طلائع الجراد تثير الرعب في غزة-حاتم أبو دقة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
shوقف المزارع خليل الفجم (35 عاما) على أطراف أرضه المزروعة بالخضراوات مذهولا وهو ينظر إلى أسراب الجراد التي بدأت تنتشر بين مزروعاته بشكل متسارع.
وأكد الفجم لـ"وفا" وصول الجراد إلى أرضه منذ ساعات مساء الإثنين، مشيرا إلى أنه على الفور اتصل بالجمعيات والجهات المعنية لمساعدته في القضاء على أسراب الجراد الموجودة في أرضه، لمساعدته في تقليل الأضرار المتوقعة من وصول الجراد.
وقال إنه في حال زيادة أعداد الجراد ستلحق به أضرر كبيرة، خاصة أن لديه نحو 50 دونما مزروعة بالبقدونس والسبانخ.
وأعرب الفجم عن تخوفه من زيادة الأعداد خاصة في ظل الحديث عن وجود أسراب من الجراد في منطقة العريش وبئر العبد في الأراضي المصرية القريبة من محافظة رفح جنوب قطاع غزة، منوها إلى أن أرضه التي وصل إليها الجراد تقع شرق منطقة عبسان الكبيرة وعلى مسافة قريبة من الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وعبّر المسن عبد الهادي أبو دقة (80 عاما)عن استيائه الشديد عندما سمع من وسائل الإعلام عن وصول دفعة من هذه الآفة الخطيرة إلى منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، وقال إنه لم يرَ النوم عندما سمع الخبر، وما أن بزغ الفجر حتى توجه إلى أرضه وهو يتمنى أن يكون ما سمعه غير صحيح، فهو يعي جيدا معنى وصول الجراد إلى المنطقة، خاصة أنه عاش هذه التجربة بنفسه في خمسينيات القرن الماضي، وحينها كانت وسائل المكافحة بدائية جدا.
وبين أبو دقة أن الجراد إذا حل بمنطقة خضراء يتركها قاحلة كالصحراء في فترة وجيزة جدا نظرا لكثافته وانتشاره بشكل سريع، معربا عن أمله بأن تتم السيطرة على أسراب الجراد قبل أن تنتشر بأعداد كبيرة ويصبح القضاء عليها مستحيلا.
وتابع أنه عاش وجود هذه الآفة في الخمسينيات، ولن يتمكنوا من السيطرة على تلك الآفة التي أتت على الأخضر واليابس على حد قوله، مؤكدا أن الصبر في وقته لم يتبق منه سوى الشوك.
وفور انتشار الخبر في قطاع غزة، توجه المزارعون إلى أراضيهم لمراقبة وصول الجراد للاطمئنان على مزارعهم، وعمل ما يمكن عمله في مكافحة هذه الآفة، حتى لا يشعروا بالتقصير تجاه أرضهم ومزروعاتهم التي تشكل مصدر الرزق الوحيد لعائلاتهم في ظل حالة الحصار التي يعيشها القطاع.
وعلى مسافة ليست ببعيدة عن المسن عبد الهادي جلس الحاج محمود أبو دقة (65 عاما) وسط مزرعته وعيناه تتجه إلى السماء وفي كل الاتجاهات يراقب عن كثب وصول الآفة الخطيرة، خاصة أن وسائل الإعلام تحدثت عن وجودها داخل الأراضي المصرية وأنها تتجه إلى قطاع غزة من ناحية الجنوب.
وأوضح أبو دقة أن الأراضي الشرقية تشكل منطقة سهلة لانتشار الجراد نظرا لزراعتها بمحاصيل القمح والشعير والعدس والخضراوات، وقربها من الحدود الشرقية للقطاع، الأمر الذي يصعب من مهمتهم في محاربة انتشاره بنفس الطرق التقليدية التي حاربوه فيها في سنوات الخمسينيات، والتي تتمثل بالطرق على الحديد وإشعال إطارات السيارات.
وناشد أبو دقة كافة المسؤولين والجمعيات الزراعية ضرورة التحرك السريع لوضع حد لآفة الجراد قبل انتشارها في القطاع لتنال من محاصيلهم وقوت أطفالهم.
من جانبه، دعا رئيس مجلس إدارة جمعية الهوى والنور في بلدة بني سهيلا المهندس أحمد المدني، كافة المزارعين إلى تحصين البيوت البلاستيكية وإغلاقها بشكل محكم لمنع دخول الجراد إليها، أما بخصوص الأراضي المكشوفة فقال: لا توجد طرق للوقاية في حال وصول الجراد إليها سوى الطرق التقليدية والتي تعتمد على الصيد الفردي، مشيرا إلى وجود طرق بيولوجية تتمثل في استخدام بعض الزيوت (metarhiziuim) التي ترش على الحشرات مباشرة، ومن مميزاتها أنها تنتقل من جرادة إلى أخرى ولا تؤذي النبات في الحقول المكشوفة.
وأضاف المدني أنه على ضوء الاتصالات التي وردت من المزارعين، تقدمت الجمعية بمشاريع طارئة للعمل على مساعدة المزارعين في مكافحة هذه الآفة الخطيرة، والقضاء عليها قبل أن تنتشر بشكل يصعب السيطرة عليها.