رحم الله الامام الشافعي......كتب المحرر السياسي
قد لايعرف البعض ان الامام الشافعي رحمه الله كان شاعرا يفتح للحكمة دروبا في قصيدته، وكان كلما اراد رسالة اخلاقية وضعها في
ابيات قليلة من الشعر، هي اليوم بقدر ما هي خالدة، فهي حكمة ونصيحة لاتقدر بثمن، ومن بين ابرز هذه الابيات ما قاله في كيفية التعامل مع السفيه : يخاطبني السفيه بكل قبح / فأكره أن اكون له مجيبا / يزيد سفاهة فأزيد حلما / كعود زاده الاحراق طيبا . ولأننا نحب هذه الحكمة ونصدق جدواها ونثق بصوابها،لا نريد ان ننجر الى ردح السفاهة البائس، هذا الذي يواصله السيد عزيز دويك .
سندع له رخص الكلام وبؤس المخيلة وفبركاتها المعيبة، وسنقول ان للخلاف ادبا، ومن ادب الخلاف الاشارة الى ما يفسر الخلاف وما يوضح طبيعته، سواء السياسية اوالحزبية او الفكرية، لا الشخصية ابدا، اي الدفاع عن وجهة النظر بموضوعية الدفاع عن فحواها ،واذا كان لابد من التشكيك بوجهة نظرالاخر، فالتشكيك ينبغي ان يكون بفحواها ايضا، لا بالتشكيك بشخوصها وشتيمتهم واتهامهم بسلوك لاعلاقة له بالسياسة ومواقفها، فأذا ما سار الامر على هذا النحو، والذي يصح ان نقول اليوم انه ( نحو عزيز دويك ) يكون الردح قد تحقق، وما من شك انه لاعلاقة للردح بأدب الخلاف ناهيك عن ادب الحوار.!!
والمسألة الهامة في كل هذا السياق : هي كيف سنمضي حقا في حوارات المصالحة الوطنية مع هذا المستوى من الردح..؟؟ ولماذا تصمت حركة حماس بقيادتها على هذا الشكل من التعبير المعيب والذي لايخدم حسن النوايا ولا بأي شكل من الاشكال؟؟
ام تراها بهذا الصمت تشد على ايدي متطرفيها والمتشددين منها وغير الراغبين بالمصالحة الوطنية ..!!!! هذه اسئلة على حماس وحدها ان تجيب عنها، وافضل الاجوبة ستكون ولاشك بالقول اولا لعزيزدويك ان يعود لتوازنه وان يقرأ شيئا في ادب الخلاف بدل هذا الردح الذي لايرتد عادة إلا على صاحبه .