو دمعة مني".
بعبارة محمود درويش الشهيرة "عابرون في كلام عابر" تصف ليلى العيساوي الإسرائيليين الذين احتلوا الأرض واقتلعوا الأشجار واعتقلوا الإنسان الذي يدافع عن أرضه، وتقول "متمسكون بالإنسان قبل الأرض، فهو من يحرسها ويعمرها".
وزير الأسرى وشؤون المحررين عيسى قراقع، حذر إسرائيل من تصاعد الهجمات بحق الأسرى، واللعب بحياتهم، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسرى داخل المعتقلات وخارجها.
وقال إن المجتمع الإسرائيلي أصبح "فاسدا ودمر نفسه قبل أن يدمرنا، بصمته على الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى، خاصة عقب رؤية سامر العيساوي بهذا المنظر أمام المحكمة وطريقة التعامل معه".
وأضاف قراقع، "الإسرائيليون يتهمون الفلسطينيين بإشعال انتفاضة، لكن نحن نتهمهم بإشعالها عقب جريمة الحرب بحق الشهيد عرفات جرادات، الذي استشهد بعد خمسة أيام من اعتقاله".
وشدد على أن تكون قضية الأسرى الأساس في صيغة اتفاق أو مفاوضات، ولا يمكن التعاطي معها بانتقائية، موضحا أن الرئيس محمود عباس أكد ضرورة إطلاق سراح الأسرى وإنقاذ حياة المضربين منهم، وأنه سيطرح قضيتهم على الوفد الأميركي خلال زيارته المرتقبة.
بدوره، أكد وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، أن الوزارة ماضية في تحريك كل عوامل الرأي العام العالمي من خلال وسائل الإعلام المحلية والدولية، موضحا أن قضية الأسرى وتحرريهم لا تقل أهمية عن غيرها في إطار تثبيت السيادة الفلسطينية على الأرض.
وأشار خليفة إلى أن إسرائيل تتنصل من كافة الاتفاقيات التي وقعتها في قضية الأسرى، وتعتبر نفسها دولة فوق القانون، مشددا على ضرورة الانتصار لقضية الأسرى والحريات التي يتغنى بها العالم.
وشدد رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ يوسف ادعيس، خلال المؤتمر، على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، والضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته من أجل الإفراج عنهم، والعمل على فضح الممارسات الإسرائيلية.
ودعا إلى المزيد من التحرك الشعبي لنصرة الأسرى، و"العمل على حماية أرضه من غطرسة الاحتلال وتزايد انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني، خاصة مدينة القدس التي تأن تحت وطأة الاحتلال".
في حين شدد رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية حنا عيسى، على ضرورة توجه وزارة الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية للحصول على فتوى بحق قضية الأسرى، مع ضرورة التحرك الفعلي للبعثات الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج، وفضح الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى.
ولفت النظر إلى أهمية وضع إستراتيجية جديدة في قضية الأسرى، خاصة في الإطار العالمي، مع ضرورة التوجه إلى "الفاتيكان" لتبلور موقف منه بهذا الشأن.
وطالب عيسى والدة الأسير سامر العيساوي بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية عن طريق المؤسسات، بخصوص ملف ولدها المضرب عن الطعام.
انتهى المؤتمر الصحفي ولم ينه سامر العيساوي إضرابه، وبقيت عينا والدته مجهدتين تغالب دموعا عسى أن تتبدل بالفرح وتقر بالفرج حين يرى الابن سامر الحرية.