مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

قصة الجامعية آمنة واحلامها المحاصرة بأنياب الفقر!

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 مجدي نصاصرة - يقال بأن الأحلام لا تعرف حدودا، وما القول بأحلام فتاة تبلغ من العمر 19 عاما، بالخروج من قريتها، لترى ما اذا كان ثمة عالم خارج حدود تلك القرية، وما اذا كان الكون اكبر من جدران ذلك المنزل المتداعي الذي تسكن فيه.
ربى، فتاة تعيش مع اسرتها المكونة من 12 شخصا في قرية جالود جنوب نابلس، درست واجتهدت، ورغم صعوبة الظروف وقهرها، اتمت دراستها الثانوية بنجاح، لكنها اصطدمت بواقع بفقر مرير اجبرها على التخلي عن الدراسة الجامعية.
رب العائلة (أبو محمد)، مصاب بعجز كبير بيده اليمنى، وبعض الاضطرابات النفسية، وأزمة في التنفس لا يجد لها حلاً. ومحمد الابن الأكبر البالغ من العمر 23 عاما، يكابد الصعاب بعد ان اصبح المعيل الوحيد، لعائلته، مما يجنيه من عمله في منطقة الأغوار، حيث يتقاضى أجراً لا يتجاوز 50 شيكل في اليوم.
وتقول الوالدة (أم محمد) والحسرة تغرق عينيها: "بعد انقطاع زوجي عن العمل بسبب وضعه الصحي، أصبح وضعنا صعب للغاية، ولم نعد نجد ما يكفينا من الطعام في معظم الأيام، وأضطر للطبخ باستخدام الحطب لأننا لا نملك ثمن اسطوانة الغاز، وما يجنيه ابني محمد لا يكاد يكفي الحاجات الاساسية من الطعام ".
أما الوالد أبو محمد، الذي يجابه المرض فيقول: احتاج إلى كثير من الأدوية التي لا نملك ثمنها، ومعظم هذه الأدوية نقوم بصرفها من خلال تأمين صحي تغطيه وزارة الشؤون الاجتماعية، ولكن في معظم الأوقات يكون هناك نقص في الأدوية.
ويضيف أبو محمد "عندما لا أجد الدواء عند وزارة الصحة، أقوم بتقسيم الجرعة الدوائية الاسبوعية نصفين، لتكفيني مدة أسبوعين بدلا من أسبوع، وعند نفاذها أتوقف عن أخذ الدواء لعدم قدرتي على شرائه".
وفي ذلك بيتهم المتهالك، ينام أفراد تلك العائلة تحت سقف لم يعد يحجب عنهم مياه الامطار، ولا يحميهم من شدة البرد، فلا نوافذ له، اما الاثاث فمحدود كما مختلف الاحتياجات الاخرى حيث تقول أم محمد: لا نملك في بيتنا الاساسيات، وفي حال نفاذ رصيد الكهرباء لا نتمكن من اعادة شحنه، ونقضي معظم الليالي دون إنارة.. نستخدم الكهرباء فقط للإنارة ليلا، و"أجبر ابنائي على النوم في الساعة الثامنة حتى نوفر هذه المصاريف"، مشيرة إلى ان الكهرباء "مقطوعة (عن منزلهم) منذ أسبوعين".
وما تواجهه هذه العائلة لم يتوقف عند الاحتياجات والفقر الشديد فابنها الأصغر (18 عاما)، كان أصيب خلال مواجهات برصاصة مطاطية في عينه، تسببت له تلف القرنية وأفقدته الرؤية، وتوقف عن العلاج بعد انقطاع التغطية المالية لعلاجه من السلطة كما تقول العائلة التي اضطرت لتزويج ابنتها (آمنة) في سن مبكرة، لكنها ما لبثت بعد اربع سنوات ان انفصلت عن زوجها وانضمت وطفليها الى العائلة التي دفعتها ظروفها المعيشية القاسية لتزويجها مبكرا.
ورغم ذلك الا ان آمنة لم تستسلم لظروف لم تحالفها، حيث اكملت دراستها الثانوية في المنزل وتفوقت في الفرع العلمي، حيث قالت بهذا الصدد: "بعد الانفصال، دفعني وضع عائلتي الى متابعة دراستي في محاولة لإكمال تعليمي، وللعمل على انتشالهم من الفقر الذي يعيشون فيه".
ولتحقيق هذا الحلم البسيط، انضمت آمنة الى كلية التمريض في جامعة النجاح الوطنية، بعد ان عانت الأمرين لتأمين قسط الدراسة، لكن الامر لم يستمر طويلا حيث انها اصبحت امام تحدٍ شديد رغم بساطته.
وتقول آمنة:"محاولاتي لتأمين القسط التالي شبه معدومة، ولم انجح في ذلك حتى الان، وإذا لم استطع التسجيل في الجامعة، فسوف اترك الدراسة وأعود إلى البيت، لمواجهة القدر المحتوم، مع باقي افراد عائلتي".

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024