ردود أفعال رسمية حول قيام حماس بمنع مشاركة المرأة بغزة في الماراثون الدولي الثالث
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
استهجن رئيس الوزراء د. سلام فياض إقدام حركة حماس على منع مشاركة المرأة في الماراثون الدولي الثالث الذي كان مقرراً أن يتم في العاشر من نيسان المقبل، الأمر الذي اضطر وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" إلى إلغاء هذا الماراثون.
واعتبر فياض أن هذا الإجراء يمس بمكانة المرأة الفلسطينية ودورها الوطني والاجتماعي وحقها الكامل في المساواة وفقاً للقانون الأساسي، ولتقاليد شعبنا التي كانت دوماً تتطلع إلى ترسيخ مكانة المرأة ورفض كل محاولات إقصائها وتهميشها.
وأكد رئيس الوزراء على أن إلغاء هذا الماراثون الدولي بسبب قرار حركة حماس أضاع فرصة هامة لتسليط الضوء على معاناة شعبنا في قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي، حيث كان الماراثون نفسه يشكل فعالية تضامنية ضد الحصار كما أكدت على ذلك وكالة الغوث " أونروا".
وشدد فياض على ضرورة الإسراع في إنهاء حالة الانقسام المدمرة وتداعياتها الخطيرة على قضية شعبنا الوطنية ومنجزاته الديموقراطية ومكتسباته الاجتماعية، وبما يشمل مكانة المرأة وحقوقها.
من جانب اخر أدان مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان هذه الخطوة من قبل الحكومة في قطاع غزة، ويعتبرها خرقاً وتعدٍ واضحٍ على الحريات الشخصية والعامة، عدا عن أن هذا القرار يتعامل مع النساء على أنهن قاصرات ولا يستطعن أن يقررن بأنفسهم ماذا يردن.
وأكد المركز بأن هذا المنع ليس له ما يبرره قانونياً أو اجتماعياً أو اخلاقياً، وفيه تعد واضح على حقوق النساء، ويدفع باتجاه التفكير الاحادي الذي يقود إلى مزيد من التعصب والإقصاء، ولا يخدم بأي حال من الاحوال التحول الديمقراطي وتمكين المرأة، ويعزز من المعيقات التي تمنع النساء من الانخراط في الحياة العامة بكافة مجالاتها وتجلياتها.
ودعا مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان الحكومة في قطاع غزة إلى التراجع عن قرارها، والابتعاد عن أية ممارسات تخرق حقوق الإنسان، وبخاصة أن القانون الاساسي الفلسطيني قد ساوى ما بين النساء والرجال في الحقوق والواجبات، ولا يوجد قانون فلسطيني يحدّ من مشاركة النساء في أية نشاطات عامة.
استنكرت اللجنة الرياضية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قرار حكومة حركة حماس بمنع النساء من المشاركة في ماراثون رياضي تقيمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأنروا"، مؤكدة أن هذه المشاركة لا تتعارض مع قيم وثقافة وعادات وتقاليد شعبنا الفلسطيني.
وأوضحت اللجنة أن هذا القرار ترتب عليه إلغاء وكالة الغوث هذه الفعالية التي تعد وسيلة تضامن هامة مع شعبنا الفلسطيني، لا سيما أن الكثير من المتضامنين من مختلف مدن العالم سيشارك فيها.
ودعت اللجنة الرياضية الحكومة للتراجع عن هذا القرار المجحف، الذي يعتبر محاولة منها لفرض أنماط تفكير وسلوك خاص بجماعة محددة على جماهير شعبنا الفلسطيني، مما سيؤدي لحرمانهن من المشاركة في مختلف الفعاليات الوطنية والتضامنية، وهو ما يتعارض مع القانون الفلسطيني الذي لا يفرق بين الرجل والمرأة، ويكفل حقها تماماً في هذا الموضوع.
وشددت اللجنة على حق الإناث بمختلف الأعمار من المشاركة في هذا المارثون أو أي نشاط أو فعالية تدعم برامج مفيدة وتضامنية مع شعبنا الفلسطيني، مشيرة أن تعامل الحكومة مع هذا الموضوع يمثل انغلاقاً فكرياً في المجتمع الفلسطيني.
وأشادت اللجنة بالمرأة الفلسطينية، واعتبرتها جزء أصيل من النضال الوطني الفلسطيني لا يمكن تهميشه أو إهماله، لافتة أنها على مدار التاريخ الوطني الفلسطيني تشاركت جنباً إلى جنب مع الرجال، وكانت مصدر فخر واعتزاز لنا.
وكانت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة قد الغت سباق الماراثون السنوي بعدما منعت حركة "حماس" النساء من المشاركة فيه.
وقالت "حماس" إن مشاركة النساء في السباق يخالف التقاليد الإسلامية، رغم أن عشرات التلميذات الفلسطينيات شاركن في السباق في العامين الماضيين.
وقالت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الراعية للماراثون في بيان إن قرار الإلغاء هذا تم اتخاذه بعد نقاشات مع السلطات في غزة والتي أصرت على منع النساء من المشاركة في الماراثون.
وذكرت الوكالة أن عدد من كانوا سيشاركون في الماراثون هذا العام وصل إلى 1500 من طلاب المدارس و800 من الكبار وأنه كان سيضم عددا قياسيا من المشاركات هو 260 فلسطينية و119 أجنبية.
عن بي ان ان