وزارة الاعلام: الثامن من آذار فرصة لإظهار نضال الفلسطينيات وألمهن
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ترى وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الإعلام بالثامن من آذار موعدًا لإظهار نضال الفلسطينيات تحت الاحتلال، وتسليط الضوء على معاناتهن المزدوجة بفعل العدوان وإفرازته من جهة، والقهر والتسلط الاجتماعي قصير النظر من جهة أخرى. وإذ تُحيي الوحدة "حارسات نارها الدائمة"، اللواتي يدفعن ثمنًا باهظًًا لعنف الاحتلال وعدوانه وحصاره وقمعه الذي يستهدفهن بشكل مباشر، أو يطال الابن والأخ والزوج والشريك.
ومع إشراقة هذا التاريخ، تطبع الوحدة وردة دائمة الشذى لأخواتنا ونسائنا وفتاتينا وأمهاتنا وزهراتنا اللائي يخضن أسطورة إصرار على المشاركة في النضال، وينسجن إبداعات لا تنتهي في كافة الحقول.
وفي الوقت الذي نعيد التذكير بجذور هذا التقليد، حين أطلقه القرار 32/142، عام 1977 للجمعية العامة للأمم المتحدة، نحث المنظمة الدولية على تطبيق قراراتها، لوقف معاناة المرأة الفلسطينية بفعل الاحتلال. والمساهمة بتطبيق بنود إقرار الثامن من آذار نفسه.
إن ما دعا إليه القرار الأممي من "تعبئة للظروف اللازمة للقضاء على التمييز ضد المرأة وكفالة مشاركتها في التنمية الاجتماعية مشاركة كاملة وعلى قدم المساواة مع الرجل." يجب أن يكون حافراً عنواناً لمطالبة التشكيلات الدولية بوقف الاحتلال والاستيطان والتدمير والقتل وحالات الحصار، لأن المرأة الفلسطينية تتعرض لصنوف التنكيل من هذا البطش بشكل مباشر وغير مباشر.
وعلى ضفاف هذه المناسبة، نستذكر شهيدات فلسطين والمقاومة، وأسيراتها، وجريحاتها، وأمهات وزوجات أسرى الحرية بعامة والمضربين عن الطعام لأجل الحرية بخاصة. ولا نغفل عن الإشادة بكل من دفعت من حريتها ودمعها ودمها ثمنًا لإصرارها على البقاء والمقاومة، ومن نثرن الأمل، ونسجنه، لمجابهة الاحتلال وبناء الوطن ومؤسساته. مثلما لا تغفل الوحدة عن الإكبار بمن احترفن التحدي، فصنعنه لتبديد القهر والتمييز والظلم، على شتى الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والتشريعية.
إن تزامن المناسبة مع آذار الأرض والكرامة والأم والمرأة والأقحوان وزهر اللوز وتفتح الحياة، يجب أن لا يجعلنا نغفل عن التحديات الجسام التي تواجهها المرأة، وما تتعرض له من تمييز سلبي مبني على أساس ذكوري، فنسبة العاملات في فلسطين من قوى العمل لا يتعدى 17,3 %، وتمثيل المرأة في المناصب العليا لم يعد يراوح مكانة، رغم بعض التقدم هنا وهناك، وعدد اللواتي يدفعن حياتهن ثمناً لتبريرات "شرف العائلة" لم يتراجع، وهذا وغيره، يحتم علينا مواصلة النضال على كل الصعد؛ لتبديل هذا المشهد الأسود.
وتدعو الوحدة وسائل الإعلام في الثامن من آذار وفي نيسان وأيار وعلى امتداد الأيام والسنوات إلى إنصاف المرأة وتقديمها في صورتها المشرقة التي تستحقها، بعيدًا عن التنميط المريض، والترويج الهابط، والتسليع المرفوض. وهذا كله، يحتم على إعلامنا مراجعة لغته وأدواته لإبراز المرأة المناضلة والمبدعة والطامحة إلى الحياة والمضطهدة والمنتصرة دوماً.
عاش الثامن من آذار، وعاشت فلسطين بنسائها وزهراتها وحارسات نارها التي لا تخبو وأمينات سر دمعها ودمها ومداد أملها.